استراحة صور … من واحة جمال إلى ساحة ركام وحطام
لم تسلم استراحة صور من أعمال التخريب التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية، اذ اقتحم متظاهرون في صور استراحة صور السياحية عنوة وعمدوا إلى تكسير محتوياتها والعبث بها. ولا تزال حتى الساعة تندلع النيران في الاستراحة. أفاد موظفون في الاستراحة ان الشبان سرقوا محتويات المنتجع وحطموا السيارات. يذكر أن “استراحة صور” هي ملك عام مُستثمر من قِبَل شركة سياحية من عائلة خليفة تشارك بعدد أسهمها عقيلة الرئيس نبيه بري.
طال الحطام إحدى أعرق المنتجعات في مدينة صور التي تشكل مقصد السياح العرب والأجانب، وتكتسب سمعة عالمية لموقعها في مدينة هي الأقدم في التاريخ، وعلى شاطئ لقب بالذهبي، صنفته ناشيونال جيوغرافيك (في تقرير نشرته في حزيران الماضي) في المرتبة الرابعة ضمن أجمل شواطئ الشرق الأوسط التي تطلّ على البحر الأبيض المتوسط، البحر الميت، منطقة الخليج العربي، والبحر الأحمر، نظرًا الى نقاء مياهه إضافة إلى أنه مقصد للغواصين الذين يأتون إليه لاستكشاف الآثار الرومانية الغارقة.
تقع استراحة صور على مسافة عشر دقائق من قلعة صور، وتعتبر من أفضل الأماكن السياحية لأفراد الأسرة، لما تتضمن من أجواء مرفهة ووسائل تسلية تناسب الكبار والصغار.
تضم الاستراحة فندقًا ومطعمين (أحيرام، وسناك إيبيزا)، يوفران أطباقًا لبنانية وغربية. أما الفندق فيتألف من 46 غرفة و20 جناحًا تطل على مناظر خلابة، ويمتد شاطئ الاستراحة على 300 متر مجهز بكراسٍ مريحة يظللها شجر النخيل.
اليوم تغير وجه استراحة صور وأضحى أسود ينوء تحت حطام وركام نتيجة حسابات خاطئة وجهل أعمى يعمد إلى تخريب ما عمل اللبنانيون على بنائه سنوات طويلة بهدف رسم صورة حقيقية للبنان في العالم والتي للأسف شوهها هؤلاء الذين يسيّرهم حقد لا يفرّق بين الأخضر واليابس.
