سجلوا عندكم

إعلان نتائج “مسابقة القدس عاصمة فلسطين” وتأكيد أن الحلم يرتكز على واقع التاريخ والجغرافيا وذاكرة الماضي

Views: 351

 نظمت “هيئة المعماريين العرب” حفل اعلان المشاريع الفائزة بـ “مسابقة القدس عاصمة فلسطين – اعادة احياء المدينة بعد جلاء الاحتلال” في نقابة المهندسين في بيروت، بحضور رئيس لجنة التحكيم الوزير السابق طارق متري، ممثل السفارة الفلسطينية في لبنان القنصل العام رمزي منصور، الامين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين رئيس هيئة المعماريين العرب جاد تابت، رئيس اتحاد معماريي البحر المتوسط UMAR المعمار وسيم ناغي، الرئيسين السابقين لهيئة المعماريين العرب الدكتور انطوان شربل وهيامي الراعي، رئيس الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان المهندس منعم عوض، عميد كلية الفنون والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد الحاج، مدير عام شركة خطيب وعلمي المهندس سمير الخطيب، رئيس المهن الحرة في “حزب الله” المهندس حسن حجازي، رئيس المهن الحرة في حركة “امل” المهندس مصطفى فواز،اعضاء الهيئة التنفيذية والهيئة العامة لهيئة المعماريين العرب والوفود العربية، وممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والفلسطينية ومهتمين.

مرتضى

بداية، تحدث رئيس اللجنة التنظيمية في نقابة المهندسين فراس مرتضى فقال: “يشتد الحصار عبر اتفاق هنا وصفقة هناك، يشتد الحصار كما يقول محمود درويش ليقنعنا باختيار عبودية لا تضر ولكن بحرية كاملة، في هذه اللحظة قد نكون الاضعف سلاحا ولكنهم يعلمون جيدا بأننا الاقوى مدى فلا تستغربوا لكونهم يصوبون على المدى، ولكن عبثا فكلنا مستمرون بالحفاظ على هذا المدى وفي بنائه عمرانا في القدس عاصمة فلسطين وفي زرعه اشجارا تفيء الطريق الى القاهرة والى عمان وبيروت ودمشق وبغداد وكل اقطار العالم العربي”.

اضاف: ” هذا النشاط ينجز ثاني محطاته الذي بدأ بمسابقة افكار للوغو لننطلق اليوم في محطتنا الثانية وعرض نتائج المسابقة المعمارية التخطيطية الفعل نحو مستقبل يعتقدونه بعيد او لن يكون ونراه قريبا. فلسطين والقدس عاصمتها محررة لاهلها كما كانت عبر الزمان والى الابد. هذا العمل لم يكن ليكون من دون تعاون عدد من الزملاء المعماريين المتفانين والذين كانوا سببا الى ما نصل اليه اليوم”.

تابت

وتحدث النقيب تابت: “اطلقت هيئتنا هذه المباراة عندما كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد اعلن اعترافه بالقدس كعاصمة للدولة الصهيونية. ونحن نعلن عن نتائجها اليوم للكشف عما يسمى بصفقة القرن التي ليست في الحقيقة سوى اعلان عنصري يهدف الى تصفية كاملة لحقوق الشعب الفلسطيني ووجوده على ارضه وعودته الى وطنه”.

اضاف: “يتساءل البعض ما الجدوى من هذه المبادرة وما الجدوى من الحلم والخيال في الوقت الذي تبدو المنطقة وكأنها سقطت في دوامة الحروب الاهلية، حروب التقاتل والتناحر المذهبي، فيتم تغييب قضية فلسطين والتلاهي في معارك وهمية تعيدنا الى عصور الظلامية والتخلف. لكننا نتمسك بحقنا في الحلم والخيال اذ لا بد من الحلم والخيال كي تنجلي امامنا افق المستقبل. واذا كان البعض يفضل الاكتفاء باصدار بيانات الاستنكار الشكلية والبعض الآخر بالبكاء على الاطلال، فنحن نريد ان نواجه. ونقول لهؤلاء الذين يدعونا للتحلي بالواقعية السياسية والقبول بالحد الادنى الممكن تحقيقه، نقول لهم ان حلمنا يرتكز على الواقع التاريخ وعلى الجغرافيا الطبيعية وعلى ذاكرة الماضي التي هي منحوتة بالحجارة وفي اوجه سكان فلسطين وسكان القدس. نقول لهم ان حلمنا يرتكز على صمود اهالي القدس والضفة والقطاع وعلى مقاومتهم للاحتلال بشتى الوسائل، واننا ننطلق من هذا الواقع كي نستشف افق المستقبل، فمن خلال تخيلنا لمستقبل القدس بعد التحرير، يمكننا ان نقاوم مأساة الحاضر فنستعيد الماضي ونحافظ على املنا بغد افضل”.

واشار الى ان “المشاريع الفائزة التي تم اختيارها اليوم ستعرض في الاجتماع العام للاتحاد الدولي للمعماريين الذي سيعقد في شهر تموز المقبل في ريو دي جانيرو والذي سيحضره ما يقارب عشرة آلاف معماري من كل انحاء العالم. وسيشكل هذا العرض مناسبة للتأكيد على ان القدس لا تزال صامدة بجوامعها وكنائسها احيائها واسواقها ونسيجها الحضري، صامدة في وجه من يريد ان يستهدف اصولها وجذورها وتشويه ثقافتها وهويتها وان هذا الصمود هو الذي يفتح ابواب المستقبل”.

ولفت الى انه “كان من المفترض ان تعلن نتائج المباراة هذه في اواخر شهر تشرين الثاني تزامنا مع مؤتمر يعالج واقع مدينة القدس اليوم من النواحي التاريخية والمعمارية والتراثية والثقافية ويستعرض ظروف عيش ابنائها والتحديات التي يواجهونها وآليات صمودهم في وجه الاحتلال. واردنا ان يعقد هذا المؤتمر بعد عشرين عاما من انعقاد مؤتمر القدس الآن الذي نظمته هيئة المعماريين العرب في عهد النقيب المعمار الراحل عاصم سلام واذ لم نتمكن من عقد هذا المؤتمر في الموعد المحدد بسبب اندلاع انتفاضة لبنان التشرينية، الا اننا نعمل على استعادة التحضيرات من اجل عقده في الخريف المقبل”.

الحديثي

من جهته، ركز الحديثي على “اهمية الحدث الذي اطلق اواخر العام 2017 وعند انعقاد الجمعية العامة لهيئة المعماريين العرب”، واقترح المهندس المعمار حمدي السطوحي “فكرة مسابقة حول القدس واقر ذلك من الجمعية العامة لهيئة المعماريين برئاسة النقيب جاد تابت ليقر لاحقا من المجلس الاعلى للاتحاد الذي يضم نقباء من 18 دولة عربية وفي هذا الاجتماع طرح موضوع مستعجل عن اعادة اعمار القدس بعد زوال الاحتلال، لان موضوع القدس كل القدس يجب ان يبقى في وجداننا ويعيش ذلك الى الابد، وكانت خطوة جيدة، من خلال اللجنة التنفيذية برئاسة النقيب تابت بذلت جهود مباركة من الدكتور انطوان شربل وقدم عدد كبير للجنة التحكيم بذلت جهدا عمليا كبيرا لان موضوع التحكيم ليس موضوعا سهلا”.

وختم: “ان الجوائر الفائزة ستعرض في البرازيل ويجب ان يكون هناك حضور مميز للمهندسين الفلسطينيين والوجود الفلسطيني في ريو دي جانيرو. نأمل ان ينعقد مؤتمر القدس في اواخر السنة ونأمل للبنان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي”.

متري

وتحدث متري فقال: “سرني ان اخدم لجنة التحكيم مجرد مدير لجلساتها وناطقا باسمها، عملنا طيلة يومين، فالعمل فيه متعة كثيرة وبعض المشقة درسنا بتأن ما مجموعه 37 مشروعا ووضعت امامنا معايير كانت الهيئة المنظمة قد حددتها واعلنت للمشاركين فيها، وقررنا من الجلسة الاولى ان نتقيد بهذه المعايير الصارمة تقيدا صارما. وبطبيعة الحال يؤدي ذلك احيانا لبعض التشتت لكننا في الوقت نفسه ولفرط ما كنا سعداء لتجاوب عدد كبير من المعماريين واعتقادا منا ان معظمهم رغم اننا لا نعرف لا اسماءها عرفنا فقط توزيعهم على جنسيات عربية”.

اضاف: “اخترنا بعد مداولات عدة ثلاثة مشاريع رأينا انها تستحق الجائزة سأعرضها عليكم من دون اي ترتيب لانها متساوية الاهمية، ثم اتفقنا انه ليس كافيا بل يترتب علينا ان ننوه ببعض الاعمال واخترنا منها ثلاثة ايضا لحث اصحاب هذه المشاريع على تحسينها مما يتيح لها ان تشارك في معرض ريو دي جانيرو.

وعرض للمشاريع الفائزة وهي ثلاثة بغير ترتيب بحسب الاهمية، المشروع الاول رقم 21 عنوانه اعادة اعمار “لفتا” وهي قرية قرب القدس: ويتضمن اعادة تأهيل قرية “لفتا” المهجورة التي هجر منها سكانها ويعمل على الحفاظ على تراثها ويحرص على اعادة احيائها، ويعتمد المشروع الى التطرق على مستويات ثلاثة هي المحلي والوطني والاقليمي وتتناول مقاربات هذ المشروع المتعددة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية اما اسم صاحب المشروع فأعلنت عنه الدكتور شادية طوقان وهي المهندسة كفاح عمر سليمان وفريقها الذي يضم (جميلة شريف عابد، واريج نزار محمود) من فلسطين.

المشروع الثاني رقم 40 مدينة القدس الجديدة: يقوم هذا المشروع على نظرة تربط القدس بمنطقة عمرانية اوسع وتشمل المناطق المحاذية للبحر الابيض المتوسط غربا وضفاف البحر الميت شرقا وفيها توسعة لمدينة القدس وتتأسس على علاقة الشرق بالغرب والشمال بالجنوب وتصور المؤهلات الجغرافية في المجالين الطبيعيين القاحل من جهة والاخضر والحيوي من جهة ثانية كما يظهر المشروع علاقة القدس العمرانية مع محيطها المباشر، كما يدمج المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية التي بناها الاحتلال ببنى عمرانية جديدة حفظا لوحدة المدينة. واعلنت الدكتور طوقان عن الفائز الثاني عن مشروع مدينة القدس الجديدة المهندس طارق الكردي مع فريقه المتضمن رغد سقف الحيط من فلسطين”.

اضاف: “اما المشروع الثالث فهو تحت عنوان القدس – المستقبل: وهو يتميز بكونه عابرا للمفاهيم يشدد على ان القدس بمعانيها المادية والرمزية لا بل الارضية والسماوية ويدور حول ثلاثة استراتيجيات الاعلامي والاستيعابي والمحافظة وهي مفصلة في 7 ابواب تأخذ القارىء المشاهد من احد اقدم ابواب القدس وهو باب الرحمة وتنتهي بالقدس الاخرى وهي القدس العليا القدس السماوية. واعلنت طوقان اسم صاحب المشروع “القدس المستقبل” المهندس كريستيان غانم من لبنان”.

ورأى متري ان “هناك ثلاثة مشاريع اخرى تستحق التنويه وسوف نقدم ملاحظات تفصيلية لاصحابها ليتم تطويرها واولها مشروع رقم 10 عنوانه قلعة القدس للمهندس احمد رمان وفريقه من مصر اما المشروع الثاني المنوه به رقم 13 عنوانه المخطط التوجيهي للقدس للمهندس لطفي زروال مع فريقه الذي يضم (سفيان مرفود، حسام سعد الله، امين مختاري، بلال مانع، الطلبة المتمرسين) من الجزائر، اما المشروع الثالث المنوه به ورقمه 31 تحت عنوان القدس عاصمة الثقافة العربية اعادة احياء الروابط المقدسية المهندسة الفائزة ولاء سمارة مع فريقها من فلسطين”.

السطوحي

واشار مقرر اللجنة التحضيرية حمدي السطوحي الى “انه نأمل ان نصل الى يوم لا يكون فيه مرشح معماري من بلد عربي معين بل يجب ان يكون هناك حالة من التكامل لا تحتاج وجود هذه الحدود التي ليس لها قيمة”.

ولفت الى “انه يعتبر ان كل المشاريع هي مشاريع فائزة من بعد اذن لجنة التحكيم من كل المتسابقين لان لولاهم لما كنا عملنا ولم يكن لهذا النشاط ان يكون، وهم كسروا الحدود، لا يوجد حدود بينهم”.

وختم بالقول: “ما حصل ليس مقررات معمارية بل حراك معرفي بأدوات معمارية يجب ان تحسبوا كم تحدث عن قضية القدس وكم شخص بحث عن معلومة عن القدس. هي حرب بين الواقع والحلم المهم يتحول الحلم الى حقيقة وهذه خطوة لانطلاق لحراك استراتيجية لنخطط لمئة سنة كما ينفذوا ما كتبوه من مئة سنة”.

(Xanax)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *