سلسلةُ لقاءات… وحبيبان
ليلى الداهوك
على بوَّابة الصدفةِ التقيا
ظلَّاهُما تشابكا
كما غُصنانِ من كلامٍ،
لامسَ يدَها
اشتعلَت أناملُها بالحنينِ،
كأنَّما انتظرا حكايةَ الشَّغفِ منذ ألفِ عناقٍ.
قالَ لها: انتظرتُكِ قبل الجنينِ،
قالتْ: وُلدتَ من أجلي،
قالَ: مليكتي أنتِ،
قالتْ: كانت مملكتي الأرضُ،
أنتَ جعلتَها في الأعالي.
- على مقربةٍ كانتْ تتراقصُ العصافيرُ،
أخذ بيدِها إلى البحر.
رجلٌ وامرأةٌ
وثالثُهما البحرُ.
كم اشتعلَ الموجُ
الشَّواطئ زقزقتْ
لحديثِ الرُّوحِ والوجدِ
دخلَتْ جُحورَها عقاربُ الوقتِ.
- قالَ لها كأنَّكِ قدحُ العطرِ
سأشربُكِ حتى آخرِ النَّبيذِ
حتَّى تثمُلَ المجرَّاتُ.
قالتْ لَه: أنتَ من سلالةِ الدَّاليةِ
سأقطِفُ من راحتيكَ عنبَ المسرَّاتِ.
- همسَ: هل نطوي عباءةَ اللَّيلِ؟
ضحكَت: أيُّ ليلٍ: وشمسٌ وقمرٌ قد اجتمعا؟
إنَّه وقتٌ خارجَ الزَّمنِ
خارج ساعةِ الرَّملِ
داخلَ موازينِ النَّبضِ.
ضحكَ البحرُ
وهو يُبصرُ كيف تتحوَّلُ إلى عباءةٍ للسَّماءَ.
خرجت موجةٌ تلاحقُها موجتانِ،
وقفت نورسةٌ على خطِّ الأفقِ،
تأمَّلتِ النسمةُ جسدينِ يتحلَّلانِ في ماء القبلاتِ.
- عاد إلى محارتِهِ اللِّقاء
دخلَت إلى صَدَفةٍ لامعةٍ سلحفاةُ الشَّوقِ،
لم يكن على الشَّاطئِ عاشقانِ،
ثمَّةَ ظلٌ واحدٌ
تتسلَّقُ إليه أسرابُ الفراشاتِ.
- بعد قبلتينِ ودمعةٍ
بعد شمسينِ وشتلِ أقمارٍ
التقيا من جديد.
قالت: اشتقتُ إليكَ،
تأملَّها باستنكارٍ:
هل أعرفُكِ؟
وقتذاك… تحوَّلَ البحرُ إلى شالٍ أزرقَ،
رمتهُ على كتفيها
وغابتْ في الذُّهولِ،
وحدَهُ بقيَ هناكَ.
خرجَت من جُحورِها تطاردُهُ عقاربُ الوقتِ،
تركتِ النَّورسةُ خطَّ الأفقِ
لتحفرَ في عينيه مَقبرةً للوفاء،
… كانت امرأةً من ضوءٍ
كان رجلًا من ظلام.