(اغتيال زهرة)

 فطام آل غضبان

(فرنسا)

 

 زهرةً برية ّ شَقَّتْ بطن التراب

مرت سحابة سألتها الحياة ..

 فأمطرتها بقطرتي ماءّ ومضت

يسكن الحزن تجاويف نَمَتْ بين جذورها..

ويمتد صوب ظلها سراب

مروا بها كانوا عِطاشاً …

كان قد تخطاهم السحاب

تحسسوها بأيديهمّ ..

تشبه فراشة ملساءّ..

عندما غرسوا المدية في غصنها..

تخضبت أوردتهم بالدماء

 

*****

 

ذهبوا وقد رشفوا رحيقها..

جادت عروقهم بالدم

وتصببت قلوبهم شراباً شهدي المذاق ..

وومض بالعيون بريق

وفاضت صدورهم بإلتصاقة عناق

وفرحةً.. بالعيون

 

*****

 

بدأ يجف عودها..

فانثنت تطوي الجراح..

تلملم بقايا انكسارها..

وانحنت حتى لثمت الترابّ..

عند حلول آهة الليل

 سكب القمر فوقها ظلّه …

 وراح الليل يلفها بسكونه العميق

 

*****

 

توسطت الشمس كبد السماء

وبدأ الإعياء يجتاح أوصالها…

هل تحتاج الآن لمن يقطر فوقها دمعتين..!

أم أن الدروب الخالية

لم تألف صحاري الروح؟

بالمساء كانت السماء تذرف قطراً ..

وجاءوا يركضون ..

كانت ترقد بسكون الموتى ..

بلونٍ رماديٍ كئيب

وفي مواقدهم كانت قرباناً تشتعل ..

ويلتهمها الحريق.

17/ 2/ 2020