إذاعة لبنان تكرّم كميل عبدالله لبلوغه سن التقاعد
كرمت اذاعة لبنان، اليوم، رئيس دائرة الأحداث الآنية والريبورتاج الزميل كميل عبد الله لبلوغه سن التقاعد، تقديرا لعطاءاته وللجهود المميزة التي بذلها طيلة أربعين عاما من خدمته في وزارة الاعلام واذاعة لبنان، وذلك بحضور مدير عام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مدير إذاعة لبنان محمد غريب، مديرة البرامج في الاذاعة ريتا نجيم ولفيف من الزميلات والزملاء ورؤساء أقسام ودوائر في مديرية إذاعة لبنان.
فلحة
والقى فلحة كلمة نوه فيها ب”جهود وعطاءات عبدالله وبوطنيته المشهود لها”، وقال: “كميل نموذج للموظف الوطني بعيدا عن معايير الطائفية والمذهبية، ونحتاج أن نثبت من خلال الزميلات والزملاء أن القطاع العام هو قطاع منتج وليس قطاعا ريعيا او تنفيعيا لاي أحد. وعلى الموظف أن يثبت ذلك لنفسه قبل أن يثبت ذلك للآخرين وأن نؤمن أن كل واحد منا يتمتع بقدرة إنتاجية كبيرة وهي ليست منة من أحد، ومن حق كل موظف أن يتمتع بالشروط الاجتماعية الوظيفية اللائقة لشروط العمل ومن أجل إنتاجية أفضل”.
اضاف: “إن الموظف المتعاقد والمتعامل أيا كانت صفته، عندما يعطي من صميم قلبه وضميره يفرض احترامه على الجميع، ولجهود الموظف دور كبير في الحفاظ على إنتاجية عمل القطاع العام، ووزارة الاعلام خلال أزمة كوفيد 19 لم تتوقف عن عملها بحيث استمر الموظفون في تقديم عطاءاتهم بكل أمانة، ولم يتوقفوا عن إنتاجهم”.
وتابع: “إن القطاع العام هو اكثر القطاعات إنتاجية” معربا عن اسفه “أن يكون هناك اجحاف بحق الموظف المتعاقد، فلا يعطيه حقه بدءا من إقرار معاش تقاعدي، وفي المقابل مطلوب من الموظف أن يكون شغوفا بعمله ووفيا لعطاءاته وصادقا في ما يبذله من جهود، خلاقا ومبدعا في وظيفته طيلة فترة خدمته الوظيفية ملتزما بالقوانين وبشروط الوظيفة، ورئيس دائرة الأحداث الآنية والريبورتاج أستاذ كميل عبد الله عرف بصدقه وبرصانته في مزاولة المهنة شكل نموذجا ومثالا للموظف النشيط”.
واردف: “كي ننجح داخل الادارة العامة علينا أن نقارب الوظيفة الرسمية انطلاقا من موقع المواطنة وليس من منظور طائفي محاصصاتي ولكن إذا نظرنا إليها انطلاقا من معيار طائفي سقطنا جميعا”، واستشهد في هذا الاطار بجملة للفيلسوف اللبناني أمين الريحاني مفادها أن “الطوائف قد تتحول إلى نقمة على مستوى الوطن أو عندما تستغل لأبعاد يشوبها التعصب”.
وأثنى فلحة على “الجهود التي تبذلها وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد من أجل قوننة معاش تقاعدي للموظفين المتعاقدين داخل وزارة الاعلام”، منوها “بجهودها ومساعيها في هذا الخصوص من أجل حل هذا الواقع المأزوم”.
واعرب عن اسفه لأنه “ليس بمقدورنا أن نقدم أكثر من كلمات للموظف المتعاقد عندما تحين ساعة تقاعده، وهذا هو حالنا تجاه كل موظف تنتهي خدمته ويقبل على التقاعد، ونعلم جميعا واقع الوضع الاقتصادي الصعب في البلد”، مبديا أسفه ايضا “لتعامل البعض ببساطة حيال ضرورة اقرار المعاش التقاعدي للموظفين داخل القطاع العام، فالزميل كميل عبد الله، خدم اكثر من أربعين عاما في دائرة الأحداث الآنية والريبورتاج وقدم عطاءات مميزة لكنه سيخرج فارغ اليدين وبتعويض يكاد لا يكفيه لسنتين خاصة في ظل اوضاع معيشية اقتصادية تزداد تأزما في لبنان، وحتى على المستوى الاداري، لسنا قادرين أن نوفي الموظف حقه كما يجب، وانا كموظف بينكم أعتبر نفسي واحدا منكم، إنما المفارقة أن كميل عبد الله تنتهي خدمته في القطاع العام لكن من دون معاش تقاعدي”.
غريب
بدوره ركز غريب على “الجهد الاستثنائي الذي بذله عبد الله”، متوقفا عند نقطتين: “الاولى ربطا بالظروف الاستثنائية خلال فترة أزمة كوفيد 19 والثانية ربطا بانفتاح إذاعة لبنان على اتحاد الاذاعات العربية”.
وقال: “بكل صراحة خسرنا جميعا موظفا بمواصفات كميل عبد الله، ولكن أنا شخصيا خسارتي أكبر، إذ بتعاوني المباشر معه خاصة بالنسبة لموضوع اتحاد إذاعات الدول العربية، طبق كميل اتفاقية العمل التي وضعتها مؤخرا بالتنسيق مع الاتحاد، بحذافيرها، وبفضل جهوده حازت إذاعة لبنان على شهادة تقدير”.
أضاف: “ان كميل عبدالله حيوية استثنائية في طريقة عمله داخل دائرة الأحداث الآنية والريبورتاج. لقد واظب على الحضور اليومي إلى عمله في فترة الصعاب، وخلال أزمة كوفيد 19 لم يتغيب يوما عن الحضور، فكيف بالنسبة إلى انضباطه في العمل خلال الأيام العادية. إن نتاج عمله لم يقل يوما، ونحن جميعا مطلوب منا أن نصل إلى هذا المستوى في طريقة عملنا لنترك بصمة تسجلها لنا ذاكرة من سيخلفنا. كميل عبدالله، عمل أربعين عاما وترك بصمة سيمتد أثرها للأربعين سنة القادمة وسنبقى نتذكر جهوده التي بذلها”.
نجيم
بدورها، نوهت نجيم “بأهمية الدور الذي تضطلع به دائرة الأحداث الآنية والريبورتاج”، وأثنت على “الجهود التي بذلها الزميل عبد الله على مستوى تنسيق إذاعة لبنان مع اتحاد الاذاعات العربية، ما ساهم في نقل الصورة الجميلة عن لبنان في الوسط العربي”.
وقالت: “هناك أثر كبير سيتركه الزميل عبد الله في قلوبنا، نكن له محبة واحتراما خاصة أنه تميز بطريقته الجميلة والمحترفة في العمل وفي تعامله الراقي مع كل الزميلات والزملاء”.
عبد الله
وفي الختام عبر عبد الله عن “فرح كبير لسماعه هذه الكلمات الرقيقة والصادقة”، وأعرب عن “تقديره للدعم المعنوي والتعاون المتبادلين بينه وبين الزميلات والزملاء الذين كان لهم أيضا دور وفضل مهم في نجاحه”، منوها “بموقف المدير العام في دعمه الدائم لحقوق الموظفين، ولمساعيه في تثبيتهم كي يحصلوا على كامل حقوقهم لا سيما على مستوى ملف التقاعد أو تثبيتهم داخل القطاع العام”.
وشكر عبدالله “الدكتور فلحة الذي حضنه ولم ير منه الا كل خير وتعاون لمصلحة اذاعة لبنان ودورها الوطني”، كما شكر غريب على “الدعم الذي أبداه إزاء تطوير العمل الاذاعي”، مثنيا على “جهوده في وصل إذاعة لبنان باتحاد الاذاعات العربية”، وقال: “رغم الفترة الوجيزة التي عملت فيها مع استاذ محمد غريب الا اني شعرت انه كان تعاونا منذ فترة طويلة لأنه فتح لنا بابا مهما عبر دائرة الأحداث الآنية والريبورتاج كنت أنتظره منذ سنوات طويلة لكن الظروف عاكستنا وكانت عندنا طموحات كثيرة ترتبط بتطوير العمل وأتت ظروف كورونا لتؤخر بدورها تطوير عمل الدائرة، وأؤكد امام كل الزميلات والزملاء وأمام الدكتور حسان فلحة، والاستاذ محمد غريب والسيدة ريتا نجيم، أنه إذا أعطيت الدائرة الامكانيات اللازمة ستبدع وتتألق، والامر نفسه ينطبق على مستوى كل الموظفات والموظفين في إذاعة لبنان”.
وختم: “لاذاعة لبنان دور مهم جدا لكننا للاسف نجهل أهميتها، وقد فتح لنا أستاذ محمد غريب بابا مهما لنتعاون مع اتحاد الاذاعات العربية ما ساهم في تنشيط علاقة الاذاعة بالدول العربية، وأعاد موقع الإذاعة على ساحة الإذاعات العربية، وقد حصدنا جائزتين من اتحاد الاذاعات العربية، ونعتبر الاوائل على مستوى البرامج في المنطقة العربية”.