بِشارة
غاده رسلان الشعراني
ذَروني لِمَنْ يطيبُ فيهِ النُّورُ
انثروا بقايا عطري
على دروبِ الحبِّ
تَمنحُ الأنفاسَ للعشَّاقِ
وتعلنُ الموتَ الرَّحيم …
فَما لروحي إلا أمنياتٍ صغيرة
ذرَّاتٍ متوهجة تعيدُ اتّساقَ النقاءِ
دَعوني أمرِّر كلَّ المانحين
وكل السَّارقين
من بقايا ذاكرتي المتلاشيةِ
هذا الذي مَحَوتُ أثرَهُ مِن وَهمٍ أزرق
جَعَلني سماءً
هذا الذي منحَ الطِّيبَ لقلبي الأحمر
جَعَلني أرضاً خصيبة
أما الذي حَاولَ نهشي
جَعَلني أكثر جمالاً
تبَدَّتْ نُدوبي تشكيلاً زيتياً
من عصورِ التَّكوين
تنهَّدتْ تلكَ الغيوم وأَمطَرَت
والترابُ الأسودُ قَد تدثَّرَ بالخَضَار
نَقَشَتْ ملامحَ عطشِه ألوانُ الطَّيف
غابتْ ذاكرتُها
تلكَ العشبةِ الرطبة
تراكمت ابتساماتٌ مشرقةٌ
على وجوهِ الجبالِ
تعلنُ بصلابةِ المظهرِ
وأسرارِ الباطنِ العنيدِ
ما تيسَّر من ندى الأمنياتِ
حتى خدودِ الياسمين …
وأنتظر …