شوقي أبي شقرا… “عندنا الآهة والأغنية وجارنا المطرب الصدى”
صدر عن دار نلسن-بيروت ديوان جديد للشاعر شوقي أبي شقرا في عنوان “عندنا الآلهة والأغنية وجارنا المطرب الصدى” في ما يلي مقتطفات من الديوان:
شاحبات
لم يقطف الخريف ثمرة الموعد لأنه الزكام وفرقة البراثن حواليه
وماذا لقبول بناته الشاحبات
في رواق الجامعة ولدى الحارس الزمهرير
ويخاف عليهنّ من الغرائب من السلسبيل
ومن عربة الاستقالة والنشوة والحصاد المرهق
ومن النسيان وشاحاً وأستاذاً
يصوفر فمه دائماً ولا تبدأ المباراة
وهي الشجرة أمّ الأمهات
ستصوم عن الترحاب وعن العصافير
ولن تفتح القاموس ويدها على الصوف
على كلب الصمت
وتدع المتجهمة الأسطورة تصيح من عمق السطور
والقائد وعساكر الملأ
أن يخيّموا في موسيقى المرحبا
وفي الطناجر والصحون والرنّة ترافق القافلة
وفي جرن النحاس حيث يسكن الإثم
وحصّ الثوم والتوبة.
نزمجر
يتبع الملاك وطبشورة الصفّ
والغمازات فاتنة تسرع والبلدية
لتسدّا الجورة فلا ينتبه الشعب والاسطورة
ومن المحطة إلى ذراعي إلى شيء ما
وكلب ما يفسّر عظمة الغربة
وان الهدوء قصيدة
لا ترتجف ولا القطة
وان السفينة خالية والجرذ وحده يسافر
وان الأخضر واليابس بلا مأوى
بلا جبنة بلا أسنان
ليأكلا القربانة لدى الراهبات
وان الشراب قدح الجرثومة
وتخطر على الباحة على الطبق
ولا غياب من الشمس علينا نحن الأكمة
لنبصر الغراب ومن الزجاجة لنرى ما وراء القمر
ومن القناع لأن الحياة تتذمّر
ونحن نزمجر يا أماه.
الفتى
أنقّح السروج والأسطبل ومسّاس البقرة
والسير بين حقول السطور على ابيض الكلس
وعلى زهرة مضطربة ولا خوف من الخيمة
والنهر الغامق
والأسكملة تدبك جامدة
ويا هلا يا ضيوفنا
ويا بلادنا الواقفة
وهكذا حارسة الملكة
وننزع إليها ونحصد شكاوى الخطيئة
سنابل إلى الطاحونة وعشبة إلى العنزة
إلى الفتى ليرتوي ويحتسي زيت الخروع
ولا يسدّ أنفه لأن الفاكهة قنّينة الخلّ.
نزهة
من هو ليجثم على القارعة
ويحرس الفاكهة المستديرة
ومسافة المياه بين النفس واللوطس
وملاذ النبوءة الضفاف والندى
والشوق هو السقف
ولا تنطبق جفون الصباح
والزمن هنا أردانه المنسيّة منذ نوح
وعلى تمثال الوحشة حمامة تنظف النظارة
واللبيب يعفو عن المهراجا
وعن ضوء الجواهر
والنزهة لا تقع وإنما الدراجة.
