ميشال فوكو: اللغة كشيء من الطبيعة مثل النباتات والنجوم
وفيق غريزي
الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشال فوكو بشكل خاص، هو الذي خرج من تحت وطأة المعاناة شبه الشعرية التراجيدية عند الفيلسوف الالماني فريدريك نيتشه، والفلسفة الكينونية عند مارتنهايدغر، الى مرحلة انشاء المنهج القادر على ابراز التمفصلات الخطابية وتعددية اشكالها والياتها على المستويات التاريخية والانثروبولوجية والابستمولوجية. انه منهج الاركيولوجيا أو الجينالوجيا. الاركيولوجيا وهو المنهج الذي لا يكتفي بالوصف او التحليل، لكن مهمته هي أن يبرز، أن يكشف التمفصلات الخطابية، لا أن يحكم ولا أن يؤول، وهو منهج يرفض صفة العلم او العلمية، لأنه يترك ذاته حرا لتأتي ممارسته حرة كذلك. فهو يخترق حدود التصنيفات كلها، ويكشف فيها عن كل ما يمكن أن يؤلف وثيقةاو مشروع وثيقة، لاستنباط النشاط الخطابي لكل ارادة المعرفة مضاعفة بارادة القوة.
وفي كتابه”الكلمات والاشياء” يطرح فوكو جاهزية القطيعة ما بين اركيولوجياالانسان الانساني، والانسان اليومي. هذا الانسان يخلع عنه ال التعريف، ويقذفه هكذا عاديا في المكان لا يمتلك الا جسده فقط. يدعوه لأول مرة أن يكون مغامرته الخاصة، قصة اسمه الذي لا يعني احدًا سواه. يبطل تخويف الفرد الغربي من الآخر،بابطال تخويفه من ذاته الكليانية الشمولية والآخر، العربي مثلا. الذي هو يتعلم امثولة الكلمات والاشياء، لعله يسقط عن ذاته كذلك اسطورة كلماته واشيائه، ويمسك بلعبة لوغوسه الخاص، يبقى أن نقول أن ”صدمة النص الفوكوني للقارىء العربي ستاتيمختلفةمن دون شك عن الصدمة المستمرة التي لا يزال يمارسها على القارىء الغربي نفسه، على الرغم من الفته الطويلة مع الكتابة المختلفة التي شرع فوكو في نسجها واعطائها وجيله وتياره المتشعب الذي نشا معه”ولا يزال اتيا بعده، والصدمة ليست في صعوبة الشكل، ولا طريقة الاداء او انحناءات العبارة الطويلة، وتعرجاته الداخلية وحسب، ولكنها هي فيما يريد أن يقوله هذا الشكل بالذات.
نثر العالم المتشابهات
ان النسيج الدلالي للتشابه في القرن السادس عشر شديد الثراء: الصداقة والمساواة (التعاقد والاجماع والزواج والتشارك والسلم وما شابه ذلك) والتراضي والمماحكة والتجاوز والتعادل والتناسب واكتشافه والاتصال والرابطة. ويرى فوكو أن هناك ايضا كثيرا من المفاهيم التي تتقاطع على سطح الفكر او تتشابك او تتحدد، لنكتفي الآن بالاشارة الى الاشكال الرئيسة، التي تفرض تمفصلات على المعرفة الخاصة بالتشابه، هناك اربعة اشكال جوهرية على وجه التأكيد:
اولا – التوافق: الحق يقال إن تجاور الاماكن يجد نفسه قد سمي بهذه الكلمة اكثر بكثير من التشابه: ”فالملاءمات هي الاشياء التي حين تقترب الواحدة من الاخرى تجد نفسها وقد تجاورت، انها تتلامس في اطرافها، وتختلط اهوائها والحد الاقصى الواحد منها يشير بداية الى الاخر، وبذلك تتواصل الحركة والتأثيرات والاهواء والخواص ايضا، بحيث أن تشابهًا يظهر في متصل الاشياء هذه: وهو مزدوج ما أن نحاول فصله ؛ تشابه مكان، وموقع وضعت فيه الطبيعة النوعين. وبالتالي تشابه الخواص، لأن في هذا الحاوي الطبيعي الذي هو العالم، ليس التجاور علاقة خارجية بين الاشياء، وانما علاقة قرابة مبهمة على الاقل. والتوافق هو شبه مرتبط بالمكان في شكل تدريجي. انه يندرج حسب رأي فوكو في نظام الوصل والضبط، ولهذا، فهو ينتمي الى الاشياء نفسها اقل مما ينتمي الى العالم الذي توجد فيه هذه الاشياء. إن العالم هو التلاؤم العالمي الكلي للاشياء . وهكذا ”فيتسلسل التشابه والمكان، وبقوة هذا التلاؤم الذي يجاور المتشابه ويماثل المتقاربات، يشكل العالم سلسلة مع نفسه. وفي كل نقطة اتصال تبدأ وتنتهي حلقة تشبه الحلقة السابقة وتشبه الحلقة اللاحقة”. ومن دورة الى اخرى تتابع المتشابهات تاركة الطرفين في تباعدهما(الله والمادة” مقربة بينهما بطريقة تجعل ارادة العلي القادر على كل شيء تنفذ حتى الى النقاط الابعد والاكثر ركودا.
ثانيا – المنافسة: نوع من التوافق وقد تحرر من قانون المكان، ويعمل ساكنا في المسافة، ”كما لو أن التواطؤ الفضائي قد قطع”، والتنافس لا يترك الشكلين المنعكسين المتعارضين في حالة جمود الواحد بازاء الاخر، اذ يحدث أن يكون احدهما الاضعف فيتلقى تاثير ذلك الذي ينعكس في مراته السلبية.
ثالثا -التماثل او القياس:م فهوم قديم ومالوف في العلوم اليونانية والفكر في القرون الوسطى، بيد أن استخدامه ربما اصبح مختلفا. في هذا التماثل يتواكب التوافق والتنافس. ومثل هذا الاخير، فانه يوفر المجابهة الرائعة المشابهات عبر الحيز، ولكنه يتحدث، شأن التوافق، عن الضوابط والروابط، والصلات، قدرته الهائلة، ذلك أن المتشابهات التي يعالجها ليست المتشابهات المرئية الكثيفة للاشياء نفسها، ويكفيها أن يكون تشابها امهر للعلاقات”، حسب قول فوكو.
واخيرا لعبة التعاطف: وهناك ليس ثمة طريق معينة سلفا، ولا أي مسافة مفترضة، ولا اي تسلسل مقرر. إن التعاطف وفق ما يرى فوكو يقوم بوظيفته في حركة كاملة في اعماق العالم. وهو يطوف في برهة اشد الامكنة اتساعا: ومن الكواكب الى الانسان الذي يحركه، يسقط التعاطف من بعيد كالصاعقة، ويمكن أن ينشأ على العكس من اتصال واحد، شأن ورود الحداد التي سنستخدمها في الجنازات، والتي، بفعل مجاورتها للموت. ستجعل من كل شخص يتنشق عطرها حزينا محتضرا.
اللغة وكتابة الاشياء
إن اللغة هي جزء من التوزيع الكبير للمتشابهات والتوقيعات. وبالتالي، يجب أن تدرس هي نفسها كشيء من الطبيعة، فلعناصرها، كما هو الأمر بالنسبة الى الحيوانات او النباتات او النجوم، قوانينها في القرابة والتوافق، وتماثلاتها المحتومة، لقد قسم راموس نحوه الى جزءين:
كرّس الأول لأصل الكلمات، الأمر الذي لا يعني أن بحث فيه عن المعنى الاصلي للكلمات، وانما عن الخواص الباطنية للحروف، والمقاطع، واخيرا الكلمات باكملها. ويعالج الجزء الثاني الصرف او علم التركيب، وكان فوكو يقصد أن يعلم بناء الكلمات فيما بينها بواسطة خواصها. ويقوم هذا تقريبا فقط على التوافق والتشارك المتبادل للخواص، كالاسم مع الاسم او الفعل، والظرف مع كل الكلمات التي يضاف اليها حرف العطف في نظام الاشياء المعطوفة. إن اللغة ليست ما هي لأن لها معنى، أن مضمونها التمثيلي الذي ستكون له اهمية كبيرة بالنسبة الى نحات القرنين السابع عشر والثامن عشر، والذي يستخدم كخيط موجه لتحليلاتهم، ليس له دور يقوم به هنا، فالكلمات تجمع المقاطع، والمقاطع الحروف، لأن هناك فضائل قد وضعت في هذه الاخيرة، وهي تقرب فيما بينها وتفصل بعضها عن بعض، تماما كما تتعارض العلامات في العالم او يتجاذب بعضها البعض الآخر. ويوًكد فوكو أن اللغة هي منتصف الطريق بين الاشكال المرئية للطبيعة والتوقعات السرية للخطاب الباطني. إنها طبيعة مقطعة ومقسمة ضد نفسها ومتغيرة وقد فقدت شفافيتها الأولى. إن سرا يحمل في ذاته، ولكن على السطح العلامات التي يمكن فك رموزها لما يريد قوله. إنها في وقت واحد انكشاف غائر وانكشاف يستعيد ذاته رويدا رويدا وضوح صاعد.
ولقد كانت اللغة في شكلها الأول حين وهبها الله للناس شارة اكيدة وشفافة بكل مطلق للاشياء لانها تشبههم. فالاسماء من منظور فوكو وضعت على ما كانت تشير اليه، كما كتب القوة في جسم الاسد، والملوكية في نظرة الصقر، وكما أن تاثير الكواكب مطبوع على جبهات البشر، بفضل التشابه. إن هذه الشفافية قد حطمت في بابل عقابا للبشر. ولم تصبح غير متلائمة بعضها عن البعض الاخر، ولم تصبح غير متلائمة بعضها لبعض، الا بمقدار ما ازيل اولا هذا التشابه بالاشياء الذي كان السبب الاول في وجود اللغة.
ويعتقد ميشال فوكو بانه اذا كانت اللغة لم تعد تشبه مباشرة الاشياء التي تسميها فانها ليست مفصولة عن العالم لهذا السبب، فهي تستمر، في شكل آخر، في أن تكون مكان الانكشافات، وأن تؤلف جزءا من المدى الذي تظهر فيه الحقيقة وتعلن نفسها في آن واحد. من المؤكدأن اللغة لم تعد هي الطبيعة في مرئيتها الاصلية، ولكنها ليست كذلك الاداة السرية التي يعرف عدد قليل من ذوي الامتياز فقط قدرتها. انها بالاحرى صورة عالم يفتدي نفسه حين بدا يصغي الى الكلمة الحقيقية: ”ولهذا اراد الله أن تنشر اللاتينية، لغة كنيسته، على الكرة الارضية، لذلك، فان كل لغات العالم كما امكننا أن نعرفها بفضل هذا النصر تشكل معا صورة الحقيقة. أن المدى الذي تنشر فيه وتشابكها يحررانصورة العالم المخلص، تماما كما كان ترتيب الاسماء الاولى يشبه الاشياء التي وضعها الله في خدمة ادم”. أن العبرانيين والكنعانيين والسامريين والكلدانيين والمصريين والفينيقيين والعرب ومسلمي الاندلس والاتراك والفرس والتتار يكتبون من اليمين الى الشمال، متبعين في ذلك دورة السماء الأولى وحركتها اليومية التي هي تامة الكمال بحسب رأي ارسطو، وتقترب من الوحدة ؛ اما اليونان والجورجيون والموارنة واليعاقبة والاقباط والصرب واللاتين فيكتبون من اليسار الى اليمين، متبعين في ذلك دورة السماء الثانية وحركتها وهي مجموعة الكواكب السبعة، اما الهنود والصينيون فيكتبون من اعلى الى اسفل. وفقا لنظام الطبيعة التي اعطت البشر الرأس عاليا والاقدام الى اسفل. وعلى عكس المذكورين فان المكسيكيين يكتبون اما من الأسفل الى الاعلى ، واما في خطوط لولبية كالتي ترسمها الشمس بدورتهاالسفلية على الابراج، وهكذا: “بهذه الضروب الخمسة للكتابة، فالاسرار والالغاز لتتابع العالم وشكل الصليب ومجموعكروية السماء والارض، وقد اشير اليها وعبر عنها تماما”.
كينونة اللغة
منذ الفلسفة الرواقية، كان نسق الشارات في العالم الغربي ثلاثيا: بما اننا نتعرف فيها على الدال والمدلول، والظرف، واعتبارا من القرن السابع عشر، في المقابل، فان ترتيب الشارات سيصبح ثنائيا، لانه يتحدد مع بور – رويال، بعلاقة الدال والمدلول، وفي عصر النهضة، ”فان التنظيم مختلف واكثر تعقيدا بكثير؛ انه ثلاثي، لانه يلجا الى المجال الشكلي للعلامات، والمضمون الذي تدل عليه، والمتشابهات التي تربط العلامات بالاشياء المدلول عليها”.
ولكن ما أن التشابه هو شكل الشارات كما هو مضمونها، فان العناصر الثلاثة المتميزة لهذا التوزيع تحل في شكل وحيد، هذا الترتيب من وجهة نظر فوكو، مع اللعبة التي يسمح بها، يوجد ولكن مقلوبا، في تجربة اللغة، وبالفعل فان اللغة توجد اولا، في كيانها الخام البدائي، في شكل بسيط، مادي، لكتابة ما، ندبة في الاشياء، علامة ينشرها العالم وتولف جزءا من اشكاله التي لا تمحى، وبمعنى ما يقوله فوكو “ان طبقة اللغة هذه هي وحيدة ومطلقة. لكنها سرعان ما تتيح ولادة شكلين اخرين من الخطاب يحيطان بها من كل الجهات:فوق الشرح الذي يستعيد الشارات المعطاة في كلام جديد، ومن تحتها النص الذي يفترض الشرح اولويته المخفية تحت العلامات المرئية للجميع”.
إن الانتماء العميق الى اللغة والى العالم لم يجد نفسه محلولا، كما أن اولويةالكتابة قد علقت، وتتلاشى انذاك هذه الطبقة المنتظمة التي يتقاطع فيها بلا حدود المرئي والمقروء، القابل للروية والقابل للبيان. سوف تنفصل الاشياء والكلمات بعضها عن بعض، وستكرس العين للروية فقط، والاذن للسماع فقط، وستكون مهمة الخطاب أن يقول ما هو قائم، الا انه لن يكون شيئا اخر سوى ما يقوله.
الايديولوجيا والنقد
عرف النحو العام والتاريخ الطبيعي وتحليل الثروات في نهاية القرن الثامن عشر، اذن، حدثا اثر فيها جميعا وبالكيفية ذاتها. ومنذ ذلك الوقت لم يبق بامكان الادلة التي اصيبت في تمثيلاتها وتحليل التمثلات والفروق الذي بامكانه أن يقوم آنئذ، والجدول المتصل الذي يقوم على ادماج المشابهات، النظام المحدد داخل الكثرة الاختبارية، لم يبق بامكان كل ذلك أن يتخذ من التمثيل سندًا له، أن يستند الى التمثيل وحده كأساس تبنى عليه. يقول فوكو: ”لم يعد ما يقيم موضوعات الرغبة هو الموضوعات الاخرى التي تستطيع الرغبة أن تمثلها فحسب، بل اضحت شيئا آخر لا يمكن رده الى التمثيل. إنه العمل، وما صار يسمح بتمييز كائن طبيعي، ليس هو العناصر التي يمكن تحليلها استنادا الى التمثيلات التي نكوّنها عنها، وعن غيرها، بل انه ذلك الارتباط الداخلي للكائن نفسه، الذي هو بمثابة تنظيمه؛ كما أن ما يسمح بتعريف اللغة، ليس هو الكيفية التي تمثل بها التمثيلات، بل بنيانها الداخلي”. والكيفية التي يتغير بها وضع الكلمات نفسها حسب موقعها من الاعراب، ومكانها بالنسبة الى بعضها من بعض، اي حسب نظامها لاعرابي.
ان وجود الايديولوجيات والفلسفة النقدية، جنبا الى جنب في نهاية القرن الثامن عشر، وظهور دسيتوت دو تراسي وعمانوئيل كانط في الوقت ذاته، يشطر الى شطرين متباعدين، على الرغم من انهما متعارضان، أن ما كرسته الافكار العلمية في وحدة مالها الانفصام الوشيك، ويقول فوكو: “فسواء مع دستوت او جيراندو تعتبر الايديولوجيا نفسها الشكل المعقول ، والعلمي في الوقت ذاته، الذي هو في وسع الفلسفة أن تتقمصه ، والاساس الاوحد الذي يمكن اقتراحه على العلوم عموما وعلى ساير ميادين المعرفة”.
على الايدولوجيا، من حيث هي علم الافكار، أن تشبه بالمعارف التي تنصب على دراسة كائنات الطبيعة او الفاظ اللغة، او قوانين المجتمع، غير انها بقدر ما تنصب على الافكار وعلى الكيفية التي يتم بها الافصاح عنها بالكلمات، والكيفية التي تتسلسل بها تسلسلا استدلالا، تبدو كأنها علم قواعد او منطق كل علم ممكن .
ويرى فوكو أن ثمة توافقا ما بين النقد الكانطي وبين ما اعتبر في الفترة نفسها كشكل اولي ومكتمل شيئا ما، للتحليل الايديولوجي غير أن الايديولوجيا بتوسيعها لمجال تفكيرها حتى يشمل حقل المعرفة برمته، بدءا بالانطباعات الاولية، حتى الاقتصاد السياسي، مرورا بالمنطق والحساب وعلوم الطبيعة والنحو، كانت ترمي الى أن تتناول ثانية، وفي شكل تمثيل، حتى ما كان يتكون وينشأ من جديد خارج التمثيل. ويقول فوكو في هذا الصدد: ”ولم يكن بامكان هذا التناول أن يتخذ سوى صورة شبه وهمية لنشأة فردية وشمولية في الوقت نفسه، بحيث يكون الشعور المعزول الفارغ والمجرد أن يرسم بالتدريج، واعتمادا على التمثيل الاكثر هزالا وضعفا، الجدول الاعظم لكل ما هو قابل للتمثيل”.
وفي مقابل الايديولوجيا، النحو الكانطي عتبة حداثتنا، فهو لا ينظر الى التمثيل، كعملية تنطلق من عناصر احساسية بسيطة في اتجاه تركيبات ممكنة، بل يبحث في شروط امكانه وحدوده، وبذلك دشن حدثا، وهو انسحاب المعرفة والتفكير خارج فضاء التمثيل. وبذلك، تكون الفلسفة النقدية قد اكدت على البعد الميتافيزيقي الذي حاولت فلسفة القرن الثامن عشر بكل ما في وسعها الجهد، ستره واخفاءه واختزاله عن طريق التركيز على تحليل التمثيل …