سجلوا عندكم

الجيش والفراغ

Views: 23

خليل الخوري 

لا اجتماعات السراي الكبير قادرة أن تنزع عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي صفة تصريف الأفعال، ولا عدم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعطي الرئيس العماد ميشال عون الاستمرارية في قصر بعبدا… وبالتالي، إذا استمرت الحال على هذا المنوال فالفراغ الكبير حتمي مع المتوقع من تداعياته المروّعة على الجميع وفي الاتجاهات كلها…

هل الفراغ قَدَرُ لبنان؟!.

السؤال يطرح ذاته، وبالحاح.

الجواب الفوري المنبثق من واقع الحال هو بالإيجاب: أجل، الفراغ هو قدر الوطن الصغير المعذب! وإذا ألقينا نظرة سريعة على القيادات الهجينة التي تتحكم بشؤون هذا اللبنان، في المرحلة الحالية، نجد أن هذه الطبقة قادرة على ابتداع أسوأ وأخطر الابتكارات لإلحاق الأذى والضرر ومن دون حدود، بل هي تمعن ضرراً وأذيةً بالبلاد والعباد. يُسهم في ذلك ويعزّزه ما أسفرت عنه الانتخابات النيابية العامة من نتائج وصفناها، أخيراً، بأنها «ممودرة»، بسبب عدم وجود أكثرية صلبة ثابتة ذات قدرة على الحسم. ذلك أن كلّاً من الأكثريتين – الأقليتين، أعجز من أن تفرض موقفاً أو تنفذ قراراً! فكم بالحري أن إحداهما لا تستطيع أطيافها أن تلتقي على أمر موحد. والعكس صحيح، فإن ما يقوله «السياديون» في «التغييريين»، وما يقوله هؤلاء في أولئك وفي بعض الأحزاب المعارضة (بعيداً عن الأضواء والإعلام) يصح تشبيهه بما قاله مالك في الخمرة.

وبعد، هذه كلها تفاصيل على هامش الحقيقة الصارخة، أي العجز عن الحسم في أي استحقاق، وتحديداً في أكبر الاستحقاقات، أي رئاسة الجمهورية.

وعليه، يبدو أن عنوان هذا المفصل الزمني الدقيق هو «إلى الفراغ سر».

وعلى سيرة الأوامر العسكرية، ثمة قرار متخذ منذ سنوات طويلة، لا يزال ساري المفعول، وهو الذي يكلّف الجيش (ومعه وتحت إمرته) القوى والأجهزة الأمنية، مسؤولية أمن العاصمة ولبنان كله، بما في ذلك فرض نوع من حال الطوارئ…

فإذا حلّ الفراغ، لن يكون مستبعداً أن يتولّى الجيش قيادة المرحلة، إلى أن يشاء القومُ رئيساً كان منتَخَباً!

(www.keithmcquirter.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *