“ليس بغير المحبة حياة” لوديعة جبارة بدر  والارتقاء من الأوج إلى لجّة النور 

سليمان بختي

هذه القصائد والتأملات التي تكتبها وديعة جبارة بدر في كتابها “ليس بغير المحبة حياة” (الصادر عن دار نلسن في 154 صفحة) انما  تصدر من إحساس مرهف وتجربة صادقة.

قصائد وتأملات في الإنسان والله والحب والوطن واليأس والرجاء. تنهل الشعر من قلب الوقائع والأحداث اليومية.

من شرارة الأوج الى الصعداء الى ارتقاء القلب الى حيث المغفرة لا الانكفاء. هناك مناجاة حارة لان يعود الامان الى هذا العالم ويحل في ديارنا السلام.”انر القلوب القلوب بضياء حبك” تقول.

تملك وديعة جبارة بدر ما هو أكثر من الكلمة، تمتلك الإيمان الذي يعيد تدبير العالم. ومع السؤال:”فلم تبعدنا تفاهات هذا العالم ونزاعاته الزائفة عنك”. وتنادي رب القيامة والحياة. هذه المشاعر النقية تترجمها الكاتبة الى كلمات وبأسلوب التضحية. القلب هنا هو مرآة النور الإلهي الذي به وحده نكشف الحجب ونكشف السر وهو ان القلوب التي تعيش في الرجاء  يتعزز ايمانها و تستحق المحبة والرحمة والغفران.

توجعها الاسئلة وتقلقها حول الوطن المعذب والانسان الخائف. الخوف على المكان ان يتسرب منا ويزول. الخوف على المدينة واولادها. تسأل هل يمكن ان تعاش الحياة بغير محبة، بغير سلام. سلام الروح والعقل والايمان. وكيف نقترب من زمن الخلاص؟ ولا سبيل سوى نداء المخلص الذي تتسع قدرته للمحبة والسلام. ’’ فأنت الحياة / وبك الحياة/انت الخلاص/ وبك الخلاص‘‘. 

تضع يدها على الجرح. الغربة التي نعيشها. غربة المكان. وان اقسى ما نعيشه اليوم هو خراب الانسان.

كيف نكسر جدران اليأس؟

من امل الورد ’’الياسمين ليس ثوب العرس / شجر الزتبق يهلل / الصنوبر فتح قلبه للعصافير احتفالا‘‘.

من الايمان بان البناء لا الهدم سيسود : ’’ سنبني البيوت / وبيروت الجميلة لن تموت”.

تدعو الى سبل التلاقي مع مفاتيح النسائم وزيارة العصافير. مع كل ما يجمع ولا يفرق. مع الشوق الذي يضع الاخر في القلب كي تلتئم جروح الوطن.

 كتاب “ليس بغير المحبة حياة” هو ذهاب الى الجوهر الانساني وجوهر الحقيقة.

واذا مشاعر الام والابنة والحبيبة والزوجة والجدة والصديقة ليست سوى توق  روحي عميق  يسمو بالانسان فوق المادة، ويفتح امامه الباب الى عالم يبتهل بجماله الروحي الايماني.

واذا القصيدة ترتقي الى نشيد الى صلاة الى افق للتجاوز. افق يرفده  القلب بسلام يتنزل علينا من لجة النور.