ماهيَّةُ أَدَبُ الأَطْفَالِ والنَّاشئةِ
د. إيمان بقاعي
يتألفُ أَدَبُ الأَطْفَالِ والنَّاشئةِ من مَوْضوعَيْن اثنين: الأَدَبُ، والأطفالُ والشَّباب.
(أولًا):
الأَدَبُ(لغةً)، كما عرَّفَه ابنُ منظور في “لسانِ العرَب”:الّذي يتأدَّبُ به الأديبُ من النَّاسِ؛ سُمِّيَ أدبًا لأنَّه يأدِب النَّاسَ إلى المحامِدِ، وينهاهُم عن المقابحِ.
وأصْلُ الأَدَب: الدُّعاء؛ ومنه قيلَ للصَّنيعِيُدعى إليه النَّاسُ: مَدْعاةٌ ومَأْدبةٌ.والأَدَبُ: الظَّرْفُ، وحُسْنُ التَّناوُل. وأدُبَ، بالضَّمِّ، فهو أديبٌ، من قومٍ أُدَباءَ. وأدَّبَه فتأدَّبَ: علَّمَه. واستعملَه الزّجَّاج في الله، عزَّ وجلَّ؛ فقالَ: وهذا ما أدَّبَ اللهُ به نبيَّه، صلّى الله عليه وسلّم. أما (اصْطلاحًا): Literature , Littérature ، فقد اختلَفَ باختلافِ العُصورِ:
(أ) الأدبُ في العصرِ الجاهليّ ِوالإسلاميِّ: كانَت كلمةُ “أدَب” تعني التَّهذيبَ الخلقي؛ كقولِ الرَّسول صلّى الله عليه وسلَّم: “أدَّبني ربِّي فأحْسَنَ تأْديبي”.
(ب) الأدبُ في العَصْرِ الأُمَويَّ: أخذَتْ معنًى إضافيًّا جديدًا هو: التَّعليم، فالمؤدِّبون- في هذا العصْر- هم الّذين كانوا يعلِّمون أولادَ الخلفاءِ والوزراءِ الشِّعرَ والخطبَ وأخبارَ العَرَب وأيامَهم وأنسابَهم.
(ت) الأدبُ في العصرِ العَبّاسِيّ: كان الأَدَب يعني التَّهذيبَ أو التَّعليمَ أو التَّهذيبَ والتَّعليمَ معًا [الأَدَب الصَّغيرُ والأَدَب الكبير لابْن المُقَفَّع]، وكلَّ المعارفِ غير الدِّينيَّةِ الَّتي ترقى بالإنسان اجتماعيًّا وثقافيًّا [كما في رَسَائِل إخوان الصَّفاء]، والأخذ من كلِّ عِلْمٍ بطَرَف [يعرِّفُ ابنُ خلدونَ الأَدَب بقولِه: الأَدَب هو حِفْظُ أشعارِ العَرَبِوأخبارِهم والأخذ من كلِّ عِلْم بطَرَف]، أو أدب السُّلُوكِ الّذي يجبُ أن يُراعى عند طبقةٍ من النَّاسِ [أدب الكَاتب لابْن قتيبة].
(ث) الأدبُ في العَصْرِ الحَدِيث:أخذَتْ لفظةُ الأَدَبِ معنيينِ إضافيينِ جديدينِ:
(1)معنًى عامًّا: ويشْمُلُ كل ما كُتِبَ سواء أكان علْمًا أم فلسفةً أم أدبًا خالصًا.
(2)معنًى خاصًّا:ويعني الأَدَبَ الخالِصَ الجميلَ الّذي يُرادُ به التَّأْثِير في عواطفِ القارئِ والسَّامعِ معًا، كما هو معروفٌ في صناعتَيِّالشِّعرِ والنَّثْر الأَدَبيِّ، ما يعني أن الأدبَ يحقق ُمقولةَ إنَّه أدبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ، ومن هنا تظهر أهميته لكلٍّ من صانِع الأَدَب ومُتلقِّيه!
وفي إطارِ الأَدَب أيضًا، دخلَتْ كلمةُ الثَّقَافَة لتكمِلَ صورةَ النِّتاجِ الأَدَبيِّ، مضيفةً إليهِ مهمَّةَ التَّجْسيد الفنيِّ من خلال أبنيةٍ لغويَّة تُعنى بالتَّعْبير والتَّصْوير فنيًّا ووجدانيًّا عن العاداتِ والآراءِ والقِيَمِ والآمالِ والمشاعرِ وغيرها من عناصر الثَّقَافَة.
(ثانيًا): الأطفالُ والنّاشِئَةُ
الطُّفولةُ- لغةً: “الطِّفْلُ والطِّفْلةُ: الصَّغيران. والطِّفْل: الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ بيِّن الطِّفْل والطَّفالة والطُّفولة والطُّفوليَّة، ولا فِعْلَ له، والجمعُ: أَطْفَالٌ، ولا يُكسَّر على غير ذلك. وقيل: يُدعى الصَّبِيُّ طِفلًا حين يسقطُ من بطنِ أمِّه إلى أن يحتلمَ. والعَرَبُ تقول: جاريةٌ طِفْلة وطِفْلٌ، وجاريتان طِفْلٌ، وجوارٍ طِفْلٌ، وغلامٌ طِفْلٌ، وغِلْمَان طِفْلٌ. ويُقال: طِفْلٌ وطِفْلة وطِفْلان وأَطْفَال وطفلتان وطِفْلات في القِيَاس.[لسان العرَب]
وقد فطِنَ العَرَبُ إلى مَرَاحِل النُّمُو؛ إذ تبدأُ عندَهم هذه المَرَاحِل بـ “الجَنِينِ، فالوليدِ؛ أي: الطِّفْلِ المَوْلود لِتَوِّهِ، فالصَّديغِ؛ أي: الطِّفْلِ الّذي لم يكملْ سبعةَ أيامٍ من حياتِه لاعتقادِهم بأن صُدْغَه لا يشتدُّ إلا في تمامِ السَّبعةِ أيامٍ، فالفَطيمِ، فالجَحْوَشِ، وذلك عندما يغلظُ وتذهبُ عنه ترارةُ الرّضاعِ، فالدَّارجِ إذا دبَّ ومشى، فالخُماسيِّ، إذا بلغَ طولُه خمسَةُ أشبارٍ، فالمُثْغرِ، إذا نبتَتْ أسنانُه بعد السُّقُوط، فالمـُترعرعِ النَّاشِئ، إذا كان يجاوزُ العشرَ سنين أو جاوزها، فاليافعِ المراهِقِ، إذا كادَ يبلغ الحلمَ أو بلغَه”. [لسان العرَب].
ثم ندخلُ في سنِّ الشَّبَاب، إذِ “الحَدَثُ هو الشَّابُّ الفتيُّ السِّنِّ، فحداثةُ السِّنِّ كناية عن الشَّبَابِ وأول العمر الشَّاب، ثم المُحتَلِمُ وهو البالِغُ المُدْرِكُ. أما النَّاشِئُ، ففوَيقَ الُمْحتلِم الّذي هو البالِغُ المُدْركُ. وقيل: هو الحَدَثُ الّذي جاوزَ حدَّ الصّغرِ وكذلك الأُنثى ناشِئٌ بغيرِ هاءٍ أيضًا. أخيرًا، نصلُ إلى الغُلامِ، وهو الطَّارُّ الشّاربِ، وقيل: هو مِن حين يولَدُ إلى أن يشيبَ، والجمعُ: أغْلِمةٌ وغِلمةٌ وغِلمانٌ”[لسان العرَب].
وقسَّم (عُلَمَاء نفسِ النّمُوِ) النُّموَّ إلى مَرَاحِلَ:
(أ)مَرْحَلَة ما قبْلَ المِيلَاد(الحَمْلُ): [من الإِخْصَاب إلى المِيلَاد]، و(تربويًّا): الحَمْلُ.
(ب)مَرْحَلَة المَهْدِ الأولى(الوَليدُ): [من المِيلَاد إلى أسبوعينِ]، و(تربويًّا): الوليدُ.
(ت) مَرْحَلَة المَهْدِ الثَّانية (الرِّضَاعَة): [من أُسبوعين حتى الثَّانية من العُمْر]، و(تربويًّا): الرِّضَاعَة.
(ث) الطُّفُولَة المبكرةُ: [Early Childhood 3 – 5 سَنَوَات]، و(تربويًّا): ما قبل المَدْرَسَة + الحَضَانَة.
(ج) الطُّفُولَة الوُسْطَى: [الطُّفُولَة الوُسْطَىMiddle Childhood5 – 9 سَنَوَات]، و(تربويًّا): المَرْحَلَة الابْتِدَائِيّة (الصُّفُوف الثَّلَاثة الأولى).
(ح) الطُّفُولَة المُتَأَخِّرَة: [Late Childhood 8 – 12 سنة]، و(تربويًّا): المَرْحَلَة الابْتِدَائِيّة (الصُّفُوف الثَّلَاثة الأخيرة).
(خ) (المُراهَقَة المبكرة): [Early Adolescnce: 12-14سنة]، و(تربويًّا): المَرْحَلَة الإِعْدادِيَّة.
(د) (المُراهَقَة الوُسْطَى): [Middle Adolescnce: 15-17]، و(تربويًّا): المَرْحَلَة الثَّانويَّة.
(ذ) (المُراهَقَة المُتَأَخِّرَة): [Late Adolescnce: -1821سنة]، و(تربويًّا): التَّعْلِيم العالي.
(ر) (الرُّشْد): و(العُمْر الزَّمني):22- 60، و(تربويًّا):…
(ز) الشَّيْخُوخَة: و(العُمْر الزَّمني): من 60 حتى الوفاة، و(تربويًّا):…
وهكذا، فإنَّأدبَ الأَطْفَال يشْمُل كلَّ الأَدَب الموجهِ إليهم من [مَرْحَلَة المَهْدِ الأولى (الوَليدُ)، من المِيلَاد إلى أسبوعينِ]، إلى آخر مرحلة [الطُّفُولَة المُتَأَخِّرَةLate Childhood 8 – 12 سنة]، بينما يشْمُل أدب النَّاشِئة- أو ما يدعوه البعض أدب الشَّبَاب أو أدب الفِتْيان- كلَّ الأَدَب الموجه إليهم من بداية مرحلة [المُراهَقَة المبكرةEarly Adolescnce: 12-14سنة]، إلى نهاية[المُراهَقَة المُتَأَخِّرَة Late Adolescnce: –18-21سنة]بدءًا من الأدبِ الشّفهيِّ الذي كانَ يقدَّمُ لهم على لسانِ الأمهاتِ والجدّاتِ والمربّياتِ، وصولًا إلى الأدبِ المُذاعِ والمرئيِّ والممَثَّلِ والمكتوبِ.
ونعني بـ”المكتوب”: كل ما يُنشَرُ لهم من كتُبٍ مصَوَّرَةٍتناسِبُ أَطْفَال مَرَاحِل ما قبل المَدْرَسَة الابْتِدَائِيّة أو بداياتها، وكتبِ تسليَةٍ وأنشطةٍ وهواياتٍ، وكتبِ معلوماتٍ ومعاجمَ، إلى جانب الكتبِ العلميّة والأدبيةِ. على أن يتمتعَ هذا الأدبُ بخصائصَ تميزُه عن غيرِهِ، منها: أن تكونَ لهذا الأدب أهدافٌ تربويَّة- كما يقول [أحمد نجيب: القصّة في أدب الأطفال]– إلى جانبِ أهدافِهِ الجَمَاليّةِ والأَدَبيَّةِ والعِلْمِيّةِ وغيرها، والَّتي تسْعى لتنميةِ القدرةِ على التَّعْبير تحدُّثًا وكتابةً، والفهمِ، وقنصِ الأفكار الدَّقيقة المهمَّة، والتَّلخيص، واستخراج عبرةٍ أو فكرة، إلى جانبِ تنمية ملَكَة التَّصورِ والتَّخيلِ والإبداع، وأن يلمَّ الأَدَب بعناصرِه العامَّة مع صفاتٍ يحبُّها الطِّفْل من عاطفةٍ (ساميةٍ، صادقةٍ، إيجابيةٍ، مثيرةٍ، مهذِّبةٍ) كما يقول[أحمد أمين: النّقد الأدبي]، ومعنًى (واضحٍ، مقتصِدٍ في المفاهيم المجردةِ، إيجابيٍّ، يعني الطِّفْل، مثيرٍ للعقْلِ: بالشّكِ والتَّثاقُفِ والتَّساؤُلِ والتَّفْكيرِ المتمايز واليحاء إلى حدْسِ الطِّفْل)، وخيالٍ مصورٍ (موحٍ، غنيٍّ بالصُّوَر الحية الواضحة المبتكرةِ، محلِّقٍ)، وأُسْلُوبٍ (نقيٍّ غير خاطئ، طليٍّ غير جافٍّ، موسيقيِّ اللَّفْظ والتَّرْكِيب والقافية، قصيرِ الجمل، مبسَّطِ التَّراكيب مع التَّماسك، متخيرِ الأَلْفَاظ مع بعض الجديد، يجنحُ إلى الوصف نوعًا، وإلى المجازِ أكثر كيلا نفوت على الطِّفْلِ مزاياه الثَّلَاث وهي: جمالُه، وإغناؤُه لمُفْرَدَاتِ اللُّغَة، وأساليبِها)[أحمد نجيب: القصّة في أدب الأطفال، وعبد الرَّزّاق جعفر: الحكاية السَّاحِرة].
وكذلك أن يحتوي على عناصرَ خاصة به، كالعناصر الحسّية والفكرية والعِلْمِيّة والجَمَاليّة الَّتي تختلف باختلاف نمو الطِّفْل العَقْلِيّ والنَّفْسي والجسدي والاجتماعي. [هادي نعمان الهيتي: أدب الأَطْفال، فلسفته – فنونه – وسائطه].
أنواع أدب الأطفال والنّاشئة:
ومن أَنواعِهِ:
(أ)أَدَبُ الأَطْفَالِ والنَّاشئةِ الجَوّالُ:هو الأَدَبُ الّذي كان ينقُله الباعةُ الجوَّالونَ في فرنسا مِن مكان إلى آخر، وهو الّذي ألّف- فيما بعد- نواةَ المَكْتَبَة الزَّرقاءِ لِلأَطْفَالِ،وكان يَهْدِف إلى نشرِ الأَدَب بين الأَطْفَال على أوسعِ نطاقٍ.
(ب)(أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشِئَة [الشَّفهيُّ]): وُجِدَ أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشِئَةِ الشَّفهيُّ قبل أن يوجدَ على شكلِ كتب موجهةٍ إلى هذه الفئاتِ مِن خلالِ الكَلِمَات، فالكَلِمَات والصّورِ. وقد تطورَ مِن قصِّ الجدَّاتِ والأُمَّهَات الحِكَايَات الشّعْبِيّةَ لِلأَطْفَالِ، إلى إيجادِ رواةٍ متخصصين في هذا الفنِّ. ويَهْدِفُ هذا الأَدَبُ إلى إثارةِ الخَيَال لتذوقِ الأَدَبِ الكتابيِّ مستقبلًا.
(ت)(أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشِئَةِ [المُتَحَذْلِقُ]): هو أَدَبُ الطّبقاتِ المتعلمةِ والمثقفةِ وخاصة النّبلاء في القرونِ الغابرةِ. وكان يضمُّ نصوصًا كُتبَتْ بلغةٍ فظّةٍ، تدورُ موضوعاتُها حولَ الإحسانِ والفروسيةِ، إلى جانبِ أقوالٍ مأثورةٍ في التَّرْبِيَةِ، و(رسالتُهُ): كان يُستخدَمُ لإزجاءِ الوقتِ عند الأمراءِ ولحثِّ الشّبابِ على الفروسيَّةِ وآدابِها.
(ث)(أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشِئَةِ [المُسَلّي]): هو الأَدَبُ البعيدُ عن التَّعْليم المباشرِ وبثّ الأخلاقِ بصورةٍ مدرسيةٍ واضحةٍ.
(ج)(أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشئةِ [النِّسْوِيُّ]): كتبتِ الرّوائياتُ أَدَبًا (نِسْويًّا) حينَ كتبنَ (الحَيَاة المَنْزليَّةَ) بتفاصيلِها التي تدخلُ فيها عملياتُ العَدِّ والإحصاءِ وانتصارِ الخاصِّ على العامِّ.كما في (سلسلة البيتِ الصَّغِير): كتبَتْها (لورا إينغاللس ويلدز)، وكما في أعمالِ (الكونتيسة دو سيغور) الدَّقيقةِ، إننا أمام أَدَبٍ نِسْوِيٍّ كُتبَ من أجل النِّساء، أو من أجلِ النِّساء الصَّغِيراتِ جدًّا. حتى في الوقتِ الحاضرِ، كما كان الأمرِ في الماضي، نجدُ دقةَ الملاحظةِ الوَاقِعِيَّةِ الَّتي تتفحصُ حياةَ الأشياءِ بإمضاءِ النِّساء: (كوليت)، و(فيفييه) في فرنسا، و(إيف غارنيت)، و(جويس بريسلي)، و(رومر غودين) في إنكلترا، و(ماريا غريب) في السّويد، و(ليديا فورنكوما) في الاتِّحادِ السُّوفياتي، و(جوهانا سبيري) في سويسرا، ولا ننسى (لويزا. م. آلكوت) صاحبةَ (سيِّدات صغيرات،(Little Women، و(روز غرَيِّب)، و(إدفيك شَيْبُوب)، و(إملي نصر اللّه).
(ح)(أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشِئَةِ [خلوده]):إن الأَدَبَ الوحيدَ الخالدَ في مجالِ أَدَبِ الأَطْفَال والنَّاشِئَةِ إنما هو الأَدَبُ القريبُ مِن التَّعْبير الشَّفهيِّ. أما الأَدَبُ “المَكْتُوبُ” المبرقَشُ ببلاغةِ العصرِ المصطَنعةِ؛ فهو بعيدٌ عن الخلودِ. (أندرسُنْ) أن يكون كاتبًا ذا معرفة واسعة بالأَطْفَال، من غير أن يحدِّد مدى نزعاته العميقة تحديدًا واضحًا؛ كما يقول (أندرْسنْ) في (أزهار الصَّغيرة إيدا): “على الأُسلوب أن ينصاع للكاتب، وعلى اللُّغَة أن تقترب من الشَّكل الشَّفهيّ“.
(خ)(أَدَبُ الأَطْفَال والنَّاشِئةِ و[علمُ نفسِ الحَيَوَان]):هناك ميدانٌ آخر ساعدَ على تجديدِ أَدَبِ الأَطْفَال وإنعاشِه، هو محاولاتُ (علمِ نفسِ الحَيَوَان). ويحملُ الرِّوائيّون الأميركيون قصبَ السّبقِ فيه: (جاك لوندون)، (أوليفييه كوروود)، (إرنست ستون)، كما نجدُ السُّوفياتيَّ (فيتالي بيانكي)، و(ألبيرتو مانزي) الّذي أنتجَ مع (الكاستور غرورغ وعشيرته) أفضلَ نجاحاتٍ هذا النَّوْع العَسِيرِ من الأَدَبِ.
أخيرًا، يجب تمييز أدب الأَطْفَال والنَّاشِئة عن أدب الرَّاشِدين من خلال ما يملكه الأوَّلُ من سماتٍ تربويَّة وفنية تتعلق بمستوى نموِّ الطِّفْل وحاجاته؛ فأدب الأَطْفَال والنَّاشِئة لا يعني تصْغيرَ أدبِ الرَّاشِدين، بل أن يُكتَبَ لهم، هادِفًا إلى تثقيفِهم، وإمدادِهم بالقِيَمِ الخلقيَّةِ والرّوحيَّةِ، والوطنيَّةِ، والجماليَّةِ وغيرِها من القيَمِ الإيجابيَّةِ، بانيًا شخصيّاتِ الأطفالِ فالنّاشئَةِ من خلال المضمونِ الهادفِ غيرِ المرئيِّ، إضافةً إلى الشَّكلِ الفنّيِّ الجذّابِ.
مكتبة الدراسة:
- ابن منظور: لسان العَرَب، مادة: طفل.
- أحمد أمين: النّقد الأدبي. بيروت، دار الكتاب العَرَبِيّ، ط4، 1387 ه- 1967م، ج1.
- أحمد نجيب: القِصَّة في أدب الأَطْفال، ص 140.
- إميل يعقوب، بسام بركة، مي شيخاني: قاموس المُصْطَلَحات اللُّغَوِيّة والأدبية، عربي – إنكليزي – فرنسي. بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1987.
- إيمان بقاعي: فن كتابة قصة الأطفال: كتاب أكاديمي في أدب الطّفل: (دار الهدهد، دبي، الإمارات العربية المتحدة)، وقصَّة الأَطْفَال والنَّاشِئة في لبنان (جدلية الشّكل والموضوع)، ومُعْجَم أَدَب الأَطْفَال والنَّاشِئَة.
- صباح حنا هرمز، يوسف حنا إبراهيم: علم النَّفْس التكويني (الطُّفُولَة والمُراهَقَة). العراق، وزارة التَّعليم العالي، جامعة الموصل، 1988.
- عبد الرَّزّاق جعفر: الحكاية السَّاحِرة، دراسة في أدب الأَطْفال. دمشق، اتِّحَاد الكتاب العَرَب،1985.
- علي حمد الله: أدب الأَطْفال.
- هادي نعمان الهيتي: أدب الأَطْفال، فلسفته – فنونه – وسائطه. بغداد، منشورات وزارة الإعلام، سلسلة دراسات 127، ط1: 1977.
- هادي نعمان الهيتي: ثقافة الأَطْفال. عالم المعرفة (الكويت)، المجلس الوَطَنِيّ للثَّقافَة والفنون والآداب، رقم العدد (123)، ط1: 1988.
***
*د. إيمان بقاعي، أستاذة جامعية وكاتبة أطفال لبنانية، وحاصلة على دكتوراه في أدب الأطفال والنّاشئة، وعضو في اتِّحاد الكتّاب اللبنانيين]