جلسة حوارية حول كتاب “موقف البيارتة من الثورة ضد السلطان عبد الحميد الثاني” لباسم مروان فليفل
أقامت “جمعية تراث بيروت”، بالتعاون مع جمعية السبيل، جلسةً حواريةً حول كتاب «موقف البيارتة من الثورة ضد السلطان عبد الحميد الثاني» (صادر عن دار نلسن) للمؤرخ والباحث اللبناني الدكتور باسم مروان فليفل، في مكتبة بلدية بيروت في شارع مونو بالأشرفية.
هذه الجلسة هي الثالثة في سلسلة «قراءة في كتاب» عن تراث بيروت وتاريخها، التي تنظمها شهريًّا جمعيّة تراث بيروت، بالتعاون مع جمعيّة السبيل، التي تدير المكتبات العامّة لبلدية بيروت، استعرض خلالها الباحث مضمون كتابه، الذي هو بالأصل رسالة ماجستير نال عليها درجة جيد جدًا من جامعة بيروت العربية بإشراف الدكتور حسّان حلاق رحمه الله.
بدأ اللقاء بكلمةٍ مقتضبة عن سيرة ومسيرة الدكتور حسّان حلاق من تلميذه الذي تأثّر به أكاديميًّا، موضحًا مدى الفضل الذي كان للدكتور حلّاق في خروج فكرة الكتاب، جاء فيها:
من المُصادفات الطريفة التي عرفتها في بدايات معرفتي بالدكتور حسَّان حلَّاق رحمه الله، أنني ألتقي معهُ في نسبٍ بعيد. وقد تجنَّبت ذكر هذه المعلومة كي لا يُعتقد أنَّهُ كان يُحابيني على حساب غيري من الطُلَّاب، ويشهد الله أنَّهُ لم يُحابيني في دراستي إطلاقًا، بل كان يشتد ويقسو ويُحاسبني على الشاردة والواردة، لدرجةٍ دفعتني يومًا إلى التذمُّر حينما سألني الدكتور مُحمَّد علي القوزي، رئيس قسم التاريخ في كُليَّة الآداب بجامعة بيروت العربيَّة، عن تقدُّمي في كتابة أطرُوحة الدكتوراه، فقال لي الدكتور القوزي: «الدكتور حسَّان صديقي مُنذُ مقاعد الدراسة، وهو لا يقسو على طالبٍ إلَّا لو رأى فيه مشروع مُؤرِّخ مُتمكِّن، وقد أعلمني أنَّهُ يستبشر بك خيرًا، وأنَّه ينوي عصرك عصرًا ليستخرج أفضل ما فيك لأنَّك قادر على هذا وأكثر، كي يُقال بعد عُمرٍ طويل: انظروا إلى نوعيَّة طُلَّاب حسَّان حلَّاق، ولولا ذلك لما أتعب نفسه معك». أحسست بالفخر الشديد والمسؤوليَّة الكبيرة حينذاك، وما زلت. فالحمد لله الذي نفَّعنا بعلم فقيدنا الغالي.
أمَّا عن النسب المذكور أعلاه، فقد كُنت أعرف أنَّ آل الحلَّاق يرجعون بأصلهم إلى بلدة برجا بإقليم الخرُّوب في جبل لُبنان، وذلك لأنَّ جدَّة أُمِّي من آل الحلَّاق، وكانت برجاويَّة أصيلة، استقرَّت عائلتها في منطقة الطريق الجديدة ببيروت. فسألته في إحدى الجلسات إن كانت «ثُريَّا الحلَّاق» تقربه. فقال لي: خالتي! قلت له: ثُريَّا الحلَّاق زوجة عُمر الحوت؟ قال لي: نعم عُمر الحوت. قُلت: عُمر الحوت الذي ذهب بعائلته إلى فلسطين؟ قال: نعم صحيح، ذهب بعائلته إلى حيفا، وتُوفي رحمه الله فيها قبل أن يأتي أولئك الملاعين – عليهم لعنة الله – فعادت خالتي وأولادها وأحفادها إلى بيروت. قُلت: هي والدة الحاج عبد الرحمٰن الحوت، المسؤول الشهير في دار الفتوى، والد مُحمَّد الحوت رئيس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط. قال: نعم هي، صحيح. قلت: وكانت تسكن أرض جلُّول (من أحياء الطريق الجديدة). قال: نعم كانت تسكن بيتًا أرضيًّا وكُنا نزورها ونجلس خارج المنزل، في تلك الأيَّام كان عُمران المنطقة قليلًا.
ثُمَّ قال وهو يتبسَّم وعيناه تُشير إلى أنَّه فهم أنَّ في الأمر صلة نسب: لكن كيف عرفت كُل هذا؟ قلت: ثُريَّا الحلَّاق هي جدَّة والدتي، أي والدة جدِّي مُحمَّد الحوت، كبير إخوته، وشقيق الحاج عبد الرحمٰن والحاج عادل. فضحك طويلًا وقال: والله قُلت للدكتور مُحمَّد عندما صارت زياراتك لنا تتكرر، أنَّ فيك شبهًا كبيرًا من آل الحوت! رحمه الله وغفر له.
بعد ذلك كان خوض في مضمون الكتاب، وفصوله الثلاثة: أوضاع بيروت وأهلها خلال العهد الحميدي، وأسباب الثورة على السلطان عبد الحميد، وموقف البيارتة من السلطان خلال فترة حكمه وبعد الانقلاب عليه،
أدار اللقاء الأستاذ كريم قليلات، أحد مؤسسي جمعية تراث بيروت ومن أعضائها الناشطين، وكانت مداخلات من د. عصام شبارو وزياد دندن وناشر الكتاب سليمان بختي وزياد كاج.
تميّز اللقاء بتفاعل من الحاضرين الذين وجهوا أسئلة إلى الدكتور باسم مروان فليفل، واختتم بتوقيع الكتاب للحاضرين.