ألمّ بي أنت
ميادة نبيه عوض
لن أنجو من براثن العشق،
ولا من تشوّهات الحنين،
حين يلعقني الشّوق،
يذوب المدى،
وينصهر الصّدى،
وأرى الكون
يزجّ الكون في قفصٍضيّق،
والنار تختبيء في دفئي،
وتخضع ثورتي
الى ملح السماء،
تستفزّ كواكباً
سُكناه،
لتسرق من دم البلّور
أيقونة نور،
وتسلب
حرزاً لولبيّاً،
فأنا التي
تجترّ الوله
من شرايين الابجديّة الصمّاء،
مذ، ضرّجتَ
نوافذي بماء ثغرك،
وأنا العالقة
بين فكّيّ النّدى،
جاثية على أطراف الكلام،
أتهشّم
أوزار الظّمأ،
فأراني أسير هناك،
في تلك الأزقّة
المرصوصة،
أتنفّس المقاهي
التي تتنفّسها،
أُحيّ القطط التي جاورتك،
وأُبصر مجد أقدامك
التي عانَقتها الأرصفة،
أوصاني الله،
بأن الشّغف هو الله
والألم هو الله
والنّعيم هو الله
فلا تضلّل رؤاي،
ولا تُثير صمتي،
لأجلك
تجرّعت طقوس الدّعاء،
وتقمّصت
روح أُمّك،
لأجدني
أنا التي ولدتك…