الحياة جلجلة
وفيق غريزي
الثلج يهيم فوق ذرى الأفنان
أيدٍ خفية تقرع نواقيس الزمان
شياطين الأرض هدموا البنيان
يتفجّر فكري تحت كآبات المساء
جناح النهار يمضي خببا
ماسحا عن جباهنا سحب الفناء
عذراء تستريح ملمومة فيض حياء
الدموع في عيون الثكالى
كالأرض يلقّحها المطر
ينساب في قلبها الخدر
ابشع انواع المرارات
أن تستمر على التسآل
لما، دون بعاد أو وصال
الشفة تقطف زهر القبلات
على عذاب أو حنان .
***
تتجذر الأفراح في النفوس
الى حد الكآبة
تتجذر الكآبة الى حده النسيان
اقفز الى القمم المنيفة
تتنزه اصابعنا في غابة النجوم
تجمّد الغصن..
العدالة خواء
لأن الأيام كرّت على عربة العصور
عطفا، دون جفاء
هي نسغ يجري في الشرايين
لا تحول
على خصب السهول
منذ آلاف السنين نرى الحقول
لا تحول
الحروف ذاتها، وذاتها البذور
في حراك الأرض لا، لن تضيع .
***
الأيام براكين تتفجر
عواصف تلتف، تدور
هللويا،
أرض النبيذ والحرف والعطاء
تعيش اليوم في انهيار
دون رجاء
اذا انتهت يبقى جناح
يرف في الفضاء
صبحا ومساء .
***
الفجر كما الإنسان
يولد من جديد
ككل يوم عتيد
من زمن سحيق،
اجيال وراء اجيال
تتكدس
إنه العشق المقدس
يسكب الاضواء في القلب الندي
يخصب ارواح البشر
في مدن الحديد والحجر
منذ اعوام طويلة
داس قوانين القبيلة
جلس تحت ايكة ظليلة
كل ازاهير الأرض تبعث عطرها
من قلب الخميلة .
***
حياة الكائن الانسان مأساة
يتعب.. يشقى.. لا رجاء
حياته ملهاة
تغرق في الديجور
ليس فيه وهج ضياء
إنها الأيام والسنون تمضي
والناس يتكاثرون
لكن الى متى سيصمدون؟
حروب صماء تشعل النيران
بين انسان وانسان
يبكي على الاطلال شاعر
على لوعة الأرض وبؤسها الزاخر
سكتت في اعشاشها الطيور
لفّنا الحزن والفتور
إنساننا احط من سكنى الجحور
حياته جلجلة، ليست تجليا..
