خُلقنا لنحلُم معًا..
لونا قصير
زارني الحُلمُ في عِزّ غفوتي، كلقاءِ الأحبّةِ، جلسنا نتحدّثُ معًا. سألتُه ما الذي أتى به إليّ؟ ضحك بسُخرية واتهمني باقتحام مملكتِه! تخطّيتُ وقاحتَه وأخبرتُه أنني تائهةٌ في صحراءٍ بعيدةٍ، أُفتّش عن واحةٍ لأروي زهرةً في خيالي، أليسَت كلُّ الأحلامِ مُلكًا لمُخيّلةِ البشرِ؟
أنا بريئةٌ من اتهاماته، فهو الذي تجاوزَ حُدود عَقلي، وتسلّل عَنوةً، واخترقَ غفوةَ فِكرٍ أنهكَه التعبُ، هو مجرّدُ سرابٍ عكسَته شمسُ نهارٍ خجولةٍ في ظُلمةِ ليلٍ، فصّدقتُ لوهلةٍ أنها أشرقَت من أجلي..
أيّتها الأحلامُ تعالي متى شئتِ على وِسادة سُلطان النوم فنحن لا نُدرك ما يخبئ لنا الغدُ، نُحاولُ أن نتذكّرَ تفاصيلِها، فتأتي المشاهدُ ضبابيةً، لم تتحقّق منها إلا ما رأيناه في الحُلم..
استيقظتُ وكأن كلامي أهانه.. أغمضتُ عينيّ واعتذرت منه، فابتسم قائلا إنه حتمًا سيعودُ إليّ، فنحن خُلقنا لنحلُم معًا…..