حُكْمُ الْقَلْبِ
د. محمد نعيم بربر
كَمْ كُنْتُ مَهْزُومَ الْفُؤادِ مُغَفَّـــــــــــلًا
إِذْ رُحْتُ أَنْتَظِرُ الْوُعُوْدَ وِصَــــــــالا
هَلْ يُسْتَعَـادُ الْعُمْرُ بَعْدَ غُرُوبِـــــــــهِ
فَيَصِيْرُ بَدْرًا أَوْ يَعُــــوْدُ هِـــــلالا؟!
أَوْ يَسْتَرِدُّ الْقَلْــــبُ فِي خَفَقَانِـــــــــهِ
نَبْضَ الْحَيَاةِ ، مَفَاتِنـًــا وَجَمَــــالا؟!
أَوْ يَسْتَظِــــلُّ الصَّبُّ وَاحَةَ وَالِــــهٍ
أَضْحَتْ مَرَابِــــعُ حُبِّهِ أَطْـــــلالا؟!
تِلْكُــــمْ هَـــــــوَاجِسُ عَـاشِقٍ مُتَنَدِّمٍ
أرْخَتْ على يَدِهِ الشُّموسُ ظِـــــلالا
فَتَوَقَّفَتْ حُرَقُ الدِّمَـــــــاءِ بِقَلْبِـــــهِ
وَتَفَرَّقَتْ في المُقْلَتَيْــنِ سِجَــــــــــالا
يَا قَلْبُ يَكْفــــــــي غُرْبَةً وَتَشَــــرُّدًا
قَدْ طَــالَ بُعْدُكَ ، فَاقْصُرِ التَّرْحَــالا
إِنْ كُنْتَ فِي عَهْدِ الْوِصَــالِ مُؤَمِّــلًا
فَطَوِيْـــــلُ لَيْلِـــــكَ خَيَّبَ الآمَـــــالا
أَوْ إِنْ رَجَعْتَ إِلَى الصَّبَابَةِ وَالْغِـوَى
هَلْ تَدَّعِي عِنْدَ الْوِصَالِ مَنَـــــــالا؟!
إِنْ خَـابَ ظَنُّكَ ، فَالْمُحَالُ قَرِيْنُـــــهُ
حَكَمَ الْقَضَــاءُ بِأَنْ يَكُونَ مُحَـــــــالا
يَــا قَلْبُ لا تَسْـــأَلْ ، فَرَدِّي قَاتِــــلٌ
وَجَوَابُ مِثْلِــكَ لا يَكُوْنُ سُـــــؤَالا!
أَخْشَى تُحَمِّلُنِـــــي اللَّوَاعِجَ وَالأَسَـى
أَوْ أَنْ يَكُونَ الْحُكْـــــمُ فِيَّ نَكَـــــالا
أَوْ أَنْ يَكُونَ مُـــؤَبَّدًا ، مُتَشَفِّيـًـــــــا
مِنِّــي ، فَصَبْرًا لا تَكُـــــنْ مِعْجَـــالا
إِنِّــــي جَمَعْتُ أَدِلَّــــةً وَشَوَاهِـــــــدًا
وَلِكُـــــلِّ رَدٍ ، قَدْ كَتَبْـــــــتُ مَقَـــالا
فَبَرَاءَ تِي يَا قَلْبُ حُكْــــمٌ مُبْـــــــرَمٌ
فَسَلِ الشُّهُوْدَ ، وَثَبِّتِ الأَقْـــــــــوالا
إِنْ كُنْتَ فِي دَعْوَاكَ خَصْمًا عَــادِلًا
فَانْطِقْ بِحُكْمِكَ ، ثُمَّ قِفْ إِجْــلالا !!
***
* ـ من ديواني : جِرَاحُ الْغُرْبَةِ