وهيب كيروز… لن يتكرّر

Views: 302

د. ربيعة أبي فاضل

أغمضتُ عينيّ، البارحة، وأنا أستحضرُ روح الحبيب وهيب كيروز. لماذا؟

أدركتُ، بعد رحيله، مدى الفراغ الثقافي، خصوصاً ما له علاقة بجذور جبران الفنّيّة والفكريّة، وبأبعاده الجماليّة، والحضاريّة، وبطبيعة عبقريّته، وفضائه، ومصادر وحيه.

 

وحاورته ولو غائباً، حول نتاجه كيف ارتقى إلى قُلل جبران، ونظر إليها من قرب، وفهم أسرارها، وأسفارها، وتخييلاتها البهيّة، اللطيفة، المدهشة. وهيب الصديق، الوفاء، الكاتب، الرّجاء، الباحث الخلّاق، الوطنيّ الأبيّ… لن يتكرّر، ولا أدري إذا كانت بشري تعرف قَدّ هذه الموهبة، وقدرها، وطاقاتها التي اخترقت العرفان، والتصوُّف، والفلسفات، بعد عشق غلّاب للحقيقة، وجمالها…

أمس، وفي كلّ أمس، وفي كلّ غَدٍ، نستعين بظلّين كي نتفيّأ، ونفتخر، ونُحيي رسالة البدع، والنور، والخصب، والعبور… ظلّ جبران، وظلّ وهيب كيروز، اسمين لن ينفصلا، لن يغتربا، لن ينأيا عن ضمائرنا، وقلوبنا، وتاريخنا، ورؤانا…

متحف جبران-بشرّي

 

البارحة، كان وهيب كيروز يُحدّث عن جبران، كما في العادة، لأنّ كلامه من لون الخيال، من عمق العقل، من نطق القلب، من طيب الصّدق، من أرج المعرفة، من النّدرة التي تهزّنا حاضرة وغائبة…

أنتَ يا وهيب، في القلب، وجبرانك هو الذي انتظرناه، لأنّكما معاً لعبتما، وحلّقتما، وتكاملتما، وتناغمتما، وكنتما… وأنتما باقيان سراجَيْن في تراثنا، وحياتنا…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *