سجلوا عندكم

ذاكرتـي

Views: 255

د. راغدة قربان

يَلوي ذاكرتي ذاكَ المساءَ

المنطفىءْ،

نبضاتُه لا تَأْويني 

مِنْ مَسكَنِ الركامْ،

يدُه أغرقَتْ متاعبَ الشَّمسِ

قَبْلَ سُقوطِ الأَجفانْ 

هَكَذا تَموتُ الأَعوامْ.

حينَ أَمسحُ جَبينَ الليلِ المخمَّرِ

كعلبةٍ فارغةِ الأقدامْ

يختبىءُ نومي على أَريكَةٍ 

كي لا أنام.

إِبتعَدَتْ كلُّ النَّوْباتِ وصَمَتَتْ

لدَيْها مَا يكفي مِنَ النّسيانْ،

ترى الحبيبَ يَعبُرُ السَّفرَ 

ومَسالكُ الشَّوق،

أنفاسُه بلادٌ ليس لها بُيُوتْ.

أَسيرٌ لا حائطَ لهذا المكانْ

ولا الوقتُ له أصابعُ الزَّمانْ

أَيْنَ أَنا مِنْ ذاكرتي؟

وأَيْنَ أَرضُ الحبيب؟

لا أَملُكُ عِشْقَ الوجوه 

ولا أضلُعُ الدُّمُوع.

ما أملُكُهُ الآن،

قَطَراتُ الضَّوءِ في عُروةِ المخالبْ.

وَمَطَرٌ في قبضةِ الأَنفاس.

هي أَرضٌ واسعةُ الذّكريات،

ذاكرةٌ لا تحيا وذاكرةٌ تموت.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *