سجلوا عندكم

من قلب غزّة… نُصوص حيدر الغزالي إلى السويديّة

Views: 145

نشرت المجلة السويدية Ord&Bild  “صورة وكلمة” ( أقدم مجلة ثقافية في السويد، إذ  أُنشئت عام 18924) نصوصًا  للشاعر الفلسطيني  الشاب من غزّة حيدر الغزالي، ترجمها إلى السويدية جاسم محمد. 

يقول حيدر الغزالي: “ما زالت الكتابةُ تحاول وصف المشهد بحرارة اللغة، تحملُ فوق عاتقها الكثير من المسؤولية الإنسانية والوطنية، لا تستطيعُ الكتابة وقف الإبادة، لكنها بكل تأكيد، تواجه افتعالات التاريخ”.

في ما يلي النصوص المنشورة:

 

(1)

أعدني إلى صباي
لحظة
أمشي في الشوارع
مغمضَ العينين
لئلا أحفظَ
ضحكة صاحبي
ولا طريقته في الحديث
فيموت
ويتركني أموت.

 

أعدني إلى صباي
لحظة
أمشي في الشوارع
مغمض العينين
ولا تعذبني الأماكن
في رحيلها

فلا جدار اليوم
أتكئ عليه
لأبكي.

 

أعدني إلى صباي لحظة
لأمشي مغمضَ
العينين
فلا أجلسُ الآن
أرثي مدينةً كاملة

 

لا حفيد لي
لأقول له: كان هنا
لكنني مُسنٌّ وحيد
أموتُ في ذكرياتي

(2)

كنت سأضع لقمة العدس في فمي
حين اقترب صاروخٌ من حارتنا
مغلقاً نافذة الشمس بكومة تراب

ولأنني شاعر
كنت سأموت حتماً
أبي يضم أخوتي وأمي
بين ذراعيه
في زاوية
وأنا أقف تحت ألواح الزينكو والشظايا
أرصد هذا المشهد
لأكتبه

هرولت نحو الشارع
طفلاً
حتى وضع جارنا كفَّ طفلةٍ على الرصيف قبالتي
فلم أُزحْ وجهي
فعرفت أنني كبرت

 

عدت إلى البيت
كان غبار الجريمة قد احتل كلَّ شيء
وعلى طاولة الغداء
خمس صحون
وأربع ملاعق
ومن فوقي سقف مخزوق

لم أجد ملعقتي

(3)

وأخجل من صدري
حين يحمل ذراعين
ورأس
وأخجل من ساقيَّ
حين يحملان جسداً كاملاً
كم صرتُ مدعاةً للخجل
أمام طفلةٍ لم تجد رأس أبيها
لتقبله قبلة الوداع.

 

وأخجلُ حين يمر كلّي
أمام أمٍّ
جمعت طفلها أشلاء

(4)

سويةً رأينا
أطفالاً بلا رؤوس
ونساءً بلا أجساد
ورجالاً في حقيبة
كنتَ تبكي
وكنتُ أرى
مصيري.

سويةً رأينا
العالمَ
ينسى أربعين ألف

 

كيف لي أن أعيش؟
كيف لي أن أموت؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *