سجلوا عندكم

حكمة الأقدار

Views: 155

وفيق غريزي

 

 

بكيت مستجيبا لحكمة الأقدار 

في موضع الدمع تنطفئ النار 

بوح يفتح عينيه 

كتابة يغطّيها زغب أفراخ النسور 

بعين البصيرة أرى اللامرئي 

تفوح من حولي روائح البخور 

امواج توتّر اعصاب البحار 

على الشطآن تنشر الأوقات 

أشياء طفح معناها وفاض 

غطّى القفار وغطّى الرياض 

من يقرأ الصحراء ويكتبها 

لا حدود له إلا الرمال .

***

هاكني احرث وازرع 

لكنني لا احصد 

كل ليلة تسبقني ذاتي إلى السرير 

كي لا تنام 

بل لتسهر تعد انجم السماء 

نعاسها يتسلل من محاجرها 

يملاً البيت، وحديقة الدار 

أبعدت جسدي عن ذكرياتي 

لكي أبقى فيه طفلا 

هداية الريح تبعثر المكان 

في قلب الزمان 

تقلقني فكرة الفناء 

ماء.. موت.. في بطن حوت 

يتركني خيالي وحيدا.. 

يسير امامي على قدميه .

***

خيالان كلاهما يمضي وقته 

في قراءة الاخر.. وكتابته 

سلّمت ريشتي يا محبرة المعنى 

طردت ذكرياتي من كياني 

كلما التقيا يتحوّل الليل الى بستان 

في اهداب النهار 

باطل القول الذي يزعم 

أن الليل يولد من رحم النهار 

والنهار من نطفة الليل 

عدائي للجماعات 

ولائي للأفراد .

***

ينثر الليل رماده على الأجفان 

الغابة العذراء تغرق في الصمت 

الافق باسمها يقرأ عليّ

مزامير الأنبياء 

الغابة التي سميت باسمها 

تلوح لي بضفائرها 

الكلام على عرش البروق 

التي تبتكر حواسنا 

تلبسني رائحة الانوثة 

احفظ اسطورة الموت 

دون ان أتعلمها 

واتعلم اغاني الحياة.. ولا احفظها 

ضعفي طغيان الباطن .

***

الضياع يعجز عن سرج الخيول 

لا يمتطيها في العراء 

الأقمار تنسج أضواءها وسائد 

تدعوني كي انام، واستريح 

فيما الليل ينشر أثوابه على الأغصان 

هاكني اسمع همس البراعم .

سألتني الحياة: أجبتها 

بلسان الموت والفناء 

ما أطيب السراب، حينا 

وما اغنى نعمة التوهّم احيانا 

بين اعضائي يجول الخيال 

الرغبة ترتدي قناع الحقيقة 

اللذة تتخذ شكل الزمان 

الجسد ذرات تراب .

 

***

اهب أضوائي لأقمار 

على وشك الانطفاء

بحبر سكبته عيوني 

كشفت سر الغموض 

لماذا تصبح الحروف “م، ح، ب، ة”

أكثر اشراقا.. أكثر اتساعا 

من ابجدية الانسان؟ 

اليد وأصابعها شوكة الارق.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *