سجلوا عندكم

وَرَجَعتُ!     

Views: 104

 مُورِيس وَدِيع النَجَّار

وَرَجَعتُ، بَعدَ مَسِيرَةِ السَّنَواتِ،          لِمَرابِعٍ دَرَجَت بِها صَبَواتِي

فَرَكَعتُ فَوقَ أَدِيمِها في لَهفَةٍ           ولَثَمتُ تُرْبًا كَم رَعَى خُطُواتِي

فَشَعَرتُ بِالدِّفْءِ الَّذي قد فاتَنِي        مُنذُ ارتَحَلتُ، مُبَدِّلًا عاداتِي

نَحوَ المَدِينَةِ حَيثُ خِلْتُ سَعادَتِي،      في بَهْرَجٍ آلٍ، وفي الثَّرَواتِ

فَغَرِقتُ في سَعيِي وَراءَ مَناعِمٍ         مِ العَيشِ أَلهَثُ خَلفَها بِأَناةِ

وَنَسِيتُ أَيَّامًا نَأَت، وتَناثَرَت            أَشلاءَ ذِكرَى مِن دُنًى نَضِراتِ

وغَدَت أَمانِي العُمرِ جَنْيَ دَراهِمٍ،     وتَقَزَّمَت رُؤْيا السَّنا بِدَواتِي

وتَراجَعَت تِلكَ الأَماسِي الْكانَ في     أَندائِها يَسرِي شَجا السَّهَراتِ

سَقيًا لِأَيَّامِ تَداعَى صَرحُها            بِمُرُورِ دَهرٍ صارِمِ العَرَباتِ

كانت هَناءَةَ أَنفُسٍ في فَجرِها         نَغَمُ السَّماءِ، ومُشرِقُ البَهَجاتِ

ولَنا، على مَرِّ الطُّفُولَةِ والصِّبا،       صَفْوُ الحَنايا في حِمَى البَسَماتِ

هَيهاتَ لو نَأوِي، ولو في غَفلَةٍ        مِ الدَّهرِ قَبلَ نِدا النَّذِيرِ الآتِي

تلكَ المَغانِي، نَستَعِيدُ بَهاءَها،         ونُعِيدُ لِلماضِي جَوَى الجَمَراتِ!

***

واليَومَ… هانِي قَد كَسَبتُ، وبَعدَ أَن     غَمَرَت دُرُوبِي وَفرَةُ الآهاتِ

وتَكَدَّسَت فِيَّ الغُضُونُ، وباتَ، في     حَرَّى الجُفُونِ، سَخِينَةُ العَبَراتِ

صُفْرًا، كَشاحِبَةِ الوُجُوهِ، طَوَيتُ، في     قَسَماتِها الصَّفراءِ، حُرقة ذاتِي

فَفَقَدتُ، في رَنَّاتِها، هَزْجَ الصِّبا،   وخَسِرتُ، بَعدَ الفَوْتِ، طِيْبَ حَياتِي!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *