سجلوا عندكم

البحّاثة المغربي عادل القبّاج يعلن “موت المادية”

Views: 412

نجاة بنونة

تزخر المملكة المغربية، في مختلف الميادين العلمية والفكرية والفنيّة والأدبية، بالكثير من المبدعين، الذين يسطع من بينهم اسم البحّاثة عادل القبّاج، أستاذ التعليم العالي في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA)، الذي يركّز عمله على المعرفة والوجود والأنظمة الذكية والدور الفلسفي لعلوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي.

حظي البروفسور القبّاج في المحافل العلمية العالمية باحترام وتقدير شديدين، ليس بسبب تفوّقه في ميدانه البحثي أو بسبب نظرياته الفلسفيّة المتقدمة، بل بسبب “الطاقة الإيجابية” الراقية التي ينشرها في محيطه، متوجّة بفيض من المحبة ونكران الذات، إلى حد استحق معه لقب “أستاذ التواضع” من دون منازع. 

 

نبوغ البحّاثة القبّاج في عالم المعلوماتية ومجال الذكاء الاصطناعي منذ ثمانينيات القرن الماضي، أهّله للفوز بجائزة علمية سلّمه اياها العاهل المغربي الملك محمد السادس عام 1990 الذي كان وليًا للعهد آنذاك، في احتفال أقيم في مراكش لتكريم عدد كبير من الكتّاب والمبدعين والباحثين المغاربة.  وقد جاءت هذه الجائزة تتويجًا لمسيرة البروفسور القبّاج العلميّة والأدبية، والتي انكّب في خلالها على الكتابة والتأليف والنشر تنويرًا للعقول وتزكية للنفوس… ومن آخر انجازاته في هذا المجال نشر كتاب يظهر أن العلم، وبالأخص الفيزياء، توصل إلى بطلان المادية، التي كادت أن تُجرِّد الإنسان من انسانيته، بعنوان “العلم يعلن موت المادية”: 

LA SCIENCE DECLARE LA MORT DU MATERIALISME 

وفي هذا الإطار، يوضح القبّاج أنه: “في بداية القرن العشرين، أكد العلم الحديث أنَّ المادة وحدها هي التي توجد بالفعل. ثم أعلن العلم والفلسفة والثقافة انتصار المادية على كل وجهات النظر العالمية الأخرى”. 

 

ويضيف: “كان العالم المعاصر سيُصاغ وفق برمجيات المادية، مقرونة بالداروينية، والرأسمالية، والفردية، والنزعة الاستهلاكية. وقد ولّد هذا النظام الدورة الجهنمية من الاستغلال المفرط، والإفراط في الإنتاج، والإفراط في الاستهلاك، مع العديد من العواقب السلبية”.

ويختم: “بعد قرن من التطور المتسارع، يؤكد العلم المعاصر الآن أنَّ المادة غير موجودة في الواقع، وأنَّ التفسيرات المختلفة للفيزياء المعاصرة تؤدي إلى استنتاج ثوري مفاده أنَّ الكون ليس مصنوعًا من مادة أو أشياء مادية، بل من طاقة تُفهم على أنها نشاط وأنظمة ديناميكية معقدة لمعالجة المعلومات”.

 

يبقى القول إنَّ عادل القبّاج، لا يعد مفخرة للمغرب والعالم العربي فحسب، بل قيمة علميّة عالمية مضافة، تدعو للاعتزاز، خصوصا بالنسبة إلى من زمَلَه أو تتلمذ على يديه أو حتى كان له شرف التعرّف عليه… ولعلي من أكثر المعتزين بزمالته في التعليم، ومن أكثر المتمنين له دوام العطاء والنجاح والتألق والتوفيق اللامحدود…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *