سجلوا عندكم

بريق من الوداعة ينير الوجوه

Views: 120

وفيق غريزي

 

يسيل النعاس من حدقة الأجفان 

ضياء الفجر كبريق الأرجوان 

ينبثق التفكير من الأعماق 

استنشق من هواء السماء 

الهواء والنور ملء رئتي 

بكل نهم تفترسني العيون الرمادية 

وعند المساء

 أخذ الليل يلفني بظله القريب 

بريقا من الوداعة ينير الوجوه 

ظلمة الليل معلّقة على الأغصان 

الموت يرفع معطفه القاتم 

كي يخفي التعساء

 عن أنظار النيام 

بحثت في كل مكان 

عن شرارة من ضياء 

او ومض نجمي 

في قلب الرجاء 

بصورة قاسية تبعثرت نشوة الشباب 

في كل الجهات تنتشر برودة الشتاء 

مبعثها الأعماق 

العدم يباب 

بيدي فاًس تنظف غابة شكوكي

العذراء 

***

وحيد في عتمة الليالي 

بعدما غادرتني افكاري 

طفت في البراري والشعاب 

الرب الرحيم شرّع بوجهي الابواب 

اصعد عبر الفضاء 

نحو انجم السماء

 اطارد النيازك 

اقذف كرات من لهب 

لا ترسو سفينتي 

كي ينطلق بحارتي 

ليأتوا لي بالغنائم 

اثب متحديا فوق أشرعة الصواري 

متعلقا بالهشيم.. وأذيال الرياح…

***

انني أعي ارادة الرجال 

وشجاعة الحاضر وفرسان “الليال”

ودهاء ومكر النساء 

الربان يعجز عن إنقاذ السفينة 

الموت يطاردها في الأنواء 

نقلت النساء من قبورهن 

ألسنتهن سليطة

سيقانهن غير حليقة 

الزنجي تلاحقه الذئاب 

من مكان إلى مكان 

يقفز فوق السياج 

تنغرز في عنقه الأشواك 

يختلج المًا من عضة الذئاب 

الجحيم والعذاب يسيطران عليه 

أضلاعه الجريحة تنزف الدماء.

***

لا اسأل الجريح عن جراحه

لأنني جريح 

أنا ذو صدر مهشم.. دفين في التراب 

اسمع انين الثكالى والأيتام 

والصرخات.. واللعنات.. والزئير 

سيارة الموتى تمر

 بطيئة كإنسان ضرير 

حشد من المعذّبين 

رفض الركوع،

 صرخ بوعي او غباء 

نموت بعزة.. ولا نحيا بذلة 

تحت ضوء القمر غزا عينيّ النعاس .

***

شبح بلا حراك، يطوف فوق الماء

متمددا.. ساكنا.. مع نسائم الفجر 

رائحة الغبطة تعبق في الحقول 

رسائل الموت يتعهدها الناجون 

وجهي رماد 

عصبي مخدّر الحواس 

عني بعيدا يهرب الناس 

احلِّق مع نظرات العيون .

يا ضوء النهار 

لا اريد نعماك 

 امضِ عني 

إنك تضيء الحفر والقبور 

أما أنا فاقتحم الأعماق 

بهوس وجنون.

***

أيها الكائن الإنسان 

لا تجرؤ الأدواء ان تمسك

عانقتك.. امتلكتك 

أنا مع حراسك في الفجر والمساء 

عندك اسمع أهازيج الصغار 

يهجع في صدري قلبي المحتار 

وتسكن حولي الأشياء والأطيار 

ندى الليل يستفيق 

القمر يطل على شرفة السماء 

الأحلام تنسج الظلال 

فوق اسرة الليل 

والحارس الملاك 

خلت نفسي راقدا قرب بهاك

الظلام الذي أتعبه السفر 

قلقا، مرتبكا، راح يداهم المكان…

***

كيف لي أن أدرك

محنة الآخرين.. ولا احزن؟ 

وأدرك احزان الآخرين 

ولا ازرع في نفوسهم بذور الرجاء 

واليقين 

كيف لي أن أرى الدموع تغسل الأهداب 

ولا اخفف وطأة الالام؟ 

الشاعر يرى الماضي.. والحاضر..

والمستقبل الذي لم يجئ 

تسمع أذناي الآيات القدسية 

في الغابة الدهرية 

رفعت الأرض رأسها في الظلام 

خائفة حزينة 

فر نورها في عتمة السكينة

جدائلها سقيمة 

غير مزيّنة بالأقمار والنجوم 

تغطيها عباءة الغيوم .

***

لا تبقى المحبة متعة لذاتها 

ولا تعير مطلقا لنفسها اهتمام 

تشيد الجنان 

تنشر وحشة الجحيم 

بينما يدي وسع قوائم القطعان.

في قلوب العاشقين تمرح المحبة 

الآخرون في اضطراب 

أبني قصرا منيفا على مدى الصحراء…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *