سجلوا عندكم

“يوسف عبدالله الخال” نصوص من خارج المجموعة 1934-1987 لجاك أماتاييس السالسي جديد “دار نلسن”

Views: 102

صدر عن دار نلسن في بيروت كتاب “يوسف عبدالله الخال” نصوص من خارج المجموعة 1934-1987، إعداد وتحقيق جاك أماتاييس السالسي، تصميم الغلاف سيمون سليم عواد. طبع هذا الكتاب بدعم من مركز دون بوسكو في بيروت. في ما يلي كلمة الناشر وبعض ما جاء في المقدمة بقلم  مُعدّ الكتاب . 

كلمة الناشر

يستكمل الباحث الأب جاك أماتاييس السالسي مشروعه البحثي المتعلق بمجلة شعر ومؤسسها يوسف الخال . فبعد كتابه الأول يوسف الخال ومجلته «شعر» (٢٠٠٤) دار النهار للنشر ، وكتابه الثاني صدى الكلمة مقابلات مع يوسف عبد الله الخال  (٢٠١٩) دار نلسن للنشر، وكتابه الثالث يوسف عبد الله الخال. الجدول المتسلسل زمنيا لأهم وقائع حياته وكتاباته  (۲۰۱۹) دار نلسن وكتابه الرابع خميس مجلة شعر ( ۲۰۲۲) دار نلسن. هو اليوم يصدر كتابه الرابع يوسف الخال. نصوص من خارج المجموعة وهي نتيجة جهد وبحث ومتابعة وتقميش وعلى مدى سنوات واستكمالا لصورة الشاعر ونتاجه. 

إن هذه السلسلة من الأعمال تحاول إظهار ما غاب أو خفي خلف الظلال، وتفيد الباحثين وتوثق للنصوص والمحاضر بالدقة والحذر والانتباه. 

إن دار نلسن للنشر بتعاونها مع الباحث جاك أماتاييس في إصدار هذه الأعمال إنما تحاول الإضاءة وتوسيع النقاش المتعلق بأهم حركة شعرية نهضت في بيروت في النصف الثاني من القرن العشرين وسعت لأجل تحقيق حداثة حرة وغيرت وجه الشعر العربي الحديث. ولا يخفى في هذا المجال أيضاً أهمية توثيق النصوص التي كتبها الشاعر يوسف الخال مؤسس المجلة وراعيها وخصوصاً في قضية الشعر وفي قضية اللغة. 

لماذا هذا الكتاب؟ 

صدرت ليوسف الخال الأعمال الشعرية الكاملة عام ١٩٧٣ حين كان الشاعر لا يزال على قيد الحياة، وهو الذي بادر إلى نشر أشعاره. أما إنتاجه النثري فلم يحظ حتى الآن بالاهتمام الكافي، إذ نُشرت مختارات منه فقط في كتابين: الأول هو الحداثة في الشعر الذي نشر فيه يوسف الخال عام ۱۹۷۸ مختارات من مقالاته في الشعر تنقل معايير الحداثة. والثاني هو دفاتر الأيام. أفكار على ورق الذي صدر من «دار رياض الريس للكتب والنشر» عام ۱۹۸۷ . هذا الكتاب الأخير يغطي مراحل محدودة من حياة الشاعر، أي من ١٩٥٥ إلى ١٩٧٨، مما يوحي بأن الإنتاج الذي سبق عام ١٩٥٥ لم يعتبره الكاتب ذا أهمية بالرغم من أنه يشهد لأحداث وتحولات طبعت شخصيته. 

من فحص مضمون الكتابين، يتبين أن هنالك مراحل من حياة يوسف الخال تركت في الظل(…)

(…) تجدر الإشارة إلى أنني واجهت مشكلتين في تنفيذ هذا المشروع: تتمثل الأولى في التفاوت الملحوظ بين المقالات من حيث الأهمية، ما استوجب عملية اختيار وتمحيص لإبقاء الأكثر تمثيلا لمواقف الكاتب الفكرية والحضارية والأدبية، مع الاحتفاظ بعناوين المواد التي حُذفت في ملحق خاص حرصا على ضرورة التوثيق . ١١ وتتمثل المشكلة الثانية في غزارة المواد وتنوعها وتباين مواضيعها واستحالة الإحاطة بجميعها، مما حدا بي إلى تناول قضيتين رئيسيتين فقط كانتا من هموم يوسف الخال الدائمة هما قضية الشعر وقضية اللغة. وسأخصص مقالا لكلا الموضوعين. 

ينقسم الكتاب إلى قسمين قسم يتضمن نصوص الخال النثرية العربية؛ وقسم ثان يتضمن كتاباته النثرية باللغة الإنكليزية، فضلا عن بعض القصائد العربية  والإنكليزية. 

 نُشرت النصوص العربية تحت اسم الكاتب الحقيقي، أي يوسف الخال، باستثناء بعض الكتابات التي نُشرت تحت اسم مستعار  وتبينت هوية كاتبها حين أعيد نشر المقال نفسه في مجلات أخرى باسم يوسف الخال. 

بعض افتتاحيات مجلة صوت المرأة، كانت قد نشرت في مجلات أخرى وتمت الإشارة اليها في أماكنها كذلك تجدر الإشارة إلى أن بعض الافتتاحيات التي نشرت باسم صوت المرأة تنم بكل وضوح عن مواقف يوسف الخال الفكرية، شكلا ومضمونا، فأدرجت تحت اسمه. 

 نُشرت جميع النصوص باللغة الإنكليزية باسم يوسف الخال 

(…) انتحل يوسف الخال اسم الفيلسوف الإغريقي طاليس في مجلة الكلية الصادرة في الجامعة الأميركية، واسم الكاتب 

الإغريقي السوري الأصل لقيان السميساطي في جريدة النهار. 

نصوص من خارج المجموعة ١٩٣٤-١٩٨٧ 

غاية الشعر: «أنا أعتقد أن غاية الشعر هو الفن ولا يكون الفن فنا ما لم يتصل بالحياة راميا إلى تهذيب النفس البشرية وخلق جيل صالح يرتكز على المثل العليا في الحياة.» والفن يخدم هذه الغاية بطريقة غير مباشرة أي بخلق أجواء نفسية تسمو بالنفس البشرية من دنيا المادة بحيث يتم لها الاتصال بالذات الكبرى التي هي أصل الوجود. وأنا من جملة المعتقدين بعدم إمكان وضع أي مقاييس للفن غير الذوق الشخصي. ولا يتسنى تهذيب الفن مباشرة بوضع المقاييس، بل بالعمل على تهذيب ذوق الأفراد عن طريق 

الثقافة الصحيحة. القالب والمادة في الشعر في ما يتعلق بالقالب والمادة في الشعر فأرى أن الخصائص التي ذكرها الشاعر كولردج وهي: الحياة الاتساقية، والحياة العاطفية، والحياة الذهنية تعبر بإيجاز عن مزايا الشعر الصحيح. هنا يأخذ يوسف الخال على الرمزيين تطرفهم في تفضيل الحياة الاتساقية أي الألفاظ وموسيقاها ونبرتها وقضرهم الشعر عليها. أما الحياة الذهنية فيجب ألا تعبر عن الأفكار الفلسفية مباشرة بل بطريقة فنية غير مباشرة بالاعتماد على الإيحاء الذي يخلق أجواء فكرية وعاطفية. ثم على الشاعر أن يكون عالما نفسيا وفيلسوفا. وأنا أميل إلى الاعتقاد برأي دنتون أن الشعر يجب أن يكون فنا حسيا موسيقيا كما أنه يجب أن يكون فنا تصويريا يقلد الطبيعة ويصور الحياة الإنسانية. ۱ طبقات الشعراء ينقسم الشعراء في الآداب الغربية إلى ثلاث طبقات: الغنائيون، البطوليون، والتمثيليون. هنا يقول الخال إن الأدب العربي يكاد إلى الآن يقتصر على الطبقة الأولى وهي طبقة الشعراء الغنائيين لولا محاولات شوقي وسعيد عقل في الشعر التمثيلي. ومع ذلك فهذان الشاعران لم ينتجا مسرحيات تصح أن تضعهما في الطبقة الثانية. فشعراؤنا يحشرون جميعا في الطبقة الأولى. فهم غنائيون والغناء أبسط أنواع الشعر. ولا تزال وحدة البيت مسيطرة على شعرنا. أما القصيدة التي تعبر عن فكرة واحدة كقصيدة «الراهبة» مثلا لفرحات فهي قليلة ونادرة ولن يصبح شعرنا شعرا حقيقيا يماشي الفن والذوق الحديثين ما لم تكثر فيه القصائد ذات الوحدة والفكرة الواحدة والسياق الواحد. 

مهمة الناقد: هنا يُطرح موضوع صلة الناقد بالمبدع. يقول يوسف الخال: «إنني أرى مع الكثيرين أن النقد قلما يؤثر في توجيه المبدع حسبما يريد. لكنني لا أنكر أن الناقد يؤثر”. 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *