الوجود نظم المعلومات
حسن عجمي
الوجود نظم المعلومات. ولكن النظم بيان. بذلك الوجود بيان المعلومات. من هنا، تنجح هذه الفرضية في التعبير عن أنَّ الوجود يتكوّن من معلومات وتبيانها. فبما أنَّ الوجود نظم المعلومات وبيانها، إذن يتكوّن الوجود من معلومات. وعلى ضوء هذه الاعتبارات، للوجود قانون فريد مفاده التالي: قوة الوجود = كثافة نظم المعلومات × تسارع نظم المعلومات. لكن المعلومات تتمثل في الأحداث والحقائق والقوانين الطبيعية والمعادلات الرياضية (فالأحداث والحقائق والقوانين ليست سوى معلومات كما يؤكِّد الفيزيائي جون ويلر). بذلك قوة الوجود كامنة في نظم (أي إنتاج) العدد الأكبر من الأحداث والحقائق والقوانين الطبيعية والرياضية وتسارع ذلك الإنتاج. فكلما ازداد إنتاج الأحداث والحقائق والقوانين الطبيعية والرياضية، ازدادت قوة الوجود. لذلك أيّ وجود مُتصوَّر ولكنه مفتقر إلى إنتاج الأحداث والحقائق والقوانين هو وجود وهمي. إذا كان إنتاج المعلومات المتمثلة في الأحداث والحقائق والقوانين الطبيعية والرياضية قليلاً وكان تسارع هذا الإنتاج بطيئاً، عندئذٍ تتناقص وجودية الوجود لقِلة فعّالية الوجود من جراء دوره الإنتاجي المحدود وبطئه فيما يُنتِج. لذلك قوة الوجود تساوي كثافة إنتاج المعلومات مضروبة رياضياً بتسارع إنتاج المعلومات.
ينجح قانون الوجود السابق في التعبير عن انتظام الكون. فبما أنَّ قوة الوجود = كثافة نظم (أي إنتاج) المعلومات × تسارع نظم المعلومات، وعلماً بأنه لا يوجد نظم بلا انتظام، إذن من الطبيعي أن يتصف الكون بالانتظام كانتظام الكون بالقوانين الطبيعية والعلاقات السببية. ولكن أيّ نظم قد يفشل. وبذلك من الممكن أن يتصف الكون أيضاً باللاانتظام كأن لا تؤدي بعض الأسباب إلى نتائجها الطبيعية. هكذا ينجح قانون الوجود السابق في تفسير انتظام الكون وإمكانية عدم انتظامه مما يدلّ على صدق هذا القانون القائل بأنَّ قوة الوجود = كثافة نظم المعلومات × تسارع نظم المعلومات.
كما ينجح قانون الوجود السابق في التعبير عن وجود الأكوان الممكنة الموازية المتعدّدة والمختلفة. فإن كانت قوة الوجود = كثافة نظم المعلومات × تسارع نظم المعلومات، بينما المعلومات إما واقعية وإما ممكنة ومختلفة، فحينئذٍ قوة الوجود تتضمن إنتاج المعلومات الواقعية التي تشكِّل عالَمنا الواقعي والمعلومات الممكنة التي تشكِّل الأكوان الموازية الممكنة والمتنوّعة. وبذلك ثمة أكوان ممكنة موازية ومختلفة. من جهة أخرى، قانون الوجود السابق قانون علمي بفضل قابلية اختباره. فإن وُجِد وجود قوي بمعان ٍ مختلفة كمعنى مؤثِّر ولكنه يخلو من إنتاج المعلومات وتسارع إنتاجها فحينئذٍ القانون القائل بأنَّ قوة الوجود = كثافة إنتاج المعلومات × تسارع إنتاج المعلومات هو قانون كاذب. وبذلك من الممكن اختبار القانون السابق ولذلك هو قانون علمي.