“مشاعر” فريال فيّاض

Views: 411
الشاعرة والفنانة التشكيلية فريال فيّاض
الشاعرة والفنانة التشكيلية فريال فيّاض

منهل جمّال

“كوني امرأة، فإنني أعيش أحاسيس المرأة  بكل تفاعلاتها: معاناة، حب، فرح، حزن، ولكل واحد منها أثر خَطته التجارب بعمق في نفسي وفي قلبي وفي وجداني، وانعكس تلقائياً في ريشتي، فرسمتها جميلة، رقيقة، مفعمة بالحياة ومتشعبة، تمثّل الجمال والأنوثة أحياناً، والتمرد والعنفوان والقهر والحزن أحياناً أخرى.

“ألواني وخطوطي وحتى لعبة الضوء والظل، تحركها مشاعر المرأة العاشقة، الحالمة، الممزوجة بألوان الكبرياء، المرأة التي تجرّحها الأيام والعواصف العاتية، مع ذلك تزداد جمالا ورسوخاً في المجتمع. تعاني التهميش والحرمان فتبادل كل ذلك بالحب والعطاء”.

المرأة/الفرس
المرأة/الفرس

بهذه الكلمات المعبّرة، تمهّد الشاعرة والفنانة التشكيلية فريال فيّاض لمعرضها المقبل، الذي تنوي إقامته تحت عنوان “مشاعر”: “وهو اختصار للمعارض التي أقمتها والمتمحورة  حول المرأة العاشقة، الحالمة، المتمردة  التائقة إلى الهدوء والسكينة، رغم المشاعر المتناقضة التي ترافقها. باختصار هو رحلة داخل أنثى تبحر وتدعو المشاهد ليشاركها أحاسيسها، إلى جانبها الشريك هذه المرة، بعدما كان في لوحاتي الماضية إيحاءً، واعتبر ذلك تتويجاً لمشاعري”.

فرس أصيلة

*من هي المرأة في أعمالك؟

-عُرفت بالخط الذي إتخذته في أعمالي من خلال إبراز مكامن الأنوثة والجمال لدى المرأة وتسليط الضوء على المشاعر التي تعيشها من ألم وقلق وفرح وحب وتمرد حتى لحظات الضعف التي أعتبرها مرحلة هدوء وسكينة لتنطلق بعدها إلى حلم وأمل جديدين. فالمرأة في أعمالي عاشقة للحياة متمسكة بأهدابها حتى في لحظات ضعفها، وهي قوية وجريئة تشبه الفرس العربية الأصيلة بإبائها ومعاندتها للزمن وأنا  دائما أقول ان المرأة تصبح أكثر جمالاً عندما تعدو وتسابق الريح.

صرخة حب

*إلى أي مدى تعكس لوحاتك  تجاربك الشخصية؟

-لوحاتي لا تعكس تجاربي الشخصية فحسب، بل أستوحي من تجارب المحيطين بي، ومن تجارب المجتمع. لوحاتي صرخة ألم، صرخة حب، عشق للحياة… أرسم عندما اشعر بعاصفة من المشاعر في داخلي لا تهدأ إلا بولادة لوحة.

ماذا يعني الرسم بالنسبة إليك؟

-الرسم لغة تعبير عن حالة يعيشها الرسام، هو رسالة جمال أحاول قدر المستطاع إيصالها إلى المجتمع، وأحد اشكال التواصل بين الفنان والناس، بين أفكاره وعالمه غير المحسوس وواقعه الملموس. الرسم عالمي الخاص الذي أجد فيه ذاتي وأعبر من خلاله عن مشاعري الصادقة التي تحاكي واقعي، حتى الأشخاص عاشوا وتفاعلوا في داخلي قبل أن تحضنهم لوحاتي. أجمل اللوحات التي رسمتها كانت وليدة لحظة حزن.

بإختصار، أنا هاوية أعشق مزج الألوان وأترك لريشتي المتمردة أن تعصف بحكاياتي لتعطي لأعمالي نكهة خاصة.

تناغم اللوحات والكلمات

من أحدث أعمالها
من أحدث أعمالها

*أنت شاعرة ورسامة، فكيف تتكامل الموهبتان لديك؟

-عندما أشعر بأن الرسم لم يعبّر بطريقة كافية عن أفكاري ولم يشبع أحاسيسي العفوية، أرفقه بخواطر، فهما يجتمعان مع بعضهما البعض للتعبير عما في داخلي. خواطري ولوحاتي  لحن موسيقي متناغم تتداخل فيه الكلمات مع تموجات الريشة لتخطّ مشاعر صادقة. لوحاتي وليدة لحظات خاصة أعيشها، أترك للمتلقي أن يقرأها ويتملى من خباياها، وأكون أكثر سعادة عندما يجد فيها ما يحاكيه ويعبّر عن أحاسيس عايشها.

*متى ترسمين؟

-أرسم عندما أشعر بعاصفة من المشاعر تضج في داخلي ولا يمكن لهذه المشاعر أن تهدأ إلا بولادة لوحة تحمل صرخة ألم أو عشق للحياة. الرسم هو عالمي الخاص الذي أجد فيه ذاتي وأعبر من خلاله عن  مشاعري الصادقة التي تحاكي واقعي، الأشخاص في أعمالي عاشوا وتفاعلوا في داخلي قبل أن يصبحوا أعمالاً فنية.

مرآة الجمال

*أي نوع من الرسم تفضلين؟

-أحب أن أرسم كل ما هو جميل، لأن الجمال هو إنعكاس لما في قلب المرء ومرآة لإعماله، فمن نعم الله أن أتحلى بالمقدرة على تخطي الظروف الضاغطة بعمل فني يبرز ما في داخلي، وكذلك أردت أن أقول أن الجمال هو نعمة من عند الله وليس نقمة كما يعتقد البعض إنه نعمة إذا إقترن بصلابة الأرض وعطائها وإذا كان بعنفوان وتمرد الخيل. فالجمال هو الشيء الوحيد الذي  يدخل القلب من دون، إستئذان ويسكن فيه إلى ما لا نهاية .

*قلت إن معرضك المقبل “مشاعر” هو إختصار لمعارضك السابقة، فكم يبلغ عددها وما هي أبرز عناوينها؟

– سبق لي أن أقمت أربعة معارض خاصة، هي: «ألوان جنوبية» في مركز كامل يوسف جابر في النبطية (2008)، «يسألونني» في مقهى «سيتي كافيه» بيروت (2009)، «رؤى» في فندق البريستول (2010)، «أتوق إلى السكينة» في مقهى سيتي كافيه (2011).

وشاركت في معارض جماعية، هي: «آرت أوف ليفينغ»، فندق موفمبيك – بيروت (2008)، «تأملات»، فندق مونرو (2008)، في بحمدون (جبل لبنان) وفي «سيتي مول» في بيروت (2009)، «نادي اليخوت»- سان جورج  بيروت(2012)، «الفن التشكيلي الرابع»- عاليه (2014)، معرض الخريف في بيروت (2014)، وأخيرا معرض ألوان الأول”، في قصر الأونيسكو_بيروت (آذار 2015)، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين اللبنانيين والعرب.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *