مــــرايـــا وصـــور

Views: 271
ليندا نصّار
ليندا نصّار
ليندا نصار

خدعتني المرايا

منحتني صور

وعدتني المرايا

بطيف يمرّ

ولكنَّ بعض الوعود

تجئ وفيها ذعْرْ،

وفيها خطرْ

وقد صرخت وحدتي بي:

ماذا دهاك؟

فأيقنت  أنْ ذاك سرْ…

ووعدُ المرايا تهاوى

ورحت أفتّش عن مستقـَرّ

وضاعت عهودُ، وضاعت وعود

إذن فلنعدْ حيث كنّا، وحيث المرايا

كتابُ العُمُرْ…

ظننت مرايايَ مخلصةً

ولكنّ ضوء المرايا غَدَرْ

وعدنا، وكان تلاشى الحُلُمْ

تَمَوَّجَ في الطّين ثمّ انْدَثَرْ.

وللموج طبعٌ يعانيه صدرُ السّفينةْ

ويبقى  يضجُّ إذا ما انكسر…

ويا حيرة الموج حين يجنُّ

وحين يُصِرّْ .

لقد خدعتني المرايا

لقد خدعتني الصّورْ

لقد كان وعدُك فجرًا

كما صحوةٌ

كما دهشة غسلتْ عتمَ دهرْ…

أطلَّ الأملْ

وجلّاده قد حضر

ولليأس زاد من الأمل المرتجى

 

إذا ما انكسر.

***

مرآتي بركان أعمى

يتفجّرُ كالنّور الأسمى…

لا لن تخدعني مرآتي،

روّضتُ المرآة بقسوة قلبي

وطباع المرآةِ تعذّبني .

ما للمرآة إذن لا تتغيّرْ

أطوي ظلماتِ الوجه

أطفئ أشواق التّيهِ…

أشواق التّيه انشقّت

ولها أثرٌ لا يُمحى

هل يُمحى وهو الدّنيا

لكن سأعيش

وستبقى لي مرآتي

مرآتي ذاتي ودواتي…

مرآتي  برقٌ

يسكنُ أشعاري

وأنا ما اخترت سوى دربي

وسأسلكه وأنا أدري،

أنّ الزّمن الآتي يطوينا…

وطبعت وفائي في مرآتي

فلتنكسرِ المرآة

وليبقَ وفائي…

في طبعي كلّ غرابات الدّنيا

وأنا أتمثّلُ فصل شتائي…

* من كتاب “إيقاعات متمردة”

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *