ناصر مخول…

Views: 522

“شاعر الآلات الموسيقية”

الفنان ناصر مخّول
الفنان ناصر مخّول

شهدت تركيا أول معرض حرفي من نوعه في العالم، نظمته “المؤسسة العالمية لثقافة فنون الخشب”، بمشاركة نحاتين وحرفيين وخبراء في الصناعات الخشبية من 60 دولة، بينها لبنان، ممثّلا بالفنان ناصر مخول، الذي كان الأبرز بين فناني 15 فرقة موسيقية من بلدان مختلفة، ونال المرتبة الأولى، كما حصل على أعلى شهادة تقدير من إدارة المهرجان، التي أثنت على إبداعه في العزف على آلات موسيقية صنعها بتقنية عالية من خشب أشجار لبنان.

جانب من محتويات متحف الالات الموسيقية
جانب من محتويات متحف الالات الموسيقية

يذكر ان الفنان مخول كان قد توّج مسيرته الطويلة في عالم الآلات الموسيقية والرقص الفولكلوري اللبناني في العام 2003، بإقامة أول متحف في العالم يضم الآلات الموسيقية عبر التاريخ، وقد صنع نماذج لهذه الآلات في مشغله، مستنداً إلى الوثائق والصور والمستندات التي جمعها من رحلاته في العالم، وإلى دراسة التحاليل الموسيقية وفلسفة الموسيقى عبر التاريخ، من خلال الكتب والموسوعات الموجودة في أكبر المتاحف العالمية.

بعد 1200 ساعة عمل ووضع الخرائط حول تفاصيل الآلات ومقاييسها، أنجز مخول معظم الآلات الموسيقية التي كانت سائدة في بابل ومصر الفرعونية وأثينا وروما وجبيل، وعرضها في متحف هو الأول من نوعه في العالم، وقد استقطب اهتمام الموسيقيين والقيّمين على التراث في لبنان والعالم.

بداية مشواره الفني

بدأ مخول، الذي لُقّب بـ “شاعر الآلات الموسيقية”،  مسيرته الفنية، عضواً في الكورس وراقصاً في فرقة جون الشعبية، تحت رعاية ابن بلدته نصري شمس الدين. استقى بالتالي روحية الفن الرحباني وعمل رسّاماً في مصلحة الإنعاش الاجتماعي. ولما كان عاشقاً للفن الفولكلوري ومحرّراً للثقافة الشعبية، كلفته دائرة استقبال الشباب في “المجلس الوطني لإنماء السياحة” في لبنان، تأسيس “الفرقة الفولكلورية السياحية اللبنانية”، وكان ذلك في العام 1968. وبدأت الفرقة إحياء المهرجانات السياحية واستقبال البواخر التي كانت تزور لبنان قبل إتمام رحلاتها في مياه البحر المتوسط. حملت الفرقة تراث لبنان ناقلة واقع شعبه التاريخي والحضاري والفني إلى العالم. شملت العروض: الآلات الموسيقية التراثية، الغناء الشعبي، الملابس الشعبية، الشِعر الشعبي، التراث الريفي، الألعاب التقليدية والرقص الشعبي.

وكان مخول خلال المهرجانات حريصاً على تقديم تراث لبنـان الموسيقي عبــر “بـزق بيروت” و”شبابة مرجعيون” و”عنّيزة جزين” و”مجوز زحلة” و”مزمار بعلبك” و”زمر عكار» و”ناي جبران” و”طنبورة طرابلس” و”طبلة جبيل”، في موازاة المشاهد الغنائية والراقصة.

انطلق ناصر مخول بفرقته يحيي أسابيــع لبنانية ومهرجانات ثقافية في مئات الجولات على مدن وعواصم في مختلف أرجاء العالم. وشارك (مع الشبيبة الموسيقية) في حفلات لدى عدد من الجامعات البلجيكية والفرنسية. وهناك تعرّف بالباحث الموسيقي المستشرق الفرنسي جان – كلود شابرييه، الذي أصدر له أسطوانتين: “موسيقى الأغاني الشعبية اللبنانية” و”بُزُق من لبنان”، وعلى هذه الأخيرة نال الجائزة الأولى في مجموعة “آرابيسك” بين عدد من العازفين على آلات شرقية.

أول متحف للآلات الموسيقية

تلك الجولات التي شهرته عازفاً لم تلهه عن هوايته الأولى: تصنيع الآلات لاستخدامها في جولات فرقته. لذا أخذ، منذ 1980، يصنع آلاته بيديه، هوائية ووترية، منزوياً بين الرحلة والرحلة، والحفلة والحفلة، في مشغله في عجلتون – كسروان يرسم ويخطط ويصمم وينفّذ.

أهم  الموارد التوثيقية عن الآلات الموسيقية، كانت من زيارته إلى متاحف: بغداد، ولندن، واللوفر، إلى متحف من وراء البحار، بريمن – المانيا، كما أن مشاركته الهامة في معرض “POITIER” فرنسا للآلات الموسيقية التراثية في العالم عام 1983 – مكنته من جمع أدق التفاصيل والبحوث والمستندات عن الآلات وطبيعتها وفقاً لمنشئها وتاريخها. يضم متحف الفنان ناصر مخول 52 آلة موسيقية منذ 3000 سنة (ق.م) حتى القرن التاسع عشر، و42 آلة موسيقية من القرن التاسع عشر حتى اليوم، ومستندات حول البحث عن الآلات أو جمع المعلومات ومراجع أكاديمية عاد إليها الفنان مخول في مراحل بحثه وتصنيعه للآلات.

ويقسم المتحف إلى أربعة أقسام: 1-جناح الآلات الموسيقية التاريخية (منذ 3000 سنة ق.م حتى القرن التاسع عشر) وتقسم بدورها إلى أربعة أنواع: الآلات الإيقاعية (Membrano phone)، المضارب الرنانة (Idiophones)، الآلات الوترية (Cordophones)، وآلات النفخ الهوائية (Airophones). 2- جناح الآلات الموسيقية من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين. 3- الجناح السمعي البصري. 4-جناح الفرقة الفولكلورية السياحية اللبنانية، مع مستندات مصوّرة عن نشاطات هذه الفرقة ومئات الرحلات التي قامت بها إلى الخارج، ولمحة عن الانجازات الفنية والثقافية العامة التي حققتها خلال مسيرتها الفنية.

تجدر الإشارة إلى أن كافة الآلات القديمة التاريخية صنعت من مواد بدائية طبيعية مثل جلد الحيوان والفخار والخشب والشعر والعظام.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *