مَرْجُ الرَّبيع…

Views: 277

balkis

بلقيس أبو خدود صيداوي


 
يَا عَيْنُ، ضُمِّي الحُسْنَ فَتَّانا

وَاسْتَعْذِبِي! فَالمَرْجُ… هَا… بَانَا:

زَهْرٌ، كَمَا مُهَجٌ، يَمُوجُ غِوًى،

يَزْهُو خَلِيَّ البَالِ رَيَّانا

وَمَدًى، تَنَمْنَمَ! يَا جَنَائِنَهُ!

صِيْغَتْ بِأَيْدِي الحَقْلِ مَرْجَانا!

 
يَا عَيْنُ، ضُمِّي، فَالرَّبِيْعُ هُنَا…

أفَلاَ تَرَيْنَ السَّاحَ ألْوَانا؟!

وَرْدٌ، عَلَى الأكْمَامِ مُتَّكِئٌ

فِيْهِ النَّدَى، يَرْتَاحُ نَشْوَانا

وَهُنَاكَ… مُتَّشِحٌ، بِهِ خَفَرٌ

يَنْسَابُ، كَالأَنْسَامِ، وَسْنَانا

غُضِّي… دَعِيْهِ فِي التُّقَى ثَمِلاً،

حِيْدِي… فَيَوْمُ القَطْفِ مَا حَانَا…

 
 
يَا عَيْنُ، هَذِي النَّايُ، قَدْ نَسَمَتْ،

فَالنَّايُ، لَمْ تَغْفَلْ حَنَايَانا…

نَادِي رَفَاقَ الأُنسِ، يَا أَمَلِي،

وَآذٌْرِي حَفِيْفَ الغُصْنِ أَلْحَانَا

فَالمَرْجُ، إنْ غَابَ الصِّحَابُ، غَدَا
قَفْرًا… غَدَا وَهْمًا وَأَشْجَانَا…

تَحْلُو الأَمَاسي إنْ هُمُوْ حَضَرُوا

وَيَطِيْبُ كَأْسٌ، كَانَ أَسْيَانَا

عُرْسُ الأَقَاحِي هَلَّ مَوْعِدُهُ

                               قُوْمِي لِعُرْسٍ أَشْرَقَ الآنَا…
 
 
يَا عَيْنُ، ضُمِّي… فَالدُّنَى سَطَعَتْ
زَهْرًا وَأَنْغَامًا وَإنْسَانا!
يَا لَلرَّبيْعِ! فَقَدْ بَدَا عَجَبًا!
نَشَر المَرَابِعَ… صَاغَ نَيْسَانا
فَالتُّرْبَةُ الغَبْراءُُ، يَا مَلأً،
لَبِسَتْ… فَكَانَ الثَّوْبُ بُسْتَانا
وَهَزَارُ أَيْكٍ… ذَابَ عَنْدَلَةً،
غَنَّى البَرايَا، وَالرُّبَى زَانَا
ضُمِّي المَحَاسِنَ، فَالمُرُوْجُ… لَنَا،
ضُمِّي، بِجَفْنِ العَيْنِ، أَفْنَانا…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *