صورة وتعليق بقلم سمر الخوري

Views: 891

الصورة بعنوان لعبة ألوان * للفنان التشكيلي والأديب اللبناني جوزيف أبي ضاهر

باندورا

لعبة ألوان …عنوان لوحة، قبلة ألحان أطلقها أديب فنان، لمشهد فتان ،يجتمع فيه رمزان متناقضان أو متكاملان.

ولعبة الألوان تخرج عن كونها لعبة يلهو بها طفل كبير، بين يديه السحر والعبير توأمان.

في تفاصيل اللوحة شجرتان. لعلهما شجرتا الخير والشر . شجرة الخير ربيعية بيضاء، يكلّلها الخفر. وجنتاها بالحياء مضرجتان. بين الأبيض والزهري أنوثة عاشقة تحتضن ذكريات طفولة لم تعرف الشقاء . وشجرة الشر نارية ملتهبة القلب، تضم في خوافيها اصفرار الحسد والغيرة وشحوب البيلسان.

والشجرتان ، في مسار الحياة، كما الصورة في المرآة، تتعانقان، تترافقان.

وفي خلفية الصورة لقاء الأزرق والأخضر. إنه محيط سفر الذات إلى الآخر، في عمق رحلة سندبادية نحو المجهول. الأزرق بصفائه سماء مشبعة بالحنين الخصب. والأخضر بدكنته فيه الصراع والاغتراب جذوتان.

ألوان تجعل الوجود أشبه بالعلبة، صبّها الفنّان الأديب في علبة، هي علبة الذات التوّاقة إلى الانطلاق خارج المسافة . والمسافة تتحوّل في اللوحة إلى عرس من الألوان اختصرها الفنان المبدع جوزيف أبي ضاهر، في لعبة/علبة، ذات دلالات تخترق الألوان إلى أشكال جذع الشجرة والأفنان.

لعبة الألوان جمال افتراضيّ هارب من الواقع. ولكن افتراضيّته نسبيّة، كما القدر. إنها سحر الخدر ، عبير التحنان والحنان.

الشجرتان لقاء بين ذكر وأنثى. في الذكورة احتراق وافتراق، وفي الأنوثة شموخ وطهر واتزان.

الشجرة الذكَر فارغة القلب إلا من السواد. والشجرة الأنثى يسيل في جذعها نسغ الولادة، ونهران أخضران، يميل أحدهما إلى الذكر، رمز عطاء ومحبة، ومنه خلفية الصورة في بوحها والكتمان.

أيها الشاعر المفتون بالألوان، لعبتك أصبحت مكشوفة. هي لعبة يتوازن فيها ضدان عاشقان. علبة زانها امتداد الأفق بلا شطآن. فمتى يستيقظ فيك الفتى، ويخرج المارد الخمري من علبة الألوان، ولعبة الأكوان؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *