غيّر أفكارك تتغير حياتك

Views: 3058

ملك عيتاني

(مدربة دولية معتمدة  في تطوير الذات وبناء القدرات والمهارات الحياتية)

حياة الإنسان هي انعكاس لطريقة تفكيره، سواء كانت هذه الطريقة سلبية أم إيجابية. وعلى ذلك عندما نقول غيّر أفكارك تتغير حياتك، فإن تغيرًا بسيطًا في طريقة التفكير يغيّر من سلوك الإنسان ونظرته الى الأمور، وبالتالي تتغير النتائج المترتبة على ذلك السلوك ويؤثر تأثيراً مباشراً على محيطه القريب.

بينت دراسات عدة أن  ثمة عناصر مؤثرة في تكوين شخصية الفرد، منها: الأسرة، المدرسة، الأصدقاء، المحيط…  تؤدي في بعض الحالات إلى التفكير السلبي المسيطر على حياة البشر، كتعرض الفرد لموقف أو حالة تركت لديه هذا التفكير السلبي، مثل التنمر أو الانتقاد أمام الجميع، فأضعفت ثقته بنفسه وسببت له إحساسًا بالعجز، فضلا عن مواقف مرتبطة بالماضي، فيغرق البعض في مشاعر  الماضي ويقيس أي  تجربة جديدة عليها، ويصبح كسجين لا يستطيع التفلت من براثن المؤثرات العاطفية والانفعالية السلبية .

هذه الحالات كانت موجودة وما زالت، ولكن اليوم، تطغى هذه الأفكار السلبية والظروف الاقتصادية وعدم الأمان المرتبط بحديث الشباب على الافكار الإيجابية التي أصبحت شبه منعدمة، فلا تكاد تحاول إيجاد منفذ  للتفاؤل في عقولهم الا ويثبتون لك العكس بتجارب ينقلونها من أفكار أهاليهم ومحيطهم.

أما الإعلام كعنصر مؤثر في تكوين الفرد في عالمنا الحالي فحدث ولا حرج، ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي  دورًا سلبيًا. فهي تنقل الصورة التي يراها كل فرد تبعًا لانتمائه، فتكون المعلومات شخصية عاطفية اكثر منها مهنية،  وتبنى عليها الأحكام ويتناولها كثيرون. وكل ذلك على مرأى من المراهق المتاح له هذا العالم الافتراضي بكل سهولة، فترى الأطفال والمراهقين  يتأثرون بالأهل وبما يقولون، منذ أعوامهم الأولى،  ويخزنون تلك المعلومات لتصبح جزءا من سلوكهم المستقبلي .

لذلك ترى التبعية متجذرة منذ نعومة أظفارهم لما يتلقونه من مشاعر وقيم وأفكار  تؤكدها مشاهداتهم الافتراضية.  أضف عليها في وقتنا الحالي الألعاب الإلكترونية العنيفة التي تسيطر على عقولهم وتؤدي في حالات لديها استعداد للتأثر، إلى تغير سلوكي واضح، فيصبح جزء كبير من شخصيتهم المكتسبة عنيفًا وذا ردات فعل قاسية، تبعًا للمشاهدات الدموية والأفكار التدميرية التي تحتويها هذه الألعاب فتنقل الشخص إلى عالم وهمي افتراضي منفصل عن الواقعية، ويعيش هذه المشاعر الدموية وقتًا طويلا، فيتأثر من لديه استعداد للتأثر وفقا لنمطه التمثيلي، وقد لا يتأثر آخرون.  لكن سواء أردنا أم لم نرد، تشكل هذه الألعاب والمشاهدات مخاطرة علينا التنبه إليها، فعقول شبابنا وأطفالنا ليست للتجارب .

ولكن هل هذا ممكن تغييره؟؟ طبعا ممكن. تغيير طريقة التفكير وتطبيقها على أرض الواقع تغير من عادات الفرد، ويتحول إلى سلوك عام في حياته. قد تكون إرادة الفرد بالتغيير الخطوة الأصعب. ولكن عندما يتخذ القرار بقناعة شخصية وليس من أجل الآخرين  فهو قادر على تغيير نظام حياته وتحويلها الى حياة أفضل، بتطوير نفسه وبمصالحة ذاتية مع أفكاره ومع ماضيه بالأخص، وبالتعلم من تجاربه لتصبح درعا يحميه في المستقبل.

قل لي بماذا تفكر أقل لك من أنت

فانتبه عزيزي القارئ من قوة تفكيرك

ولتحاول قدر جهدك أن تسيطر على أفكارك السلبية وتحولها الى إيجابية

قبل ان تسيطر هذه الأفكار السلبية على حياتك وتحوّلها إلى ظلام

تذكّر أن تكون أنت المحور والبقية تفاصيل

وأن كل يوم جديد هو عمر جديد لك

ومفتاح حياتك بيدك

والنور بانتظارك لتخرج إليه.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *