وعلى الثقافة السلام!
إقبال الشايب غانم
حين يصبح المثقف تاجرًا يبيع قلمه لكل عابر سبيل وكلما ارتفع السعر زاد التطبيل والتزمير والنفخ والاشادة نقول على الثقافة السلام!
حين يصبح المثقف وصاحب الأمر والنهي في الثقافة بائعًا متجولا يعرض الجوائز بسعر والتكريم بسعر. والكلام في الندوة بسعر. والمحاضرة بسعر وحضور المؤتمرات في الخارج بسعر. نقول على الثقافة السلام!
وحين يصمت المثقف عن الخطأ ويصم اذنيه عن التجاوزات والنشازات لأن أصحابها من المشهورين وذوي الشأن والعلاقات العامة ويهمش الموهوب وصاحب الفكر الحر والناضج لأن جيوبه فارغة رغم عقله الراجح نقول على الثقافة السلام!
هذا المثقف بالذات هو مسخرة العصر وهو الذي يهمش دور الثقافة في بلادنا والمنطقة، ونتحسر على تلك الأيام حين كان المثقف يقف في وجه كل من يهمش الثقافة التي تخدم المجتمع ، حين كان يدافع عن قضية عادلة يؤمن بها حتى لو واجه العالم بأسره لوحده ويسبح عكس التيار حتى لو جرفه. يوم كان هذا المثقف الحقيقي جوهرة نادرة نبحث عنها بين اكوام القش.
المثقف إن لم يكن رؤيويا يضع قلمه وفكره وثقافته في خدمة قضايا أمّته خدمة لمجتمعه يكون منتحل صفة، وكما قال أنيس منصور: الثقافة الحقيقية هي بالضبط ما يحتاج اليه الجزار ليكون جراحًا!!!
