نتاجٌ حميم!!… لـ “سنين لن تعود”

Views: 66

د. عماد يونس فغالي

في قراءةٍ لعنوان الكتاب، جامعِنا الليلةَ، إشكاليّةٌ وجوديّة، قد تطرحُ رؤيّويّةَ صراعٍ مع الزمن من جهة، ومع أحداث الحياة خلاله من جهةٍ ثانية.

“سنين لن تعود” قال. في هذا جزمٌ، لا لأمرٍ بديهيّ هو استحالةُ العودة إلى الوراء في الزمن، ولكن كأنّي بالكاتب يردّد القولةَ الشعبيّة: “ما في يوم بيروح وبيجي متلو”. (https://www.newsoftwares.net/)

ومنذ الغلاف، تحديدٌ آخر يطالُ الشكل. الكتابُ شعرٌ ونثر. جمعُ غلال السنين غير العائدة، فيضَ يراع الكاتب تعبيراتٍ شعريّة ونصوصًا نثريّة، عكست صورةَ نفسٍ تتفاعل مع المجريات اليوميّة بإنسانيّة قُدّت من أصالة.

يلفتُكَ أنّ الشعر في الكتاب، اعتمدَ المحكيّةَ لسانًا، بينما راح النثر يحكي الفصحى، في انتقالٍ عاديّ بين الشكلين، كأنّي بالكاتب يعرضُ مدوّناته من دون صناعةٍ تجميليّة تُذكر…

كما يلفتكَ في الكتاب صدقُ المؤلّف. فهو يضوعُ في السياق مصداقيّةً تأخذُكَ في دلالاتها إلى شخصيّته ربيبةِ القيم اللبنانيّة الأصيلة، التي تنعكسُ على القرطاسِ كما الوجه في صفحة الماء الصافية… يقول في سردٍ نصّي:

“مرّ وترك فيي ألف غصّة

وكلّ غصّة في إلا قصّة

مش للعبر، مش للتعرّف عن كبر

من بعد ما تشيطن بولدنتو عبر…”

أمّا في مقاربته الأعياد والروحانيّات، مخصّصًا فصلاً في وسط المؤلَّف لهذا الموضوع، يعالج الكاتبُ المناسبات الطقسيّة  معالجةً معرفيّة تكادُ تصنّفه لاهوتيًّا، قُلْ يفعل بنمط الأدب اللاهوتيّ… وإن لم يتخطَّ!

والختام مناسباتٍ أسماها… هي في الواقع رؤياه العائليّة مظلّلة ببركته الأبويّة لأبنائه في أحداث حياتهم الزوجيّة وثمارها المواليد… صورةٌ إنسانيّة في عالمه الذي أرساه، أبًا وعائلةً، يبانُ فيها بأبهى تجلّياته الدفينة…!!!

“سنينُ لن تعود”، نتاجٌ حميم. أدبيّتُه تتخطّى الجمالَ النصّي لتركبَ متنَ الإحساس، فترقى إلى تبيّناتِ فكر الكاتب في قيمته الشخصيّة والإنسانيّة. جديرٌ الاعتراف بفرادةٍ تهدي جمالًا وتميّزًا!!!

***

(*) ألقيت في حفل توقيع ديوان “سنين لن تعود” للدكتور داوود وديع شديد في صالة كنيسة القديسة تقلا-شامات.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *