صَلَاةُ النَّرْجِسِ
حبيب يونس
مَا كُنْتُ، طَوَالَ عُمْرِي،
سِوَى ظِلٍّ كَثِيفٍ،
كُنْتُ أَضَعُ الشَّمْسَ بَيْنَ حَوَائِجِي
لِأَتَمَدَّدَ.
مَا كُنْتُ، سِوَى عِطْرٍ صَارِخٍ،
أَبَى أَنْ تَأْسِرَهُ وَرْدَةٌ،
فَحَمَلَ بَتَلَاتِهَا، عَلَى جَنَاحَيْهِ، إِلَى كُلِّ مَدًى.
مَا كُنْتُ سِوَى وَجْهٍ عَتِيقٍ
تَتَمَرَّى بِهِ الْمَاءُ لِتَصْفُوَ،
مَا إِنْ تَشْرَبُ عَيْنَيَّ.
نَرْسِيسُ يَحْسِدُنِي
وَرَحِمُ الْأَنَانِيَةِ لَنْ تَأْتِيَ بِمِثْلِي.
يَا إِلَهَ الْحِبْرِ
زِدْني ظِلَالًا،
زِدْنِي صُرَاخًا،
فَمَاءُ عَيْنَيَّ مَا زَالَ يَنْدَفِقُ.