إلى الشاعر طوني رزق… “من نِدي التفّاح عبّيتْ القلام”
د. جميل الدويهي
وراق الشجَر… عم يبعتو لعندَك خبَر، من قبل ما تشرين يبْكي، وينطفي سراج القمر.
معقول رحنا، وما بقا يرجع لِنا شبّاكنا المفتوح؟ معقول انسرقنا من البيوت؟ وشو بقي هونيك بالوادي اللي صرلو سنين بيغنّي حِدا، وعم يُوصل لهَون الصدى… وقْنات خيل الريح، وتريّات زهر الياسمين… وجبال فوق جبال مدري لوين هنّي طالعين…
يمكن أسامي الناس وقعو من الدفاتر… يمكن براويز عمر تكسّرو، وشو اللي بقي من عمرْنا؟ كمشة سْنين… مكتوب إنو نضل هيك مشرّدين.
يا حور عالي، لا بقا تسأل حدا، وتقول: كيف بيرحلو؟
بالأرض مزروعين… نحنا وغابة الشربين… لولا كان صعب الليل،
رح بيضلّ لبنان الحلو…
بقلوبنا…
وما بتنمَحى صوره إلو.
***
فتحنا الكتب، شفنا قصايد قد رمل البحر. بتساع الدني… وبيساع حبر المحبره، وكيف انعرف إنو القصيده بعدها عم تشتري عقد النجوم، وكحْل رمش عيونها عالمسطره…؟ وكيف انعرف شاعر نبي إنو نبي؟… والليل يلّي كان أعمى كيف صار يشوف، ويخيّط عبايه مقصّبه؟ وحبرَك إنتْ ما كان أسود. من ندي التفّاح عبّيت القلام… من ضحكة الصفصاف لجناح اليمام. والشاعر اللي بيعصر عناقيد أغلى من الدهب… وبيكسر رخام السكت تا يصير نغمه عالقصب… لولا كتب حرفين،
بكتاب الخُلود حروف إسمو بتنكتََب.
***
خلّي الشعر قنديل عا بواب البيوت، والبنت يللي مْن الحروف عطيتها، إسوارتين وعقد غالي كتير، والشال الحرير… بتضلّ مشتاقه إلك… والسطح عالي حَدّ غيمه، وناطره تا ترْجعو، تا تحوّشو من الكرم تين، وتعْصرو نبيد الصبح بجْرار من فخّار… مطرح ما البْواب تعمْشقو بالغيم… يا هاك الزمان تجرّحو إيديك… راحو ناس منّا، وبعدهن عم يرجعو من الصبح… من صوت الجراس الفوق عم يتربّعو… من ضحكة النهر العتيق بيرجعو… ومنسمع من بعيد فوق دروبنا خبطة قدم… يللي الحياة بيخلقوها من العدم… وبيطْلعو عالشمس تا يشكو العلم.
***
قعدنا مع الخمّار، وسكِرنا
وطار الوقت من إيدنا، وطِرنا
وفي ناس قالو: ليش تعبانين؟
قلنا: عا جسر غيابنا… سهِرْنا
وقالو: فقير الشاعر المسكين
قلنا : الكواكِب عا قناطِرنا…
عا سطورنا بيعربش النسرين
والشمس طلعِتْ من محابرنا.
***
(*) ألقيتْ في حفل إطلاق ديوان الشاعر طوني رزق الأول “نبيد ختيار” في سيدني 10-7- 2019.
(Ambien)
