افتتاح مغر الطحين الأثري في بعلبك‏

Views: 833

سليمان أمهز

افتتحت بلدية بعلبك والجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء، مشروع تأهيل وترميم موقع “مغر الطحين” الأثري في بعلبك، المنفذ من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN_Habitat، بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون، برعاية وزير الثقافة محمد داود ممثلا بالمدير العام للآثار سركيس خوري، وحضور النائب بكر الحجيري، النائب السابق إميل رحمة، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، ممثل الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون حسين فقيه، ممثلة UN_Habitat ليدي حبشي، رئيس دائرة محافظة بعلبك الهرمل في الدفاع المدني بلال رعد، رئيس رابطة المهندسين أخصائيي التنظيم المدني المهندس فراس مرتضى، مديرة الآثار في البقاع المهندسة لور سلوم، رؤوساء بلديات واتحادات بلدية سابقون وفاعليات دينية واجتماعية.

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني  تلاه النشيد الوطني الايطالي.

د. سحر حيدر

 

حيدر

قدمت عريفة الحفل الدكتورة سحر نبيه حيدر عرضًا عن المشروع وقالت : مغر الطحين، أريج التاريخ الغابر… تؤكد الدراسات بأنه كان مأهولاً بالسكان منذ آلاف السنين، فيما كان يعُرف بالقرى الصوانيّة، وهي عشرات المغاور والكهوف المتداخلة فيما بينها بسراديب وأبواب.

يرجح بعض خبراء علم الآثار بأن الدولة الرومانية استعملت المغر لسكن آلاف العمال الذين شيدوا القلعة والدليل على ذلك، ان في المغر سراديب مقببة تتوزع في اتجاهات ثلاثة: الممر الأول، مساره من المغر باتجاه الجنوب ويصل الى القلعة ومعابدها، فيما الممر الثاني يتخذ مسارًا غربيًا باتجاه الكيال حيث المقلع الأثري، أما الممر الثالث فيصل المغر بتلة الشيخ عبدالله شرقًا المطلة بدورها على القلعة.

وقد وصفه خبراء آخرون بأنه مقلعٌ روماني أعيد استخدامه في نهاية الفترة الرومانية كمدافن نُحتت في صخر المقلع. ارتبطت تسميته بالطحين نظرًا لطبيعته الكلسيّة الهشّة…

يجمعنا مغر الطحين الأثري في هذا المساء، لنعيد الى الحضارة البقاعية بعضًا مما غاب بفضل جهود برنامج UN Habitat وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون،

وبالتعاون مع بلدية بعلبك، والجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء، لهم منا جميعًا كل الشكر والتقدير.”

رئيس بلدية بعلبك الحاج فؤاد بلوق

 

بلوق

رئيس بلدية بعلبك الحاج فؤاد بلوق واعتبر أن “هذا الموقع يحاكي ذاكرة الأجيال التي قطنت بجواره، وهذه الوقفة اليوم تربط الماضي بالحاضر، وتستشرف آفاق المستقبل. وإننا في المجلس البلدي وهيئات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، ننظر بعين الاهتمام إلى هذا الإرث الثقافي الذي تركه لنا الاجداد، فهو يعيش في وجداننا تراثا يحتم علينا إظهاره وتحسينه ليواكب عظمة مدينة بعلبك الأثرية والسياحية”.

وأكد أن “بلدية بعلبك تعمل على وضع خطة سياحية تربط بين السائح والمدينة لخلق دورة اقتصادية تتماهى مع المستوى الإنمائي الذي نتطلع إليه”، لافتًا الى ان “إعادة تأهيل هذا المعلم يعبّر عن الشراكة الفعلية بين البلدية والمجتمع المدني والأهالي، ويشكل القاعدة الأساس لمفهوم التنمية البشرية المستدامة”.

وختم:”في الوقت الذي نؤكد فيه على تمسكنا بأرضنا والدفاع عنها، وعن كل ما تحتويه من إرث حضاري عالمي، نحرص على الشراكة الفعلية والمستمرة مع الاتحاد الأوروبي، ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية ببرامج التنمية، ونأمل أيضا استمرار العلاقة الاستراتيجية مع الشريك الإيطالي، وهذا العمل الجبار الذي ننجزه اليوم هو الدليل القاطع على عمق هذه العلاقة”.

ليدي حبشي

 

حبشي

ثم تحدثت حبشي واشارت الى أن “هذا المشروع يأتي في سياق تركيز برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على تمكين السلطات المحلية، ورفع الضرر عن الأحياء الأكثر تهميشا في لبنان، ويأتي بفائدة إجتماعية واقتصادية وسياحية، كما يعيد قيمة هذا الموقع الأثري إلى الواجهة من جديد، لتضيف مدينة بعلبك بذلك نجمة إضافية في فضاء تميزها الثقافي والحضاري”.

وقالت:”لقد بدأت فكرة المشروع عندما بدأ برنامجنا بالمسح الميداني بالتعاون مع الجمعيات الأهلية وعلى رأسهم الجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء، وأهالي الحي الذين لم يوفروا جهدا لاستكمال أبحاثنا وتحديد الحاجات الملحة في قطاعات الأبنية والسكن والبنى التحتية”.

وختمت:”مشروع ترميم وتأهيل مغر الطحين رفع الضرر عن الموقع من خلال معالجة مشكلة الصرف الصحي وكافة العوامل المؤدية إلى تدهوره، ليصبح معلمًا سياحيًا من الدرجة الأولى”.

د. حسين حسن

 

حسن

تحدث باسم الجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء الدكتور حسين حسن، وقال:”مجموعة من الشباب اجتمعوا تحت لواء الجمعية، رفضوا أجواء السلبية والحرمان والاستسلام، وقرروا إضاءة الشموع بدل الاكتفاء بلعن الظلام، وكانت البداية مع تمثال السيدة العذراء، بمثابة رسالة تعبرعن العيش الواحد بين أبناء بعلبك الهرمل والبقاع، تلاها تكريم شخصيات أعطوا بعلبك في مختلف الميادين، وجدارية زينت سوق بعلبك، ترمز إلى الفن اللبناني والمهرجانات، حملت صور الفنانين الكبار فيروز وصباح ووديع الصافي”.

وتابع:”عندما نرى اليوم هذا العرس البعلبكي بإنجاز مشروعنا لترميم وتأهيل موقع مغر الطحين بأبهى حلة، يكبر القلب، ونعلن من هنا أن هذا المشروع هو البداية لمشاريع أخرى ومنها حيّ الشميس والمغاور والمقالع الصخرية على تل الشيخ عبدالله”.

وأشار إلى أن “المشروع لم يقتصر على الموقع، بل شمل تحسين المحيط، بإضافة رسومات تجميلية وفنية معبرة على جدران البيوت المجاورة، على أمل أن يتحول هذا المكان إلى موقع تدب فيه الحياة، سواء باستقطاب السواح أو بإقامة الاحتفالات والأمسيات الشعرية والأدبية والمعارض الفنية”.

محمد صلح

 

صلح

بدوره قال محمد صلح:”قررنا الخروج بمشروعنا من المغر إلى الحارة والشارع والمحيط ليشعر الناس بالفرحة وبأنهم جزء أساسي من هذا العمل، وثمة جنود مجهولين كثر ساهموا معنا، ومنهم المهندس المنفذ ربيع الرفاعي، والمهندس المشرف عمر صلح، والمهندسة لور سلوم، ومهندس البلدية سعد الدين عرفات، ومنفذة الإضاءة لين الرفاعي، وصبايا وشباب شعروا أن المغر يعنيهم بكل جوارحهم فتفانوا في العمل”.

المهندس سركيس خوري

 

خوري

اما المهندس سركيس خوري، مدير عام الآثار، فنقل في مستهل كلمته تحيات وزير الثقافة محمد داود الذي تغيب عن الحفل لأسباب خاصة طارئة، وقال:”إننا في غاية السرور لإنجاز هذا العمل بالتعاون مع البلدية والجهات المانحة والجمعيات وكل المجتمع المحلي، لتأهيل وترميم موقع مغر الطحين، وتعاوننا مع الوكالة الإيطالية للتنمية، والتعاون ليس الأول فقد تعاونا في المتحف الوطني وبعدة مشاريع ومحطات”.

ورأى أن “وزارة الثقافة تعتبر نفسها وزارة اقتصادية بامتياز، فلبنان رغم مساحته الصغيرة هو غني ثقافيّا، وبعلبك تعتبر من أهم المواقع الأثرية العالمية، وهذا المكان هو فخر كبير للبنان ولأهالي المدينة، لذا أرى بأن هذا عرس لبناني وعالمي وليس بعلبكي فحسب، وهذا الموقع ضمن التراث العالمي الإنساني”.

وأشار إلى “ضعف إمكانات وزارة الثقافة ماديًا، وقد حالت دون القيام بالكثير من الأعمال والبرامج، إلا أن ذلك لم يحل دون قيامنا بواجباتنا، وأيام الوزير سلامة تمكنا من تأمين 50 مليون دولار لتمويل مشروع الأرث الثقافي الذي نفذه مجلس الإنماء والإعمار”.

وأضاف:”البلديات شريكنا المحلي، نمد يدنا إليها دائمًا وإلى الجمعيات الأهلية. ومدينة بعلبك تستقبل سنويًا حوالي 150 ألف زائر، إلا أننا نتطلع ليصل عدد الزوار مليوني سائح سنويًا في بعلبك، وقد أطلقنا في الوزارة مشاريع صغيرة ومتوسطة تساهم في التنمية المستدامة”.

وختم مؤكدا أن “الآثار والمواقع الأثرية تعتمد في حمايتها على المجتمع المحلي ووعي الناس لقيمة وأهمية هذه الثروة الوطنية”.

النائب إميل رحمة يتسلم درعاً تكريمية من رئيس بلدية بعلبك

 

تكريم

على هامش الاحتفال، كرمت الجمعية النائب السابق رحمة، ومنحته درعا تقديرا لخدماته ودعمه.

ختامًا رفع خوري وبلوق وحبشي وفقيه وحسن وصلح الستارة عن اللوحة التذكارية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *