رأي العقاد في لورانس داريل

Views: 144

مصر- حمدي البطران

في ديسمبر 2007 احتفلت مكتبة الإسكندرية، وعلى مدى ثلاثة أيام بالذكرى الخمسين لصدور رواية «جوستين»، وهي الجزء الأول من رباعية الإسكندرية، للكاتب البريطاني الشهير لورانس داريل (1912ـ1990). باعتبار أن لورانس داريل أقام فترة في الإسكندرية، كان يعمل خلالها في القنصلية البريطانية، وهي الفترة التي كتب فيها رباعيته الشهيرة.

الاحتفالية ضمت جولة على الأقدام تطوف بكل هذه الأماكن التي ارتبطت بالكاتب حتى تصل إلى البيت الذي عاش فيه «فيلا أميرون» بشارع النبي دانيال. تضمنت الاحتفالية التي ينظمها مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط قراءات وشهادات أدبية، ومائدة مستديرة، ومحاضرات عن حياة وأعمال داريل في الإسكندرية لنخبة من الخبراء الأكاديميين والأدباء. منهم بول سميث مدير المركز الثقافي البريطاني في مصر، والكاتب الأمريكي مايكل هاج صاحب كتاب «الإسكندرية.. مدينة الذاكرة» والذي يتتبع رحلة داريل إلى الإسكندرية في محاضرة بالعنوان نفسه، كما قدم الشاعر الاسترالي بيتر بورتو محاضرة بعنوان «شعر داريل المتوسطي».

 

لورانس داريل

 

وشهدت الاحتفالية قراءات من أعمال عدد من الكتاب السكندريين المعاصرين منهم: ادوار الخراط، إبراهيم عبد المجيد، هاري تسالاس، جمال الغيطاني، أسامة أنور عكاشة، ود. محمد عوض. وهي قراءات عكست نظرة معاصرة لداريل، تحت عباءة الإسكندرية والتي شكلت قاسما مشتركا بين هذه الأعمال. كما القت بينلوبي داريل ابنة الكاتب الراحل محاضرة عن والدها بعنوان «أبي: لورانس داريل». وتوجت الاحتفالية بعرض لفيلم تسجيلي من إنتاج الإذاعة البريطانية الـ«B.B.C» بعنوان روح المكان: مصر كما عرفها داريل[[1]] .

الحقيقة ان الرباعية تعد عملا عبقريا فذا. فتحت اعين الكتاب المصريين وغيرهم، على الجوهر النبيل لتلك المدينة الكزموبوليتانية، والتي تعد من أهم المدن على البحر المتوسط، يشعر قارئ رباعية الإسكندرية للورانس داريل أن الكاتب يتلاعب بمشاعره، فقد أعاد خلق بناء المدينة من جديد ليضفي عليها وجهة نظره كأجبني، ويعمد إلى إيجاد شيء من التعمية والخيال. ففي الروايات الثلاث الأولى (جوستين، بلثازار، مونت اوليف) يحاول داريل تبرير سلوك تلك الشخصيات الغريبة على مصر، والتي تواجدت في الإسكندرية وتجمعوا فيها ومقنعة لتفسير وإصدار أحكام على سلوك شخصياته، لكن في الجزء الأخير “كليا” يورد أسبابا، فهو يلقي على المدينة التي احتضنتهم في تلك الفترة عبء سلوكهم التأمري.

منحوتة تمثل العقاد

 

في الرباعية تتشابك المواقف وتتعقد، ربما لأن الكاتب حاول تطبيق ما يعرف بنظرية النسبية الرياضية والتي ابتدعها العالم الرياضي اينشتين، وجعلها داريل واقعا ملموسا، فهو يتناول وجهة نظر الأشخاص عن حدث واحد من زوايا متعددة، بدلا من توضيح أبعادها، بيد أن هذا التغيير في المنظور ليس مفاجئا تماما كما هو الحال في تكنيك “الخدعة السحرية التي يتبناه كثير من الكتاب الإنجليز وعلى وجه التحديد “وليم جولدنج” في رواياته حيث يغير المؤلف في نهاية كل رواية الصورة المجازية الرئيسية للحدث ويحولها إلى “خدع ذكية تغير الاهتمام والتركيز على مجريات الأحداث في الرواية [[2]] .

وبالرغم من مرور خمسين سنة على صدور الرباعية إلا أنها لم تترجم ترجمة كاملة إلا في بداية التسعينات.

هل تأخرت ترجمة رباعية داريل بسبب الأديب الكبير عباس محمود العقاد[[3]] ؟

العقاد هو مفكرنا العلم العلامة، ذائع الصيت. ولا يخفى على أحد أن العقاد كان واسع الإطلاع ومثقفا كبيرا، ويعد علامة بارزة من علامات الأدب والثقافة في مصر، ولا شك انه بالإطلاع وحده اكتملت عبقرية العقاد وبنيت شهرته.

أما داريل فهو الأديب العالمي المعروف لورانس داريل [[4]] .صاحب الرباعية المعروفة في الأدب الإنجليزي باسم رباعية الإسكندرية، ويعتبر كل جزء من أجزاء الرباعية الأربعة (جوستين،ماونت أوليف ، كليا ، بالتازار) بمثابة عمل روائي مستقل ، وكلها تدور حول جماعة من الأوروبيين والمصريين يعيشون في مصر، وبالتحديد في الإسكندرية وينتمون الي جمعية سرية يهودية فكرية تجتمع ظاهريا لدراسة تعاليم القابالا اليهودية، التي تعني بالصوفية كمذهب فلسفي، ولكن الجمعية كان لها أهداف سياسية أخري ، فقد كانوا يدبرون لطرد بريطانيا من فلسطين وإحلال حكومة يهودية بدلا منها . ويرى داريل أن الروايات تمثل بعدا زمنيا واحدا ويتنوع المكان فيها والأشخاص، بحيث تقدم ما يعرف بالنظرية النسبية في علوم الرياضيات والفيزياء، أى رؤية الشئ الواحد بأوجه متعددة، وهي فكرة رائدة وحديثة على الأدب الإنساني، جربها داريل في رباعية الإسكندرية، وانتجت عملا إنسانيا بالغ الروعة [[5]] .

لأجل هذا حاول بعض شباب الأدباء ترجمتها الي اللغة العربية فور صدورها في بداية الستينات. ومن هؤلاء شاب أرسل للعقاد عبر جريدة الأخبار برغبته في ترجمة رباعية الإسكندرية لداريل، ويقول إنه قرأ تلخيصا لسلسلة رواياته للدكتور طه حسين، ويريد رأيه في فكرة ترجمة هذا العمل بالذات، وأشار العقاد إلى الأديب الشاب بحرفي (س. ر) ووصفه بأنه أديب ناشئ. ورد عليه العقاد في نفس الجريدة بتاريخ 24/8/ 1960 قائلا:

  • لورنس داريل – على أية حال – لا يقول حسنا في أحد من شخوصه وأبطاله الذين يكتب عنهم من الأجانب والنزلاء بالثغر السكندري، يكاد عدد الوطنيين بالنسبة إليهم لا يزيد عن خمسهم مع قلة الصفحات المخصصة لهم، بالقياس الى مجموع الصفحات في رواياته ودواوينه ورحلاته أو مقالاته الوصفية. وهو يتحرى مواضع الريبة فيمن يكتب عنهم، فلا يكتب عن إنسان واحد لم يعرف له سرا أو هنة أو فضيحة صارخة أو هامسة في بعض أطواء حياته. ولسنا نرى ترجمة كتاب كامل لهذا القصاص الشاعر أو الشاعر القصاص على الأصوب، ولكنه إذا اختيرت من دواوينه ورحلاته وفصوله الوصفية مجموعة وافية من هنا وهناك، ظفرت اللغة العربية بذخيرة لا يجوز إهمالها. ومن هذة الفصول صفحات مطولة في قصة ماونت أوليف تنحي على السياسة البريطانية أيام الاحتلال، وخططها للتفريق بين طوائف الوطن الواحد، فإنها صفحات قد تحذف منها كلمات معدودات وتبقي بعدها بقية لا يستطيع الوطنيون أن يضيفوا إليها كلمة حتى في إنصافهم تاريخهم الديني القديم والحديث.. ونحن نفضل شعر داريل على نثره في موضوعاته المختلفة ونتجاوز عما يتخلله أحيانا من الشاطحات الرمزية لأن حسناته تعوض تلك السيئات [[6]]

وبعد هذه الإجابة لم يترجم الأديب الناشئ (س. ر) رباعية داريل. وظلت بلغتها الإنجليزية لمن يريد ان يقرأها من المثقفين العرب.

أول ترجمه لرباعية الإسكندرية قرأناها كانت ترجمة الشاعرة السورية سلمى الخضراء الجيوسي [[7]]، وقامت المترجمة بترجمة رواية جوستين وماونت أوليف وصدرتا عن دار نشر لبنانية وتوقفت بعد ذلك عن الترجمة، وهي ترجمة جميلة وبلغة شعرية راقية .

في الوقت الذي كانت فيه مصر تبدأ نهضة هائلة في عالم الترجمة، وكانت تبحث عن ألف كتاب لترجمتها في المشروع القومي للترجمة، لم تكن رباعية الإسكندرية لداريل من ضمن الألف كتاب الأولى ولا الثانية، ربما تأثرا برأي العقاد السلبي حول الرباعية.

وفي بداية التسعينات بدا الدكتور فخري لبيب بترجمة كاملة للرباعية ونشرتها دار سعاد الصباح للنشر في القاهرة عام 1992.

ربما كان رأي العقاد في الرباعية هو الذي أخر ترجمتها لمده تزيد على الثلاثين عاما من عام 1960 الى عام 1992. فهل كان رأي العقاد سببا في تأخير الترجمة؟

مكتبة الإسكندرية

 

يقول ناشر الرباعية في الجزء الخاص بماونت أوليف:

  • “إن الجزأين الثالث والرابع من هذا العمل الفريد وهما ماونت أوليف وكليا لم يترجما لأسباب غامضة، وأنهما يشكلان جزءا من الرواية لم يجرؤ أحد من قبل علي مجرد التفكير في ترجمته ، فقد ذهب البعض الي أن الجزأين يقدمان صورة العربي التي لا يحب أن يراها أبدا، ويركز على المكبوتات التي يدور حولها الكاتب العربي ويفرد المكان كله لكي تسود في النهاية صورتنا الوهمية”[[8]] ،

ماونت أوليف بطل الرواية في الجزء المسمى باسمه يعمل سفيرا لبريطانيا العظمي في مصر، وحوله شخصيات ثانوية مثل دارلي (الراوي) وجوستين وبلتازار ولكنهم بمثابة جزء أساسي من خيوط الأحداث، لتتكشف لنا رؤية جديدة لنفس الوقائع التي قرأناها في الجزء الأول جوستين، وتدور أحداث الجزء الثاني ما بين القاهرة والإسكندرية في مجتمع الأجانب، ويتشابك معهم المقهورون والهامشيون من أبناء مصر، وهذا الجزء بالذات يطرح من جديد علاقة النص بالمحرمات، ولذا  كان لابد من ترجمة العمل كله دون حذف، وهذا ما فعله المترجم فخري لبيب .

ولكن هل يوجد في النص بالفعل ما يستحق ارتياب وتخوف مفكر كبير كعباس محمود العقاد؟

مما لا شك فيه أن العقاد وإن كان من أنصار المدرسة التقليدية التي لا تؤمن بحق القارئ في قراءة كل ما يريد، بل أن القارئ في نظر أنصار مدرسة العقاد، يحتاج إلى من يرشده ويهديه وينير له الطريق. لم يكن يرى أن تتم الترجمة كاملة، ولا بد من حذف كلمات منها، حتى يتمكن القارئ من قراءتها.

  في التوقيت الذي صدرت فيه الترجمة الكاملة بداية التسعينات، لم يكن هناك ما يمنع المصادرة لو كان في النص ما يوجب اتخاذ مثل هذا القرار.

ففي تلك الفترة عام 1992 صودرت عدة كتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب منها أربعة كتب للمستشار محمد سعيد العشماوي هي: الإسلام السياسي، الخلافة الإسلامية، الربا والفائدة في الإسلام وأصول الشريعة. وكتاب ما رواء الحجاب للباحثة سناء المصري. وقنابل ومصاحف للصحافي عادل حمودة. ورواية العراة لإبراهيم عيسى. وديوان أية جيم للشاعر حسن طلب.

ولاشك أنه لو كان ما يستحق المصادرة، لما تردد انصارها من اقتياد الكتاب وناشره ومترجمة الى المحكمة ، أو على الأقل صادروها كما فعلوا مع الكتب التي ذكرناها.

وعندما نقرأ في الرباعية وفي الجزء الخاص بماونت اوليف نكتشف أن المتآمرين أبطال الرواية أثناء تآمرهم استعانوا بمجموعة من أعيان الأقباط، وقد جاء على لسان رجل المخابرات الإنجليزي الذي يتعقب أعضاء المجموعة قائلا ” إنه من الزاوية السياسية فإن المجموعة القبطية سوف تكون ذات نفع كبير لنا “[[9]]

وفي محاولة من إحدى شخصيات الرواية نسيم وهو قبطي وله حضور مكثف في كافة أجزاء الرباعية، كان يدير شبكة هائلة من المشروعات التي جعلته واحدا من أغنى أغنياء المدينة، وأحد كبار رجالها ووجهائها، وهو الذي أسس الجمعية السرية المتآمرة، وشرح أهداف الجمعية للسفير البريطاني قائلا:

  • أنا لا أخفي عليك وجود حركة سياسية أخرى سياسية بحتة، إنها قبطية كلية، وهي مكرسة في بساطة لجمع شتات القبط لتوثيق الروابط الدينية والسياسية حتى يمكن لهذة الجماعة أن تجد لها مكانا تحت الشمس مرة أخري، لا ليثوروا ضد أحد. كيف يمكننا أن نفعل ذلك، الآن قد تحررت مصر من البريطانيين الكارهين للقبط، فإننا نحس بأننا أكثر حرية في البحث عن مناصب عليا لشعبنا، وأن ينتخب منا بعض أعضاء البرلمان، وهكذا، ولا يوجد أي شيء في كل هذا يثير مخاوف المسلم الذكي، إننا لا نسعى لأي شئ غير قانوني أو ضار، فقط مكاننا الصحيح في بلدنا، مثلنا مثل الغالبية في الشعب المصري من أذكياء وقادرين”[[10]].

وتمضي الرواية لتوضح بجلاء وجهة نظر أبطال الرواية من الأقباط في الحكم المصري والحكومة المصرية والمصريين بصفة عامة.

ومنذ أن صدرت الرباعية عام 1992وهناك شبه تعتيم عليها، فلم يتناولها النقاد كما تناولوا غيرها من أعمال الروائيين الأجانب، مثل سومرست موم، وفرانز كافكا وهيمنجواي وهنري ميللر وبوريس باسترناك وألدوس هكسلي وديستوفسكي وجوته ودي أتش لورانس وغيرهم. بل نالت أعمال من هم أقل منه موهبة مثل مارسيل بروست وسيمون دي بوفوار وجيمس جويس اهتمام عدد كبير من النقاد المصريين العرب.

كما توجد في الرواية بعض أشعار لا تخلوا من المعاني العميقة التي تؤكد نظرة الكاتب الى العرب وهي منسوبة إلى أبطالها ومنهم دارلي وهي من تأليف داريل، وداري هو شخصية مؤلف الرواية داريل ومنها:

مباركة شجرة زكية الرائحة لا تبهت ألوانها

تلك التي تحترق في بلدان العرب المجيدة

فيغدو الجو ككأس قربان عطره أحمر  [[11]] .

من جانبنا نرى أن العقاد لم يجانبه الصواب في حضه على عدم ترجمة الرباعية بالكامل، خصوصا وأن هناك جوانب مضيئة في الرواية تشير الى أزلية العلاقة بين المسلمين والأقباط جاءت على لسان نسيم وهو يتحدث الى ماونت أوليف قائلا:

  • ” أليس غريبا بالنسبة لنا لم تكن هناك حرب حقيقية بين الصليب والهلال ، لقد كان ذلك كله من صنع الغرب، إن المسلمين لم يضطهدونا على أساس ديني قط ، بل على نقيض ذلك يبين القرآن ذاته أن المسيح موقر كنبي حقيقي”[[12]].

وهناك ما جاء على لسان حصناني والد نسيم وهو يتحدث الى ماونت أوليف السفير البريطاني قائلا:

  • ” لقد علّم البريطانيون المسلمين كراهية الأقباط والتحامل عليهم، نعم يا ماونت أوليف إنهم البريطانيون، أصغ إلي واستفد من كلماتي، وعندما استولى الصليبيون على أورشليم في الحملات الصليبية الأولى منعوا صراحة أي قبطي من دخول المدينة، مدينتنا المقدسة. الأقباط الفرع الوحيد من الكنيسة المسيحية الذي اندمج اندماجا تاما في الشرق”[[13]].

وفي موضع آخر يقول حصناني لماونت أوليف:

-“حتى في ظل عرابي كان هناك قبطي وزيرا للعدل، ورئيسا لمراسم القصر، كان كلاهما قبطيا، وغيرهم كثيرون.

ربما لم يقرأ العقاد الرواية كلها واكتفى بقراءة أجزاء منها، ولا شك انه لو قراها كلها ووقف على تلك الجوانب المضيئة لنصح الأديب الشاب (س. ر) بترجمتها فورا.

****

المراجع

[1] – صحيفة الشرق الأوسط في 5 ديسمبر 2007 العدد 10599

[2] – شوقي بدر يوسف. مؤثرات رباعية الإسكندرية على الرواية العربية. مجلة أمواج الصادرة عن فرع ثقافة الإسكندرية. العدد السابع عشر. 2003

[3] – ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ28 يونيو 1889، وتخرج من المدرسة الابتدائية سنة 1903.أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكريمدرسة الديوان“، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه [1] لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد. من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، موقع علي شبكة المعلومات الدولية.

[4] – لورانس جورج داريل (1990:1912) روائي بريطاني وشاعر وكاتب لأدب الرحلات. ولد في الهند واشتهر برباعيته عن الإسكندرية (جوستين _بلتازار_ ماونت أوليف _ كليا)، ووضعته هذه الرباعية في مصاف عمداء الأدب الإنجليزي الحديث من أمثال هنري ميللر وجيمس جويس. المصدر السابق.

[5] – محمود مسعود. مع الشوامخ في أبراجهم. كتاب الهلال ال عدد372

[6] – عباس محمود العقاد. يوميات العقاد. الجزء الثاني. طبعة دار المعارف.

[7] – الشاعرة والناقدة والمترجمة د. سلمى الخضراء الجيوسي علم من أعلام الثقافة العربية، وسفيرة من سفراء هذه الثقافة لدى الغرب، وصاحبة مشاريع ثقافية أدبية وفكرية لا تنتهي. نشرت شعرها مطلع الستينات، ومنذ ذلك الوقت أيضا بدأت رحلتها مع الترجمة، ولعل من أشهر ترجماتها ترجمة الجزأين الأول والثاني من “رباعية الإسكندرية” للورانس داريل، و”إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن” و”إنسانية الإنسان” و”الشعر والتجربة”. في العام 1980 شعرت د. الجيوسي بالقهر لما يحيق بصورة الثقافة العربية في الغرب من ظلم، فأسست مشروع “بروتا” لنقل النتاج الثقافي العربي إلى الإنجليزية، هذا المشروع الذي بات اليوم مؤسسة عالمية ذات إنجازات متميزة وعالية الجودة. مؤسسة جذور الثقافية. (teamtapper.com) موقع علي شبكة المعلومات الدولية http://jozoor.net/main/modules.php?name=News&file=article&sid=210   .

[8] – الغلاف الخلفي لرواية ماونت أوليف. لورنس داريل. ترجمة د. فخري لبيب. الصادرة عن دار سعاد الصباح للنشر.

[9] – ماونت أوليف. لورنس داريل. ترجمة فخري لبيب. دار سعاد الصباح للنشر ص 155

[10] – المصدر السابق ص 142

[11] – المصدر السابق ص 136

[12] – المصدر السابق ص 136

[13] – المصدر السابق ص 44

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *