د. جميل الدويهي في وداع د. منصور عيد

Views: 11

د. جميل الدويهي

قبل 6 سنوات من الآن، كنت في الطائرة متوجهاً من بيروت إلى سيدني، بينما كان المحبّون يشيّعون الصديق د. منصور عيد إلى مثواه الأخير. وعلى متن الطائرة كتبت له قصيدة، علها تخفف عني خسارتي بفقدانه، وقد كان أخاً وصديقاً محباً لا يعوض:

 

لمّا الحقيقَه كذّبِتْ معنا

بيت الشعْر ما عاد يِجْمعنا

لقَينا الحياة تيابها غزّال

والعمْر كذبِه ما لها معنى.

 

منصور مات ومين ما بيموت؟

الله خلقنا وحَدّنا تابوت

في ناس عاشوا عالأرض أموات

وخالد إنتْ، عالقبر ما بتفوت.

 

مين اللي بدّو بعد يسمعني؟

عْيوني شتي… والليل وجّعني

خبّيت وجّي عالسكت منشان

ما شوف كيف الموت لوّعني.

 

متلَك ما عندي كان بيّ وخيّ

نعْشَك مرَق واسودّ كلّ الحيّ

والناس قالو بعد ما حمْلوك:

منصور بدّو يضلّ فينا حيّ.

 

زعلان منّي ليش ما ببقى؟

حظّي فقير، وبالقلب حَرقَه

عا قدّ مَنّي ضايع … ومهموم

صفّيت نقطة دمع عا ورقَه.

 

سوّاح ماشي… والزمن سوّاح

حالي سألني: ليش ما برتاح؟

العصفور متلي: لا وطن، لا بيت

وغير الفزع ما ضلّ عندو سلاح.

 

سافرتْ قبل… ونشّفو دموعي

وخيل العواصف كسّرو شموعي

ما قدرتْ إكتبلك من المجهول

إنو السفَر واحد من ضلوعي.

 

وبكرا إذا شفتَك بغير بلاد

رح إغمْرك… وعيادنا تنعاد

ومن كتر ما منبكي أنا ويّاك

سْواقي الدمع بيصِير عندا وْلاد.

 

(https://goldchannel.net)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *