“بشرى”…قصيدة جديدة للشاعر الياس حبشي           

Views: 791

فاز د. شربل حبشي بدكتوراه ثانية، من جامعة ANGERS _ فرنسا، تخوّله الإشراف على طلّاب الدراسات العليا والتدريس في كبرى جامعات اوروبا، وتؤهّله للتقدّم الى رتبة “بروفسير” لاحقاً.  وقد أهدى اليه عمّه الشاعر الياس حبشي القصيدة التالية:                                         

****  

 الياس حبشي

 

 

   بُشْرى نجاحِكَ حُلْوةٌ، يا شربلُ

   ربّ يَزيدُك ما يطيبُ ويَجْمُلُ

  

   انتَ المُجِدُّ وما لَبِثْتَ مُواظِباً

   سعياً الى ما تَبّتَغِيهِ وتَأْمُلُ

 

   شُكْراً لربّي أَنْ حَبَاكَ صَلَابَةً

   فَبَعُدتَ عَمَّا يَقْتَفِيهِ الجُهَّلُ!!..

 

   حسناً فعلتَ بأَنْ بَعُدتَ قَنَاعَةً

   عَنْ هَا هُنَا حَيثُ الرُّعُونَةُ تقتُلُ

 

   حسناً فَعَلْتَ بأَنْ نَبَذْتَ تَحَزُّباً

   وتَعَصُّباً يُعمي العُقُولَ فَتَغْفِلُ

  

   أَحزَابُنَا  والطَّائِفيَّةُ   واحدٌ

   فَالْغَربُ يَسْخَرُ من غَبَانَا ويُذْهَلُ

 

   وَصَفُوا بلادي بالحَضَارةِ يومَ أَنْ

   فِينِيقِيَا هي للحَضَارَةٍ مَوْئِلُ !!…

 

   قد أَوْرَثُونا الأَبْجَدِّيَّةَ مَفْخَراً

   هَذِيْ تُجَلًّ ولِلْعَوالم  مَشْعَل

 

   عَشِقُوا السلامَ ففي التجارةِ رِزْقُهُمْ

   ومَثِيلُ هَذِي الأُرجُوانُ ومِغْزَلُ

 

   لم يَبْقَ منهُمْ في  دِمَانَا قَطرَةٌ

   وإذا نَعَمْ مَنْ مِنْ سلاحٍ أَعزَلُ؟؟

 

***

 

   وغَزَت بلادي في مَدَى أَلْفَينِ ما

   لا أرضَ تحمِلُ أو  هي تَتَقَبَّلُ

 

   تَتَرٌ ،مَغُولٌ ،شَركَسٌ تُركٌ عَتَوْا

   وقَبَائلٌ وعَشَائر لا تَعقِلُ !!..

 

   إنَّا بَقَايَاهُمْ  دِمَانَا  مِنْهُمُ

   عنهُمْ وَرِثْنا طَبْعَنا… هل نَخْجَلُ؟!!

 

    أَحزابُنا في كلّ حزبٍ دولةٌ

    وَكَذَا الطوائفُ دَوْرُها هو أَٰوّلُ

 

    إنْ نحنُ كنّا نَدَّعِي حُرّيَّةً

    دِيْمُقْرَطِيَّاتٍ    بها    نَتَظَلَّلُ

 

    فَلَقَد كَذَبْنا، نحنُ قَوْمٌ لم  تَزَلْ

    تَسْرٍي بنا روحُ الغُزَاةِ وتفعَلُ

 

   روحُ القبائلِ في الطوائفِ رُسِّخَت

   وزعامةُ الإقطاعِ ليسَتْ تَكْسَلُ

 

   قالَ الرئيسُ :شبابُنَا الرُّكْنُ الذي

   يُبْنَى عليه  ويُرتَجَى ويُؤَمّلُ!!…

 

   إِنْ نحنُ نَفْشَلُ أَنْتُمُ الأَمَلُ الذي

   يُوْمَى إِلَيهِ فَأَنْتُم  المستقبلُ !!…

 

   كَلِماتُهُ  وَجَعٌ  لِمَقْتَلِ  إخْوَةٍ

   لِسِيَاسَةٍ  زُعَماؤُها  لم  يَعدُلُوا

 

   هَذِيْ بلادي، أَهْلُها  أَعدَاؤُها

   هُم  دَمَّرُوا  ما لا يُدَمِّرُ زَلْزَلُ

 

    لا  تَعجَبَنَّ  فَهَكَذَا  هو طَبْعُنا ،

   طَبْعُ القَبائِل أَنْ  هَوَاهَا  المَقْتَلُ

 

   إِنْ عُدتَ يا “عَمُّو”وإِنْ لا،فَاعْلَمَنْ

   أَنْ هَمُّ  لبنانَ الحبيبَ يُجَلْجِلُ

 

   أَو لا فَعُدْ، عُدْ نَبْنِ  لبنانَاً  بِمَنْ

   كَدُّوا وَجَدًّوا…بالعُلُوم تَجَلَّلُوا!!.

 

*** 

 

   آمالُنا الجيلُ الجديدُ  مُثَقّفاً

   وَهَوَاهُ ما يُهْدِي العقولَ ويَصقُلُ

 

   وَيَشُبُّ لا يَرضَى السلاحَ له هَوَىً

   فَلِغَيرِ جَيْشِي ما السلاحُ مُحَلَّلُ

 

   الجَيشُ لا إلَّاهُ عِزَّةُ مَوْطِني

   هو وَحدَه الرُّكْنُ الرَكِينُ ومَعقِلُ!!

 

   أَيٌّ تَسَلَّحَ لم تَكُنْ صِفَةٌ  لُهُ

   فَلِقَتْلِ أِخْوانٍ سلاحاً  يحمِلُ !!.

 

***

 

   بالأَمْسٍ،شربلُ،حُزْتَ”دُكْتُورا” عَلَتْ

   واليومَ أُخْرَى…ذِيْ تَزِيدُ وتُكْمِلُ !…

 

   وَثَبَاتُ نَجْبٍ في مَعَارِيْجِ العُلَى

   فَخْرٌ يَعِزُّ ، بهِ  القًلُوبُ تُهَلِّلُ !!..

 

   نِعمَ الشَهادَةُ نِعم حَامِلُها، فَسِرْ

   وَثِقاً ولَنْ يَعصَاكَ دَربٌ أَطوَلُ

 

   فَ”برُوْفسٍيْرٌ” أنت ضَامِنُ قَطفِهَا

   ما  خَابَ سَاعٍ رَبُّهُ المُتَوَكَّلُ!!..

 

  وَعَسَى يَزِيدُكَ مَارُ شربلَ أَنْعُماً

   تَهْمِي عليكَ سَخِيَّةً يا شربلُ !!.

 

                 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *