رماد يتناثر في فضاء بلا حدود

Views: 983

لونا قصير

*اهداء إلى روح أمي الطاهرة…

اذهب إلى حيث النسمات تهدهد أوراق الخريف، وتأملْ كيف تتمايل متراقصة قبل أن تتساقط بهدوء، اتركها كي ترسو بسلام ولا تبكِ عليها، نحن مثلها، ولسنا سوى رماد يتناثر في فضاء بلا حدود.

نحن عطر الوجود، وأنفاس يفوح منها الطيب،

نحن دورة حياة تتجدد على بساط الريح،

نحن ملجأ الموت، ينتظرنا من غير إذن ووعود،

نحن زخات من المطر ما همّها صيف ولا شتاء..

 ابتسم .. ففي الحزن تسقط جميع الرُتَب، وتتوحد دقات القلوب، فلماذا يجب أن نتساءل كيف الفرح هجرنا على شاطئ العمر، ولم ندرك قيمته إلا ساعة الرحيل..

لا تكن كتلك العصافير التي لا تجرؤ أن تخرج من قوقعتها خوفا من بندقية قناص لا ترحم.

 من يعاقبك على ضحكاتك، مسكين.. فليعلم أن السماء ملك للجميع، وروحه  لا تملك إلا سجن قفص عصفور، فتعال قبل أن نحزن نغرف من حياتنا أجمل ما نستطيع، وإن قُدر لنا أن نحزن قبل الآوان،  نكون قد قطفنا أجمل باقات من ذكريات لتقتات روحنا منها، كي نستمر ونعيش، ونترك لمن أتى  بعدنا القليل ليبتسم ويستعيد ضحكات ودموع تلاشت في الأفق البعيد..

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. ما اجملها كلماتك وما أعمق معانيها وما أطيب أنفاس مقالاتك كنسمة صباح يوم صحو بعد ليلة شتاء طويلة لتبث نور الأمل والحياة والإيجابية في أرواح عطشي لمثل تلك الكلمات الطيبة

    ادام الله عزك و ابداعاتك السيدة الراقية لونا