ويح الزمن
جوزف أبي ضاهر
لن أكتب اليوم في المرئي المنظور والمعلوم.
أنا وكثرة غيري، الأقلّ امتلاكًا لمعرفة العيش في عالم ثالث، أو أدنى بكثير من جميع الأرقام.
أخذتني صحوة اليقظة من يدي اليمنى، لأُسقط القلم الذي يثرثر، وتطاله لعنات الفضائح وروائحها إذ طغت الـ«عطور» الغالية لأهل السلطة عليه وعلينا… وتحت كلّ سماءٍ، واعترفت زورًا بأن الناس سواسية. والناس عكس ذلك، إذ لا قرابة رحمٍ تعترف بقرابة السلطوي الذي أجاز لنفسه، ما لم تجزه «الأعراف والحقوق»، مكوّنًا لذاته وبذاته سلطة سوداء، أو رماديّة، لا فرق ما دام عنوانها:
«أُعطيتْ لنا من فوق».
… أيّ فوق؟!
ويحَ السؤال، فليُذلُّ ويُهان ويُرجم، قبل أن يُصلب على «سمعةٍ» لا ترتفع إلى كاحل الزعيم… وأقدام أتباعه الخلّص، حتّى العظم.
… وأما الصوت، فبالسوط يُسكت ويُهان ويُذلُّ… لا رأي لغير «لابس» السلطة. بها يتمخطر، ولا يداري زلّة كلمة، أو زلّة قدم… لا فرق.
ويح زمنٍ كنّا نشمت به يتسلّط عند غيرنا، صار عندنا. صرنا شتيمته.