أحلام
جوزف أبي ضاهر
أحلام1
يفتحُ الصبحُ عينيه على أحلامٍ لا يتذكّر منها سوى أنها تأتي كلّ ليلة لتنام عنده.
2
نغذّي أحلام اليقظة ونزيّنها بأبهى ما نريد.
نلحّ عليها في حضورٍ متكررٍ، ولا ننتبه أنها في النهاية ستتحوّل كابوسًا، أو نفقًا من دون مخرج.
3
صعدت الصغيرة إلى تلّة عالية. مدّت يدها إلى الشمس: آه… ما تزال بعيدة. رجعت إلى بيتها حزينة. صلّت، نامت وحلمت بأنها تقطف النجوم… نجمة بعد نجمة، وتضعها في جيب مريولها المعرّق.
ظلٌّ
كان الطفل يلعب برمل الشاطئ.
انتصف النهار. انتصف العمر. رأى ظلَّ وجهه يكبر في البحر.
نسي اللعب وجلس ينتظر مركبًا يعيده طفلاً، لا تأخذه الشمس إلى فراشها.
نتائج
ادخل عقلك قبل أن تستدرجه لقبول كلّ ما تبغي وتريد… ومن دون حساب النتائج التي تبعدها، مؤقتًا.
شعر
وصل الإنسان إلى خارج كوكب الأرض والمدى المجهول… وظلَّ الفكر العربي يفتّش في أوراق الجاهليّة عن بيتٍ من شَعرِ الإبل، قيل فيه بيتُ شِعر لامرأةٍ مجهولة.
هبة
قدّم ما في يدك، ولا ما في يد غيرك.
تذكّر: العطاء هبة قلب، وليس منّة من رغبات قد تَستردُّ كلّ شيء في لحظة.
ورقة
قطف الهواء ورقةً صغيرةً من شجرة.
صَرَختُ: انوجع جسدي.
مرّرت أصابعي المرتجفة فوقه. لم أعرف من أين قُطفت الورقة.
صورة
يتجدّد وجودي اليومي في بيتي. ولا يتجدّد بيتي.
أظلّ أبحث في مسامه عن أكثر من صورة تشبهني، ولا أجد واحدة مكتملة.
جسد
ما التقيت امرأة خرجت من جسدها لتعلن انها لبسته ثوبًا، لا رائحة فيه لرغبة تموت بموت جسد آخر.
أصابع
تمتلك كفّي أصابعي. لكلّ إصبعٍ حضورها الخاص.
حين المواجهة لا ترتفع قبضة عن طاعة الأصابع مجتمعة… وبموافقة مسبقة.
تغيير
نطالب بالتغيير ونخاف منه. إذا عملنا لأجله فبتردّد.
يدنا ممدودة إلى الأمام، ولا وعينا يشد بصرنا وبصيرتنا إلى الوراء.
موعد
يجرّ الحصان العربة، وتجرّ العربة الطريق.
تصل اللهفة وحدها قبل الموعد المحدّد.
غيمة
طاردت عيناه غيمة.
عرفت الغيمة فخدعته: تبرّجت وأخفت نصف وجهها.
تركت له أن يحدّد جسدها… فلم يستطع.
هُم… غيرهم
رفع حارس المدينة قنديله إلى فوق رأسه.
صعد إلى تلّةٍ وبدأ بالصراخ:
استيقظ أهل المدينة. صعدوا إليه. حدّق فيهم وجهًا لوجه. لم يعرف أحدًا منهم:
هم في الليل غيرهم في النهار، وفي غرفهم السريّة غيرهم في الأماكن العامّة… وفي المراكز هم غيرهم بين العامّة.
