سجلوا عندكم

ميشال فاضل في إهدن

Views: 572

د. جان توما

جرح موّال الناي ليل إهدن مع ميشال فاضل ليلة الأحد، فضمّد الهوا الشمالي الذي أحبّه زكي ناصيف الجراح، وهبّ نسيم العتمة شالًا على كتف مدرّج مهرجانات إهدن.

صحيح أنّ ميشال فاضل أهدى الحفل وألبومه إلى أمّه الحاضرة ولكن الأصحّ أنّه أعادنا بكلامه أطفالا تلهو بكلمات الأغنيات فيما هو يتلاعب بأوتار البيانو مع مئة عارف ومغنٍ على خشبة المسرح.

قد يكون حفل ميشال فاضل الموسيقي هذا، واحدًا من المهرجانات القلائل التي يقف المرء فيه بين فرقتين متواجهتين متكاملتين : أولى على المسرح وأخرى من الجمهور، أي موسيقى من الخشبة وغناء من الجمهور لا يهدأ.

هذا يشبه الحوار الذي جرى بين الكمنجة وآلة نفخ وبين البيانو . البيانو في هذا الحفل كان السلطان والمسلطن. لعلّه صار كريشةِ رسمٍ في بد فنان، لا يمكنك التفريق بين أنامل ميشال فاضل وبين مفاتيح البيانو الموسيقية.

تمتّع الجمهور الكبير بأغاني التراث من “يا عاشقة الورد” إلى أغاني ام كلثوم وألحان زكي ناصيف والرحابنة وبعض أغاني الصبوحة وطوني حنا في” ما خطرنا على بالك”.

لم يكتف ميشال فاضل بالمشهد الموسيقي بل استكمله  بفرقة الدبكة الهدنانية فكانت” خبطة قدمهم ع الأرض هدّارة”.

استعاد ميشال فضل كبار الأغنية العربية ك”وردة الجزائرية” فولّع الجوّ مع بعض الأغاني كما في ختام الاحتفال ب ” قولي أحبك” بتوزيع جديد،  وأكيد ” راجع راجع يتعمّر لبنان”.

في تلك الليلة الموسيقية تمتّع الجمهور بمعزوفات كلاسيكيّة وطربيّة من فرقة موسيقية وكورس غنائي لأكثر من مئة شخص من جنسيات متعدّدة. ميشال فاضل عبّر عن فرحه باختصار: “كنت هنا مع القيصر السنة الماضية مرافقًا موسيقيًّا إيقاعيًّا، والليلة أنا أحقًق حلمي بأن أكون وحيد خشبة في ليلة من ليالي مهرجانات إهدن”.

تثاءب ليل إهدن في أمسيّة ميشال فاضل وفرقته الموسيقية ولم ينم رغم تراقص غمام إهدن على رجعات الموسيقى وتأوهات النغم.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *