الشاعر المغربي محمد شنوف… مَلَّكْتُها قَدَري
أمل ناصر
الشاعر المغربي محمد شنوف من مواليد 04 – 04 – 1960 بمدينة مكناس، متزوج وأب لطفلين.
حائز إجازة في الأدب الإنكليزي في كلية الآداب بفاس (1984)، دبلوم كلية علوم التربية في كلية علوم التربية بالرباط (1985).
تفوق تجربته في التدريس الثلاثين سنة في مكناس.
له أربعة دواوين: “مِن هاجرَ يأتي زَمْزَمُهُ”، “إليكِ انتَهَى الأمرُ”، “صَدًى في المَدى” (قيد الطبع)، ديوان رابع مهيء للطبع…
نشر قصائد في صحف محلية ووطنية وعربية ومواقع إلكترونية اجتماعية وأدبية مغربية وعربية، فضلا عن حوارات مع صحف عربية، واستضافات في حلقات أديبة فضائية وإذاعية محلية ووطنية وعربية.
شارك في ملتقيات ومهرجانات شعرية محلية ووطنية وعربية.
نظمت احتفاءات بالديوانين الاول والثاني وحفلات تكريم له وضيافات شرف في مدن مغربية مختلفة وأخرى عربية.
فاعل سابق في العمل الجمعوي والثقافي والحقوقي وكاتب سابق محلي وجهوي لهيئة حقوقية وطنية؟
عضو سابق للجنة الثقافية الوطنية لحزب وطني.
الكاتب العام سابقا لمنتدى مكناس للتنمية.
الكاتب العام لجمعية فنون و مهن بمكناس.
أمين سابق لمكتب مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم.
عضو منتخب سابق في المجلس الإداري لأكاديمية التعليم – جهة مكناس تافيلالت.
عضو منتخب سابق بمكتب الجامعة الملكية للألعاب المدرسية – نيابة التعليم مكناس.
عضو لجنة مسابقات في الشعر ومتحدث بارع بالانكليزية.
***
مَلَّكْتُها قَدَري
محمد شنوف
أشتاقُ ذاتَ هوًى يَغلي مَدارَ دمي
و النّبضُ وزَّعَهُ لحْنًا مَدى نُظُمي
=
عهدٌ كطَيف كرَى، أغفُو أعاودهُ
أصحُو أبدِّدهُ كالغزْل في لمَمِ
=
يا ليْتَ لي رَدَدًا أَمْسِي أُخَلِّدُهُ
أحْياهُ مُعْتَكفا في حُضْنِها حَرَمي
=
كمْ تهِْتُ مِنْ مِرَرٍ في اللَّيْلِ أندُبُها
و الرُّوح تنشدُها فجرا على قِمَمِ
=
أبِيتُ أنحَتُ مِنْ صَبِّ الهَوى صُوَرًا
حَتىَّ لأبْصِرُها كالرَّبِّ من صَنَمِ
=
كَمْ تِهْتُ من أرقٍ أنكبُّ خلفُ رُؤى
كاللحْن دُون صَدى كالصَّخر مِن أطُمِ
=
لم تُبق لي وَترا بَيْنَ الضُّلوع ولا
قلبا و لا كبدا لمْ يشكُ مِن سَقمِ
=
قالوا الهَوى خُلُُقٌ ما اٌعْتادَ مِنْهُ جوًى
سَافرْ تَجِدْ عِوَضًا تَفطِمْه يَنفطِمِ
=
قلتُ : الهَوى سفرٌ ما عادَ منهُ فتىً
إلاَّ على نُعُشٍ أو في الجُنُون رُميِ
=
ما في الهَوى جُرُمٌ حَتى أُلامَ به
سَهمٌ أصِبتُ به في أضلعي الحُرُم
=
فالحبُّ حينَ دعا ما كان لي خِيَرٌ
غيْرُ الخُطى قُدُمًا سَعْيًا إليه عَمي
=
و الحُسنُ من دُرَرٍ في غيرها افترقتْ
فيها قد اجتمعتْ سِحرا على نغَم
=
طاب البهاء بها يختالُ في صُوَرٍ
يمتاحُ نخوَتهُ مِن فيضها العَممِ
=
تزهُو بها حُلَلٌ مِنْها إذا انبلجَتْ
زهراء لؤلؤة كالبَدر في تَمَمِ
=
في خطوها رَغَدٌ كالمَوْج هَوْدَجَها
أطيافُ بَسْمَتِها في رَعْشَة النُّجُمِ
=
كُلُّ الوُجوهِ إذا عَنَّتْ لها ابْتَهَجَتْ
كأنها غُسِلتْ بالفَجْر مِن ظُلَمِ
=
كلُّ الدُّروب إذا مرَّتْ بها عَبِقتْ
تهفُو لِوَطأتِها كالعُود للنَّغَمِ
=
و الصَّوتُ مَوهبةٌ كاللحن تُرسِلهُ
أنفاسُها صبَبًا مَخمُورةََ النَّسَمِ
=
وِردٌ بَلاغتُها كالشّهْدِ مِنْ فمِها
بثَّتهُ في قُبَلٍ تُحْييكَ مِن عَدمِ
=
في جفنها لهبٌ يُبدي ضميرَ جَوًى
ضمًّا أدثِّرُها مِنْ رعْشةِ الحِمَمِ
=
نَهْرُ المفاتن في مدٍّ و في صَخَبٍ
مَهْما رَشفتُ صَدًى أزدادُ في نهَمي
=
نَطوي الوِسادَ وفُلـْ ـكُ الحُلم يَحْملنا
للخُلد نُشْرعُهُ و الرُّوحُ في شَمَم
=
توَضَّأتْ بدَمي. قلتُ اشْرَبيهِ فمَا
جَدوى الوَضُوء إذا لمَْ يُبْق رُوحَ ظمي
=
الحُلمُ هاجَرُ مَا لي بَعدها وطرٌ
في العيش أنشُدُهُ و النَّومُ كالرَّجَمِ
=
أعلامُ بُرْجيَ مِنْ عَصْفِ الأسى نكسَتْ
و الهَمُّ يَنهَشُ ما أحْصَيْتُ مِن هِمَمي
=
مِثْلَ الرَّمادِ إذا مِنْ تَحْتِهِ لهبٌ
في بَعْضِها وَجَدَتْ زادًا إلى العدَمِ
=
كمْ عِشْتُ مُلتحِفا بالصَّمْتِ لي كفنا
و الظنُّ غمْرَ نَوًى كالحُوتِ مُلتقِمي
=
والصَّبْرُ مُنخرقٌ أبقَى أُرَتِّقٌهُ
بالخيْطِ مِن أملٍ و الوَشْيِ بالحِكمِ
=
إن سالَ دمْعيَ كَمْ أهْوى تَدَفُّقهُ
فالدَّمعُ في غُصَصٍ أجْدى من القلَمِ
=
حالَ الرضيعِ بَكَى مِنْ فقْدِ والدةٍ
يَشْكُو المراضعَ في جُوع على يُتُمِ
=
أنا الصَّغير وإنْ أدْمنتُ في كبري
أنا الكسِير و إنْ أعليْتُ مِن شِيمي
=
ماذا لديَّ سِوى مِجْدافُ قافيةٍ
و العُمْرُ بحْرُ دُجًى مِن دُونِ مُعْتَصَمِ
=
لا تحْسِبُوهُ غوًى مِن شاعرٍ طرِبٍ
يجري الخيالُ به خيلا بلا لُجُمِ
=
الشِّعرُ مِن وَترٍ في الوجد نَعزفُها
لا يزدَهي كلِمٌ و القلبُ في صَمَمِ
ِ=
ما كنتُ أحْسِبُني يَوما مُفارقَها
و الدَّهر مُتَّسِمٌ بالغدر مِن قِدم
=
إني لجأتُ إلى الأشعار أبْعثُها
طَيْفا أراقصُهُ من عازفِ الألمِ
=
وجْدي صَحائفُها مِنْ ذِكْرها امْتَلأتْ
و الحِبرُ أوْردَتي يَهذي بها قلمي
=
تَبْقى هُنا أبدا في القلبِ ما بَرِحَتْ
مَلكتُها قدَري خَتْمًا لها بدَمي