قصيدة وتعليق: نَدى نعمه بجّاني وكبرياء العاشقين في ديوان “غُـرْبَـةُ الحَـنـيــنْ”
سمر الخوري
سَأَبْقى عَلى وَجْدٍ يُناجي تَأَمُّلي
أُسافِرُ وَطَيْفُهُ في داخلي يَجْـري
فَيا مالِكًا ذاتي تَرَبَّعْ مَا قَدْ أَوْجَبَ القَدَرُ
فَأَنْتَ قيثارَةٌ تَعِيشُ إِلى أَنْ يَأْفُلَ العُمْرُ
وَأَنْتَ عَلى ميثاقِ قَلْبي أَجَلُّ مِنْ
قِلادَةٍ تَعْتَلي فُسْحَةَ الصَّدْرِ.
نَدى نعمه بجّاني- لبنــان
(23 . 8 . 2019)
مِنْ ديوان “غُـرْبَـةُ الحَـنـيــنْ”
***
غربة الحنين عنوان ديوان الشاعرة نَدى نعمه بجّاني. وللغربة حنين وأشواق لا يدرك عمقهما الا العشاق. أما مراتب العشق فلا تحصى ولا تقاس إلا بميزان الفراق والعناق. فما بال عشق الشاعرة؟ وأية كأس تموج في لحنها التواق؟
وجد يناجي… طيفه يجري. وفي الطيف العشق الوجد ستبقى… والبقاء لرب البيت أنقى وأبلغ من رسالة تجري في الدم العملاق.
كيف يصبح الطيف قيثارة ؟
ألم يقل الشاعر القديم:
أهواك ما بقي الفؤاد فإن أمت يتبع هواي صداك بين الأقبر فكيف لا يكون الحبيب أكثر قيمة من قلادة على الصدر؟
وكيف ينتهي الوجد بانتهاء العمر؟
إنه الوجد الصوفي الذي يعانق الواقع ولا يحاول تغيير المسار.
إنه الخضوع لمنطق الظلال في صراعها والأنوار.
إنه المنطق السقراطي في اقتبال الحكم احتراما للعدالة. والقاضي الجلاد هو القدر.
سأبقى على وجد..هذا هو عشق الوجود بلحن مختصر. ولحن الحب مرصود بقيثارة أورفيوس. ولا لحن يعلو على حنين الوتر.
في القصيدة صوتان :انكسار وضم. والضم (القدر..العمر)يحاصره الكسر(يجري..الصدر) حصار اللحن للوتر.
ويتساوى في قافية القلب القدر والعمر. والاثنان محكومان بسقوط أوراق الحياة. وليس على المعشوق الا استغلال موقعه ملكا على القلب والضمير.
هي اللذة الأبيقورية تستهوي الشاعرة. تجري وراء طيفها/الرجل المستحيل، قبل الرحيل. ولا يهمها ما بعد الحياة. عشقها حده الموت. وحينذاك تبحث عن حلم جديد، يجري وجده في الوريد.
هي الكبرياء تقود الشاعرة إلى إخفاء مشاعرها،شعورها بالغربة، خلف قناع من جليد. فتجعل الرجل/العشق أشبه بقلادة تخلعها حين تشاء. تتزين بها إلى أن يقضي القدر بالانفصال .
أتكون الشاعرة دنجوانية الوجد والخصال؟
أليس في قاموس عشقها توق إلى لقاء أو وصال؟
هي المرأة النبية بين النساء. تغالب الموت، وتهزأ بالنصال.
وحين ينتصر الغياب على الحضور تغوص إلى عمق البحار، بحثا عن اللآلئ والمحار، وأصداف المصير.
صديقتي الشاعرة بجاني، يا شريكة عشقي الجاني، وكوكبي المجاني، أنت جزء من ذاتي، في بحثك عن اللذات، وأحلام العصور. فاهنئي بوجدك البراق، مسريا بنا، في شعرك الراقي، إلى فجرنا الأثير، إلى سدرة المنتهى، في لحنها الأخير.
فوق الحب بخطوۃ وفوق اااللابداع بخطوتين .
فراشۃ شوق تعانق الورود وتطير سنفونيۃ حب وشعور .