لست منهم
أمل ناصر
لست منهم وليسوا مني..
هم ناطحات أسماء.. وأنا فيض بقاء..
هم ظلال ستائر ..وأنا شموع حروف..
هم سراب كلام.. وأنا عرش مشاعر..
هم رماد سنين.. وأنا شمس حنين..
ولكنني تأرجحت على ضفافهم ، فغابت لوحتي عن نشيد الحب..
وسال من قلمي الحبر الأحمر..
أين سمائي وشمسي..؟
أين قمري ونجومي..؟
ضائعة أنا في منطقهم..
سرقوني .. فأضعت ملامحي..
متوشِّحة أنا بسواد الغربة..
أحمل ركام نفسي وأعدو تائهة في حقيبة سفر..
أبحث عني..أشتاق إليَّ..
لوني كان نسيم صبا وقافية تغنِّي..
حُبِّي كان حب براءةٍ وأكثر..
قلبي كان يحاكي شذى العنبر..
أحببت حنان الوتر، فكنت أينما ارتحلت أهيم بوحي الوجود..
أينما حللت ، أبحر في المدى ، أعبر الفدى وأرشف السكون..
أينما هطلت أصطاد الغوى وأعشق الندى..
كيف أنساني ؟ كيف أتنكَّر لي؟
عيوني تبكيني والأسى يحرق شراييني..
متى أعود الى نجم الهدى..؟
متى أعود الى شروق السناء؟
متى ينبض رياض القلب فيحييني؟
متى أزرع الفجر في درب الهوى ؟
آه كم أشتاق إليَّ في غفوة الليل..
كم أحنِّ إليَّ في هدأة الروح..
عودي إليَّ يا نفسي ..
يا مطرًا أضحى بلا بريق..
يا روحًا حُجب عنها الرَّحيق..
عودي وانصهري فيَّ..
فمهما طال الزمن سأبقى أنا ولو تجاذبتني الريح..
وسيبقون هم مهما استرسل التاريخ ..
لأنني ببساطةٍ .. بكل بساطة..
لست منهم وليسوا مني..!