حورية مصطفى في “ثرثرات عقيمة”… مكابرة والقلب في قعر الحبّ

Views: 844

ميشلين مبارك

تخطو حورية مصطفى خطواتها الأولى في عالم الكتابة بتأنٍ وسرعة في آن، وكأنّ بوحها بالحب يفضح انتظارها له، هي التي تذرف حروفها في كتابها الأول “ثرثرات عقيمة” من اجل الحبيب ولا أحد سواه.

فمن ناحية الأسلوب تعتمد الكاتبة على نصوص شعرية حملت بعضها أسئلة عتاب وانتظار للحبيب، على سبيل المثال: بأي ذنب؟ أواه لو تأتي، حبّ بنكهة الوجع، ظمأ للنسيان…

وإذ نغوص في عمق البوح، نرى بوضوح انعكاس الأسلوب في مرآة المضمون، وبمحاذاة ذلك، يأتي العزف على تناقض الاحاسيس متناغما مع صورة غلاف الكتاب.

الشاعرة حورية مصطفى

 

مما لا شك فيه، بأنّ حروف هذه الثرثرات تغرف من صدق احاسيس الكاتبة، بحيث أنّ رياح الحبّ تعصف في قلب امرأة شفافة، صادقة لا بدّ وان ينهمر مطر الكلمات على صفحات حياتها ولا بدّ للفصول بأنّ تلّون هذه الحياة تبعاً لأهواء الحبّ، وحسبي انّ هذه الاهواء مؤلمة في غالب الأحيان فيها الالم والانتظار الموجع لطيف حبيبٍ يروي ظمأ القصيدة.

تعزف حورية مصطفى في “ثرثرات عقيمة” على أوتار الشوق والحنين فها هي طفلة كبرت خلف أسوار العشق، تربّت على أيدي الحبّ فطبع في روحها آهاتٍ وأمنيات. أمنيات غالبا ما بقيت معلقة كقولها في إحدى القصائد:

“في العيد الخامس من غيابك

وددتُ لو يزهرُ الربيعُ مطراً

ويصبحُ الخريف أخضرَ

ويلملمُ الصيفُ خيوطَ الشمس

فيبردُ النهار …

حينها فقط نلتقي!”

وفي مكان آخر تكتب:

“كما لو أنني طفلةٌ

أحبو بتقاعس في حقل خيبة

أصرخُ بأحرف الصمت

وانا اجرُّ المعنى ورائي

كلعبةٍ تخشخشُ

تدغدغُ قلبي وأنا اضحك”.

إنّ هذا التناقض الجميل في البوح والانتظار نسج معظم القصائد فأتت مطرزة بخيوط اللهفة والاعتراف من جهة، والخجل والمكابرة من جهة أخرى.

في الختام، يليقُ بحورية مصطفى ان تكتب دوما بقلم الحبّ، وإن فاتنا قطار الانتظار، وإنْ عزفنا سدىً على قيثارة الحياة، فما أجمل من لحن الحبّ يملأ الفضاء، وما أبهى من الرقص على ايقاعه.

مباركٌ مولودها الأول والى المزيد بإذن الله.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *