“شهرياد” يكرّم الناقد والروائي والصحافي الياس العطروني
وليد عبد الصمد
باحتفال حاشد سادته اجواء المحبة والرقي الثقافي، وبرعاية وزارة الثقافة اللبنانية ممثلة بمديرها العام الدكتور علي الصمد، كرم منتدى ” شهرياد ” في ليلته الـ 230 الناشط الثقافي والناقد والروائي الكاتب الصحافي الياس العطروني في قاعة المحاضرات الكبرى في فندق غولدن توليب سيرينادا في شارع عبد العزيز الحمراء، بحضور كوكبة من أهم الشخصيات الثقافية والإعلامية والأدبيه، وذلك في اطار النشاطات الثقافية التي تقيمها شهرياد بشكل اسبوعي، وضمن سلسلة من التكريمات لأعلام من الوسط الثقافي اللبناني الذين تركوا بصمة في عالم الفكر، واثروا الساحة الثقافة بإبداعاتهم الأدبية والفنية.
وكان اختيار العطروني للتكريم لموقعه الفكري كناشط ثقافي وروائي له من الإصدارات ثلاث روايات وخمس مجموعات قصصية، وصحافي يرأس الصفحة الثقافية في جريدة اللواء اليومية السياسية اللبنانية، ولتاريخه النضالي خلال نصف قرن من الزمن
استهل الاحتفال الذي قدمته الشاعرة ميشلين مبارك بكلمة وزارة الثقافة التي القاها مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، مما قال فيها: “رسول للكلمة… حملها وطفق مصعدا بصخرتها، كما سيزيف الاسطوري، يرفعها الى الاعلى، تتدحرج فيعاود رفعها من جديد، لا يفتر منه عزم ولا لين” ثم قدم في نهاية كلمته درع وزارة الثقافة للمحتفى به” .
بعد ذلك قدم الدكتور عبد المجيد زراقط مداخلة حول أدب الياس العطروني وكتاباته ومما قال: “يحيا هذا التعب المثمر، يتاح له القطاف، قطاف رزقه وقطاف كتاباته الأدبية قصة قصيرة ورواية ومقالات أدبية نقدية، تحوي هذه التجربة الحياتية، موهبة فذة تتغذى بثقافة عميقة وواسعة، فيبدو لقارئ ادبه الاديب المثقف الممتلك سر صناعة الأدب، المنتمي الى الوطن بأرضه وتاريخه وتراثه واناسه” .
ثم ألقت الدكتورة مهى خير بيك كلمة حول الياس العطروني الكاتب والصديق ذكرت فيها: “صاغته رؤاه وتر بوح يرتل حوار أناه وأناه، فارتقى به البوح الى سدرة الخلق والابداع… انه الاديب الذي امتهن الصحافة من دون ان يخضع لسلطانها… وهو الروائي المبدع المتمايز باسلوب فني فريد… وهو الشاعر المتألم المبحر في صمت حنينه… وهو الناقد الموضوعي… والمثقف المتمرد” .
وبعد وقفة موسيقية مع الفنان عازف الغيتار جهاد وهبي، فتح المجال لشهادات كوكبة من رجالات الادب والإعلام . فكان اول المتحدثين صاحب جريدة اللواء ورئيس تحريرها صلاح سلام الذي تناول مناقبية الياس العطروني وجرأته في التعاطي الاعلامي معتبرا التكريم هو لكل شخص في جريده اللواء .
ثم القى الشاعر المير طارق آل ناصر الدين كلمة اكد فيها ان التكريم يذكرنا برواد قدامى للابداع .
واكد الشاعر لامع الحر ان لا رواية بدون شاعرية، وأشار الى ان العطروني ينبض بالشعر في كتاباته الروائية .
اما رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور وجيه فانوس فتحدث عن رواية ” السبايا” حيث يقوم السرد الفني على مفاجأة غير متوقعة واصبح يقرأ قصيدة تقوم على احساس شعري .
وتحدث الدكتور قاسم قاسم عن قصة الكاتب العطروني “نزيل الرحيل” من مجموعة المنغولي التي حولها د. قاسم إلى سيناريو فيلم قصير اخرجه أحد طلابه في كلية الفنون.
ثم كانت شهادات وتحايا من : الروائي نزار سيف الدين، احمد زين الدين، الروائي علي سرور، الدكتور صالح الرفاعي (الذي اغرورقت عيناه بالدموع اثناء كلمته) , نهاد حشيشو، الناقد حسام محي الدين، ابراهيم كلش المدير التنفيذي لرابطة ابناء بيروت الذي تكلم عن نضالات العطروني في بيروت وبخاصة خلال معركة الدفاع عن بيروت اثناء الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، ثم قدم للمحتفى به درع الرابطة ومجلس الانماء فيها، ورد العطروني بكلمة مقتضبة شكر الرابطة فيها قائلا “اعتز بانتمائي لبيروت وهذا الدرع هو اغلى هدية احصل عليها”.
بعد ذلك قدم الفنان التشكيلي علي شحرور لوحة بورتريه زيتية رسمها مباشرة خلال حفل التكريم .
وفي الختام، كانت الكلمة للمحتفى به الروائي والإعلامي الياس العطروني الذي شكر بداية وزارة الثقافة لمنحه الدرع التكريمي، ولمنتدى شهرياد ورئيسه الشاعر الشيخ نعيم تلحوق، وشكر رابطة ابناء بيروت والمتكلمين والحضور بعبارات مرهفة مثقلة بعمق ثقافته ونظرته الانسانية، واستذكر بعض رفاق حياته الذين تركوا أثرا فيه وفي مؤلفاته ومنهم : غسان كنفاني، ليلى عسيران، زهير غانم، سهيل إدريس، عفيف دمشقية، احمد حاطوم وعصام العبد الله وعصام محفوظ .
وأهدى العطروني في نهاية كلمته تكريمه الى زوجته التي وقفت الى جانبه ايام الصعاب والى عائلته التي كانت بين الحضور .
وبعد كلمة العطروني قدم منتدى شهرياد باقة من الزهر والدرع التذكاري لشهرياد الذي رفعه اليه مستشار شهرياد الشاعر المير طارق آل ناصر الدين وشهادة تقديرية قدمها باسم المنتدى الشاعر وليد عبد الصمد .
