افتتاح الدورة التأسيسية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي

تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، ومن مدينة الكاف أرض الحضارة ومهد الفنون، حاضنة مبدعي الفن الرابع وقاطرتهم انطلقت الدورة التأسيسية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي الذي سيشمل كامل ولايات الجمهورية في بادرة هي أولى من نوعها وطنيا وعربيا وذلك يوم الجمعة 20 سبتمبر 2019 بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف.

في أجواء احتفالية انطلقت الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي لتتواصل فعالياتها لغاية 16 نوفمبر 2019 يجوب خلالها جميع الولايات، في إطار دعم اللامركزية الثقافية التي انتهجتها وزارة الشؤون الثقافية، إيمانا منها بأن الثقافة والفنون حق الجميع في كل مكان. هذا ما أكده “عبد الحليم المسعودي” ممثل وزارة الشؤون الثقافية في كلمة الافتتاح مقرا بأن هذا المهرجان هو اعتراف بجهود المبدعين في الفن الرابع وفرصة للاحتفاء بهم.

 أضاف: “المهرجان هو أيضا تواصل للاحتفال بالموسم الثقافي التونسي تمهيدا لاحتضان تونس الدورة الواحدة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، حتى لا ينقطع المسرح عن الحياة الثقافية”.

 

شدّد “المسعودي” على أن فلسفة المهرجان ليست اعادة لتظاهرة اسبوع المسرح التونسي، وان غاية الوزارة في دعم هذا المهرجان وتمويله هو سيادي بامتياز، لرفضها تدخل الهيئة العربية للمسرح في تمويل  مهرجانات مسرحية تونسية وتنظيمها .

ولم يكن اختيار مدينة الكاف اعتباطيا بل كان لمسة وفاء إلى روح الممثل المسرحي الراحل “المنصف السويسي”، أول مؤسس للفرقة الجهوية بالكاف سنة 1967 الذي تتلمذ على يده جلّ المبدعين والممثلين، ومنها انطلقت الفرق الجهوية لتشمل يقية الولايات، وباعتبارها رائدة في نشأة التنمية الجهوية للمسرح وذاكرة مؤسسها.

وتضمن حفل الافتتاح شريط فيديو بعنوان “مرّوا من هنا” لمسة وفاء لكل من مروا بالفرقة الجهوية بالكاف، وتم تكريم بعضهم اعترافا بما قدموه للمسرح التونسي  من بينهم: ” المنصف السويسي”، “كمال العلاوي”، “الصادق الماجري”، “لمين النهدي”، “رياض النهدي”، “معز حمزة”، “لزهاري السباعي”، ” المنجي الورفلي”، ” ناجية الورغي”، “محمد توفيق الخلفاوي”، لسعد بن عبد الله” و” المنصف الصايم”.

شمل الحفل فقرات موسيقية وارتجاليات مسرحية من تقديم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف.

“الغاية من هذا المهرجان هي إعادة الحياة للمسرح التونسي للالتقاء والحوار وتبادل الأفكار” بهذه الكلمات انطلقت الندوة الصحافية التي سبقت حفل الافتتاح لـ “محمد مسعود إدريس”، مدير المهرجان الوطني للمسرح التونسي، الذي أكد أن الهدف من المهرجان هو تسليط الضوء على خصوصية الجهات في إدارة الشأن المسرحي، ودخول المسرح في التنمية المركزية، خاصة أنه شريك استراتيجي في النهوض بالحياة الاجتماعية من خلال المدارس، السجون، تنشيط الشوارع والمقاهي والمجتمع المدني.

وأشار السيد ‘إدري ” إلى انه  ستُعرض حوالي 200 مسرحية في الجهات إضافة إلى المسابقات وتخصيص جوائز مالية للمتوجين،  كذلك ستنظم 11 ندوة فكرية  فضلا عن التنشيط المستمر للشوارع طيلة أيام المهرجان لتجوب بعدها كامل تراب الجمهورية.

واعتبر “عماد المديوني” مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف أن هذا المهرجان مواصلة للحلم والتأسيس حتى تبقى تونس رائدة في هذا المجال لأنها الدولة الوحيدة التي تضم 24 مركزا للفنون الدرامية الركحية ولا منافس لها في هذا المجال وفق تعبيره.

يذكر أن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي تتواصل الى غاية 16 نوفمبر 2019 في جولة تشمل كامل ولايات الجمهورية ليكون مسك الختام بمدينة الثقافة.