محاضرة للمؤرخ أنطوان الخوري حرب في المجلس العام الماروني

Views: 405

استضاف المجلس العام  الماروني في مقره في الكرنتينا، محاضرة للمؤرخ أنطوان الخوري حرب دعت اليها لجنة الثقافة والتراث والحوار بين الأديان في الرابطة المارونية، لمناسبة المئوية الأولى لدولة لبنان الكبير بعنوان “لبنان أرض مقدسة ومعابده تشهد”، في حضور مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم وأعضاء من الرابطة والمجلس ومهتمين.

بعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة ألقى رئيس الرابطة النائب السابق نعمةالله ابي نصر كلمة جاء فيها: “بالأمس، عقد المؤتمر الأول حول التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس في الديمان فاجتمع بطاركة الكنائس المسيحية المشرقية في وادي قنوبين الذي يحتضن الإيمان المشترك للسريان، والكلدان، والأقباط، والأرمن، إلى جانب الموارنة والأورثوذكس، للشهادة والتأكيد على أن أرض لبنان مقدسة، تشهد على ذلك الأديان السماوية، وأناشيد الأنبياء في العهد القديم، وزيارات يسوع وأمه وعجائبه على أرضنا ورسله الأطهار”.

وقال: “نحن، في الرابطة المارونية، معنيون بالحفاظ على تراثنا وأرض وطننا، ونقوم بما نستطيع عمله من ترميم لمقرات تاريخية للبطريركية المارونية، ومعنيون كذلك بالحوار بين الأديان، ونهنىء لبنان وفخامة الرئيس على قرار الأمم المتحدة بإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار، وهذا إنجاز عالمي حققه لبنان، مما يثبت أن قوة الأوطان، تنبع من تاريخها ووزنها الحضاري، لا من كبر مساحتها ووزنها الإقتصادي والعسكري فقط”.

ولفت الى ان “هذا الوطن الذي تراكمت فوق أرضه آثار الحضارات، وبنيت الكنائس فيه بحجارة المعابد الكنعانية، حول أهله إسم نهر أدونيس إلى نهر ابراهيم وفاء للقورشي الذي جاءهم مبشرا بيسوع على مذهب مارون الناسك”، مشيرا إلى أن “المؤرخ حرب يعرض بالوثائق والمنطق قداسة الأرض اللبنانية، جاعلا معابد لبنان تنطق شهادة بعظمة تاريخنا، ناقلا للأجيال الجديدة مفاخر كثيرة لن تطمسها الحرب، ولن يقوى عليها عصر الإستهلاك، ولن يمحوها الإفتراء على تاريخ لبنان، ولا التلاعب بديموغرافية أرضه عن طريق بيعها من غير اللبنانيين”.

غاوي

وكانت كلمة تعريف بالمحاضر لرئيس اللجنة سمير غاوي فلفت إلى أن حرب “تتبع آثار لبنان من جنوبه إلى شماله ومن ساحله إلى بقاعه وجباله مسلطا الضوء على ارثنا الحضاري، واختزنت مؤلفاته ومحاضراته ما تركته الشعوب من أثر، وأعطت بعدا ثقافيا مهما للبنان في الخارج، وأجرى دراسات ميدانية في الأماكن الأثرية الدينية ليثبت أن وطن الحرف كان أيضا ملتقى الديانات والحضارات”.

حرب

بداية عرض حرب لمحة تاريخية عن تكوين لبنان جغرافيا وتاريخيا منذ أقدم العصور وغناه بالمعابد منذ ما قبل المسيحية والإسلام بألوف السنين، مشددا على “ضرورة الإضاءة على هذه الحقائق وحفظ القيمة الحضارية والثقافية والتراثية العريقة للبنان على مدى العصور”.

وشدد على أن “السياحة الدينية بدأت قبل الأديان السماوية، ولبنان كان مركزا لهذه السياحة وتشهد على ذلك مئات المعابد المنتشرة على أراضيه كافة ومن أبرزها معابد بعلبك، المسماة خطأ قلعة بعلبك، ومعابد جبل حرمون أي الجبل المحظور أو المقدس وهو المنطقة الأكثر كثافة بالمعابد”.

ورأى أن “العقيدة اللبنانية التي ترسخت على أرض هذا الوطن قبل المسيحية والإسلام بمئات السنين، لم تتغير وأثرت على الديانات التي أتت بعدها لا سيما المسيحية بدليل أن عددا كبيرا جدا من الكنائس بني على أنقاض المعابد”.

وعدد أبرز المعابد المنتشرة في لبنان والتي “يستقطب بعضها أعدادا كبيرة من السياح، وعدد كبير آخر فريسة الإهمال وسوء الاستخدام ويحتاج إلى ورشة ترميم كبيرة في غياب أي اهتمام رسمي إلا نادرا، ومن ابرزها:
“معابد جبيل، أقدم مدينة في العالم وتعود إلى العام 5250 قبل المسيح ومن اكثرها قدما معبد قلعة جبيل ومعبد عشتروت وكلاهما يعود إلى 4000 سنة، إلى معبد اخر من الألف الثاني قبل الميلاد وغيرها.
افقا، التي كانت تعتبر أهم مركز ديني في العصور القديمة وكانت تعتبر بحسب نص اوغاريتي مقر الإله إيل.
معبد يانوح على طريق افقا، معبد تمنين الفوقا المعمر فوق المياه، معابد اليمونة المشيدة في البحيرة وهي كلها غير مستغلة حضاريا واذا حصل ذلك تصير كل قرية قبلة سياحية ذات طابع حضاري تراثي.
معبدا عين عكرين ومعبد بزيزا ومعبد حردين ومعابد السفيرة (6) وكلها في الشمال”.

وشدد على “أن المقلب الشرقي للسلسلة الغربية والمقلب الغربي للسلسلة الشرقية يتميزان بكثافة المعابد وبمجاورتها للمدافن”.

وقال: “هذا غيض من فيض ما يختزنه لبنان من مواقع اثرية دينية ستدرج في كتاب لبنان أرض مقدسة ومعابده تشهد”، مشددا على ان “التراث هو الأمر الوحيد الذي ما زال يجمع اللبنانيين ويجب صيانته وابرازه”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *